العمل الهجين (hybrid) هو أسلوب يسمح لبعض الموظّفين بأداء مهام عملهم من المنزل، بينما يباشر البعض الآخر العمل من مقر المنشأة بالتبادل. يُعرف العمل الهجين hybrid work بأنه نموذج يجمع بين العمل عن بُعد والعمل من المكتب، ويوفر مرونة وتكيفًا كبيرين مع متطلبات العصر، خاصة بعد جائحة كوفيد-19. من مميزات العمل الهجين زيادة المرونة، وتحسين الإنتاجية، ورفع مستوى رضا الموظفين. تعتمد كيفية تطبيق العمل الهجين في المؤسسات على تبني طرق وأساليب تخلق بيئة عمل مرنة وتدعم التواصل الفعال بين جميع الموظفين. وهو نموذج مرن ومُستحدث، استغلّته المؤسسات في تسيير أعمالها في أثناء فترة الوباء العالمي كوفيد-19، بينما أثبت هو بدوره فاعليةً وتأثيرًا أبعد من مُجرّد “تسيير العمل”. فبعض الإحصائيات التي سنتعرّض لها في هذا المقال: أكّدت بالفعل أن لتطبيق هذا النظام في العمل مزايا لا يُمكن إغفالها – خاصةً ما يتعلق بتحقيق مرونة العمل، وزيادة إنتاجية الموظفين، ودعمهم في تحقيق الموازنة بين عملهم وحياتهم الشخصية.
انقضت فترة الوباء، وبقيَ السؤال محيرًا لأصحاب الأعمال: هل سيكون من الحكمة رجوع كافة العاملين إلى مكاتبهم طوال أيام الأسبوع؟ أم من المنطقي أكثر الاستثمار في دعمهم للاستمرار بالعمل من المنازل كما كان الوضع – موفّرين بذلك نفقات لم نكن ندرك أنها بذلك الحجم، أو أنه يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عن إنفاقها أو تخفيفها. في نظام العمل الهجين، يتوزع وجود الموظفين بين المكتب والعمل عن بُعد، مما يحقق توازنًا بين متطلبات العمل واحتياجات الأفراد. كما يعمل الموظفون في بيئات مختلفة مثل المنزل والمكتب ضمن نظام العمل الهجين، مما يعزز الإنتاجية ويتيح مرونة أكبر. يعمل نظام العمل الهجين على خلق بيئة عمل متوازنة تجمع بين مزايا العمل التقليدي والعمل عن بُعد. ويُعد العمل الهجين hybrid خيارًا استراتيجيًا للمنظمات الحديثة التي تسعى للتكيف مع المتغيرات. كما يعمل الفرق بشكل متكامل في بيئة العمل الهجين لتحقيق أهداف المؤسسة. سنساعدك في هذا المقال على تصوّر مؤسستك بأسلوب العمل الهجين، ما الذي ستجنيه منه، ومدى مواءمتها لهذا التغيير!
مقدمة عن العمل الهجين
في ظل التحولات المتسارعة في سوق العمل، أصبح العمل الهجين أحد أبرز الاتجاهات التي ترسم ملامح مستقبل العمل في العالم وفي المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص. العمل الهجين هو نموذج عمل مرن يجمع بين العمل من المكتب والعمل عن بُعد، ويمنح الموظفين حرية اختيار مكان العمل الأنسب لهم، سواء في المكتب أو في المنزل. هذا النموذج لا يقتصر فقط على توفير بيئة عمل أكثر راحة، بل يعزز أيضًا من الإنتاجية والرضا الوظيفي، ويمنح الموظفين المرونة في تحديد جداولهم الزمنية بما يتناسب مع احتياجاتهم الشخصية والمهنية. من خلال العمل الهجين، تستطيع الشركات السعودية جذب أفضل المواهب، وتحقيق توازن أفضل بين الحياة والعمل للموظفين، وتقليل التكاليف التشغيلية، مما ينعكس إيجابًا على بيئة العمل ويعزز من تنافسية الشركة في سوق العمل المتغير.
نموذج العمل الهجين
يُعد نموذج العمل الهجين من أكثر أنظمة العمل تطورًا ومرونة في الوقت الحالي، حيث يسمح للموظفين بالعمل من المكان الذي يفضلونه، سواء كان ذلك في مقر الشركة أو من المنزل. يعتمد هذا النموذج على بناء الثقة بين الإدارة والموظفين، ويمنحهم حرية اختيار مكان العمل الذي يساعدهم على أداء مهامهم بشكل أفضل. من خلال تطبيق نموذج العمل الهجين، يمكن للشركات تحقيق أهدافها بكفاءة مع الحفاظ على رضا الموظفين ورفع مستوى التزامهم. كما أن هذا النموذج قابل للتطبيق في العديد من القطاعات مثل قطاع التجزئة، الخدمات اللوجستية، وتقنية المعلومات، حيث يمكن للموظفين أداء أعمالهم عن بُعد أو من المكتب حسب الحاجة. يتيح نموذج العمل الهجين للشركات الاستفادة من أفضل الكفاءات، ويمنح الموظفين مرونة أكبر في تنظيم حياتهم المهنية والشخصية، مما ينعكس إيجابًا على بيئة العمل والإنتاجية بشكل عام.
مستقبل أسلوب العمل الهجين
يُخبرنا البنك الدولي أنه من المرجح تفضيل الموظفين السعوديين لأسلوب العمل الهجين بعد الوباء العالمي – شأنهم شأن كل عمال العالم. وتؤكّد ذلك إحصائية جوجل تريندز Google trends: التي أفادت تصاعد استخدام جملة “وظائف عن بُعد” في محركات البحث (بنسبة 190%) خلال العامين الماضيين فقط بالمملكة. ومع توسّع سوق العمل وتزايد إمكانيات التوظيف بأشكاله الجديدة؛ أثبت كلا من أسلوب العمل عن بعُد والعمل الهجين فاعلية كبرى في تقديم الدعم المُهم.
خلق بيئة عمل متوازنة وإيجابية ضمن نموذج العمل الهجين يُعد أمرًا أساسيًا لدعم الموظفين وتحفيزهم على تحقيق أفضل أداء. كما أن تعزيز التواصل والثقة بين الإدارة والموظفين ضروري لنجاح العمل الهجين وضمان استمرارية الإنتاجية.
ليس فقط لأصحاب الأعمال لاختيار العمالة الأجود والأكثر خبرة – ولكن بتمييز العمال أصحاب الخبرة أنفسهم. بعدما منحهم أرضًا صلبة للوقوف عليها، وأعطاهم الفرصة لمراجعة أولوياتهم الوظيفية، وأسلوب العمل الأنسب لهم. فضلًا عن تحديد القيمة السعرية المناسبة للخدمات التي يقدمونها والمفاوضة حول زيادتها بشيء من الثقة والثبات؛ مما أدى إلى تحسّن ملحوظ في استثمارهم في حياتهم المهنية.
يلعب الفريق دورًا محوريًا في تحقيق النجاح في بيئة العمل الهجين، حيث يُعد التعاون بين أعضاء الفريق سواء في المكتب أو عن بُعد من العوامل الأساسية لتعزيز روح العمل الجماعي وتقليل الشعور بالعزلة.
وإليك فيما يأتي بعض مزايا وعُيوب أسلوب العمل الهجين. لتقريب الصورة أكثر، ولمساعدتك على تخيّل مؤسستك معتمدةً هذا النهج في العمل.
مزايا أسلوب العمل الهجين
موظفين أكثر رضًا وجاهزية
يعتبر تحفيز الموظفين المستمر ورضاهم عن العمل من العوامل الأكثر تأثيرًا على إنتاجية المنشأة وتحقيقها لأهدافها. أفادت جالوب Gallup في دراسة مهمة أجرتها: أن بيئة العمل المحفّزة قد ساهمت في زيادة أرباح المنشأة بنسبة 21%، فيما ازدادت المبيعات نحو 20%، وارتفعت تقييمات العملاء للخدمة إلى حوالي 10%.
وإذا افترضنا أن إعطاء الموظفين مساحة جزئية للعمل من المنزل، مع إلزامهم بالحضور لمقر العمل في أيام مُتبادلة. حيث أنه سيحقق لهم نوعًا من الراحة والاتزان في حياتهم خارج العمل، ويمكّنهم من مراعاة أُسرهم بشكلٍ أفضل. كما ويضعهم في الحالة الذهنية المناسبة للإسهام الإيجابي والفارق في العمل. وهو ما يحدث حقيقةً لا افتراضًا؛ فإن لذلك الاتزان علاقةً مباشرة بنجاحك أنت كصاحب عمل.
دعم الثقة المتبادلة بين العامل وصاحب العمل
يواجه أصحاب الأعمال – المتوسطة تحديدًا – تحدّيات تتعلق ببناء ثقافة وطابع بيئة العمل التي يطمحون إليها، حتى برغم إيمانهم أنها عاملًا رئيسيًا للنجاح. من السهل جدًا الاعتقاد بأن اعتماد أسلوب العمل الهجين من شأنه أن يُعيق سير العمل أو يُصعّب عملية متابعته أولًا بأوّل، لكنه في الحقيقة قد يكون داعمًا له، ومحققًا لمعانٍ مهمّة قد تكون غائبة في بيئة العمل.
اعطاء الفرصة للموظفين لإنجاز أعمالهم في المنزل هو إعلان صريح لثقتك بهم، وبقدراتهم على إنجازها بأنفسهم، وتخصيص الوقت المناسب لذلك بمعرفتهم. وبينما يستعيد الموظفين طاقاتهم، ويستعدّوا للرجوع إلى مقر العمل في اليوم التالي أفضل حالًا: يمكنك ببساطة – باستخدام بعض الأدوات التكنولوجية المتاحة لإدارة الموارد البشرية – مُتابعة تطوّراتهم وأدائهم في أي وقت.
ميزة توظيفية كبرى
في ظل تطوّر عمليات التوظيف بالمملكة، ومع زيادة إقبال النساء على الدخول في عالم الأعمال: تحاول المؤسسات السعودية دائمًا جذب الموظفين أصحاب المهارات والخبرات المناسبة لهم. كما وتحرص كل الحرص على الإبقاء عليهم والاستفادة منهم لأطول وقت ممكن. وي
مكننا اعتبار تحويل أسلوب العمل في المنشأة إلى نظام العمل الهجين عاملًا مهمًّا من عوامل جذب اهتمام الموظفين المحتملين. فضلًا عن دعم الموظفين الحاليين. فالمنشأة التي تسعى دائمًا لإرضاء احتياجات عامليها – كاهمتامها بتحقيق الرخاء لهم، وتوفير الوقت والمرونة الكافية للعمل –
تحرز نقطة مهمة وميزة تنافسية تساعدها في رحلة اصطيادها للكوادر، كونها من أكثر ما يشغل بال العاملين الآن. طبقًأ لـ لينكد إن ريسيرش – Linked research: “فإن ما يقرب من 74% من عمال المملكة العربية السعودية وممكلة الإمارات العربية المتحدة: يعتقدون أن ظروف وباء كورونا العالمي قد كشفت عن ضرورة تغيير أصحاب العمل لأسلوب العمل في مؤسساتهم، وإكسابه طابع المرونة فيما يتعلّق بساعات العمل”. وفضلًا عن جذب الكوادر الوطنية، فإن أسلوب العمل الهجين يتيح إمكانية توظيف الكوادر المناسبة والنادرة للعمل عن بُعد من خارج البلاد.
تقليل نفقات العمل
إذا لم تكن – كصاحب عمل – قد قُمت بالفعل بالحد من نفقاتك خلال فترة كورونا؛ فقد يكون من الحكمة أن تُعيد النظر في مسألة تقليل نفقاتك الآن. خصوصًا ما يتعلّق بمساحة العمل وتكاليف مقر العمل. فبعد إثبات فاعلية خيارات العمل عن بعد و العمل الهجين: أصبح تحمّل نفقات مقرّات العمل الضخمة من إيجار، وكهرباء وخلافُه بلا معنى.
في المقابل أصبح مقبولًا بدرجةٍ أكبر أن يتم توفير هذه الأموال واستثمارها في مساحة عمل أصغر مثلًا. حيث يستغلّها الموظفون بالتبادل خلال أيام الأسبوع، وامدادها بإمكانيات أكثر تطوّرًا: لإثراء تجربة العمل الجماعي وتحفيزهم للذهاب إلى مقر العمل في الأيام المطلوبة. ويمكنك من خلال منصة بيزات: إجراء بحث تفصيلي إضافي عن النفقات التي يمكن أن تكون عبء على مؤسستك في الوقت الرّاهن، واستلهام بعض الحلول الفعّالة بشأنها.
فوائد العمل الهجين
- يوفّر توازنًا أفضل بين الحياة المهنية والشخصية للموظفين.
- يُعزز الإنتاجية من خلال تمكين الموظف من اختيار بيئة العمل الأنسب له.
- يُقلل التكاليف التشغيلية مثل الإيجارات والمرافق.
- يجذب الكفاءات الباحثة عن مرونة في ساعات ومكان العمل.
- يُعزز رضا الموظفين ويقلل معدلات الدوران الوظيفي.
- يدعم الابتكار من خلال توفير بيئة عمل مرنة ومحفزة.
- يُمكّن المؤسسات السعودية من التكيف مع التغيرات في سوق العمل المحلي والعالمي.
كيف تصمم سياسة عمل هجينة؟
لضمان نجاح العمل الهجين في شركتك، من الضروري تصميم سياسة عمل هجينة واضحة وفعالة. تبدأ هذه العملية بتحديد أهداف المنظمة بدقة، وتحليل احتياجات الموظفين المختلفة، ثم اختيار النموذج الأنسب لطبيعة العمل. يجب أن تتضمن السياسة إجراءات واضحة لتنظيم جداول العمل، وتحديد مكان العمل لكل موظف، بالإضافة إلى تحديد ساعات العمل بما يحقق التوازن بين متطلبات العمل واحتياجات الموظفين. من المهم أيضًا وضع آليات فعالة للتواصل بين فرق العمل، وتحديد الأدوات والتقنيات التي تسهل التعاون عن بُعد. كما ينبغي أن تشمل السياسة معايير واضحة لتقييم الأداء، وإجراءات لتعزيز ثقافة العمل الهجينة داخل الشركة، وتحفيز الموظفين على العمل بشكل أفضل من خلال توفير بيئة عمل مرنة وداعمة. بهذه الطريقة، يمكن للشركات تحقيق أقصى استفادة من نموذج العمل الهجين، وضمان رضا وإنتاجية الموظفين.
تنظيم الجداول الزمنية
يُعد تنظيم الجداول الزمنية من الركائز الأساسية لنجاح العمل الهجين، حيث يجب أن تتناسب الجداول مع احتياجات الموظفين ومتطلبات العمل في نفس الوقت. من خلال تحديد ساعات العمل، وأيام الحضور إلى المكتب، وأيام العمل عن بُعد، يمكن للموظفين تنظيم وقتهم بشكل أفضل وتحقيق التوازن بين حياتهم المهنية والشخصية. يجب أن تكون الجداول مرنة وقابلة للتعديل حسب ظروف كل موظف، مع مراعاة متطلبات العمل الجماعي والتعاون بين فرق العمل. يمكن للشركات الاستفادة من تطبيقات الجدولة الزمنية الحديثة التي تتيح للموظفين تحديد جداولهم بسهولة، وتساعد الإدارة في متابعة الالتزام بساعات ومكان العمل. بهذه الطريقة، يضمن العمل الهجين تحقيق أعلى مستويات الإنتاجية، مع الحفاظ على رضا الموظفين ومرونة بيئة العمل.
تحفظّات ضد أسلوب العمل الهجين
زيادة الاعتماد على التكنولوجيا – حتّى في التواصل
تواصل الفرق مع بعضهم، وعقدهم لاجتماعات المتابعة، ومناقشة تطوّرات العمل: هو بطبيعة الحال أهم ما تضمنه مساحة العمل، ولا يمكن الجزم بكفاءة هذه المتابعة والتواصل – حال اللجوء لأسلوب العمل الهجين – إلا من خلال تقنيات إلكترونية مُناسبة وفعّالة.
فالاتصال بالإنترنت وحده فقط ليس كافيًا، وإنما يجب على المنشأة الاستثمار الذكي في مزوّدات البيانات والبرمجيّات الحديثة التي تدعم خيار العمل عن بُعد – قبل الشروع في تنفيذه. فآخر ما يرجوه أي صاحب عمل هو فقدان السيطرة على بيئة العمل، أو أن يتخبّط عمّاله فيما بينهم دون مُتابعة، وتواصل فعّال، ورؤية حقيقية ومستمرة لمراحل العمل وأهدافُه؛ لذلك توفير البنية التكنولوجية اللازمة هو أمرٌ حتميّ لنجاح هذا الأسلوب.
قابلية تعرّض الموظف للإرهاق نتيجةً لسوء التخطيط
قد يؤدي تداخل بيئة العمل مع الحياة المنزلية إلى إحباط بعض الموظفين بسبب عدم قدرتهم على تحقيق التّوازن بينهما، خصوصًا من لم يكن من بينهم قد سبقت له تجربة العمل عن بُعد. من المهم أن العامل يشعر بشكلٍ طبيعي بمسؤولياته عادةً وهو بالخارج في عمله، أما بالبيت فهو زوج، وأب، وهو المكان الخاص براحته عمومًا وأيام العطلة!
على جانبٍ آخر، قد يعاني بعض الموظفين في ضبط مواعيد ساعات العمل المحدّدة، أو يُضطر البعض الآخر للعمل في ساعات متأخرة ليلًا وسط أيام الأسبوع – ما قد يعرقل سير العمل، أو يؤثر بالسلب على صحة العامل النفسية والجسدية.
إذا كانت مثل هذه الظواهر والعقبات في طريق موظفيك؛ بإمكانك الاعتماد على خدمات منصّة بيزات لإدارة وتنظيم ساعات العمل، حيث يمكن للموظفين عن طريقها تسجيل الحضور والانصراف إلكترونيًا خلال أيام العمل من المنزل، واستلام إشعارًا يُفيد بانتهاء ساعات العمل المحددة في نهاية كل يوم.
كما يتيح تطبيق بيزات إمكانية الانضمام إلى أنشطة الدعم الصحي والنفسي التي توفّر لهم برامج لتعزيز الصحة النفسية والجسدية، وصيدلية إلكترونية لطلب العلاجات الطبية، وإمكانية استشارة طبيب عبر الإنترنت.
لا يُناسب جميع الأعمال
أسلوب العمل الهجين ليس صالحًا لكل المهن، على سبيل المثال عمال المصانع والمطاعم لن يُمكنهم العمل من المنزل لأن مهامُهم تكمن في الحضور لمقر العمل لصُنع المنتجات وإيصالها، وكذلك بعض الوظائف التي تعتمد على مقابلة العميل وجهًا وجهًا بشكل دوري مثل الأعمال الاستشارية والمبيعات.
في النهاية، صاحب العمل وحده هو من يستطيع تقييم وضع المنشأة، وما إذا كانت مستعدّة لأسلوب العمل الهجين أم لا. وعلى كل حال أيًا كان أسلوب العمل الذي تراه مناسبًا: هناك دائمًا فوائد كبيرة في الاستثمار في أتمتة عمليات إدارة الموارد البشرية، بما يُضاعف من كفاءتها وسرعتها وبساطتها في الوقت ذاته.
العمل الهجين (hybrid) هو أسلوب يسمح لبعض الموظّفين بأداء مهام عملهم من المنزل، بينما يباشر البعض الآخر العمل من مقر المنشأة بالتبادل. يُعرف العمل الهجين hybrid work بأنه نموذج يجمع بين العمل عن بُعد والعمل من المكتب، ويوفر مرونة وتكيفًا كبيرين مع متطلبات العصر، خاصة بعد جائحة كوفيد-19. من مميزات العمل الهجين زيادة المرونة، وتحسين الإنتاجية، ورفع مستوى رضا الموظفين. تعتمد كيفية تطبيق العمل الهجين في المؤسسات على تبني طرق وأساليب تخلق بيئة عمل مرنة وتدعم التواصل الفعال بين جميع الموظفين. وهو نموذج مرن ومُستحدث، استغلّته المؤسسات في تسيير أعمالها في أثناء فترة الوباء العالمي كوفيد-19، بينما أثبت هو بدوره فاعليةً وتأثيرًا أبعد من مُجرّد “تسيير العمل”. فبعض الإحصائيات التي سنتعرّض لها في هذا المقال: أكّدت بالفعل أن لتطبيق هذا النظام في العمل مزايا لا يُمكن إغفالها – خاصةً ما يتعلق بتحقيق مرونة العمل، وزيادة إنتاجية الموظفين، ودعمهم في تحقيق الموازنة بين عملهم وحياتهم الشخصية.
انقضت فترة الوباء، وبقيَ السؤال محيرًا لأصحاب الأعمال: هل سيكون من الحكمة رجوع كافة العاملين إلى مكاتبهم طوال أيام الأسبوع؟ أم من المنطقي أكثر الاستثمار في دعمهم للاستمرار بالعمل من المنازل كما كان الوضع – موفّرين بذلك نفقات لم نكن ندرك أنها بذلك الحجم، أو أنه يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عن إنفاقها أو تخفيفها. في نظام العمل الهجين، يتوزع وجود الموظفين بين المكتب والعمل عن بُعد، مما يحقق توازنًا بين متطلبات العمل واحتياجات الأفراد. كما يعمل الموظفون في بيئات مختلفة مثل المنزل والمكتب ضمن نظام العمل الهجين، مما يعزز الإنتاجية ويتيح مرونة أكبر. يعمل نظام العمل الهجين على خلق بيئة عمل متوازنة تجمع بين مزايا العمل التقليدي والعمل عن بُعد. ويُعد العمل الهجين hybrid خيارًا استراتيجيًا للمنظمات الحديثة التي تسعى للتكيف مع المتغيرات. كما يعمل الفرق بشكل متكامل في بيئة العمل الهجين لتحقيق أهداف المؤسسة. سنساعدك في هذا المقال على تصوّر مؤسستك بأسلوب العمل الهجين، ما الذي ستجنيه منه، ومدى مواءمتها لهذا التغيير!
مقدمة عن العمل الهجين
في ظل التحولات المتسارعة في سوق العمل، أصبح العمل الهجين أحد أبرز الاتجاهات التي ترسم ملامح مستقبل العمل في العالم وفي المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص. العمل الهجين هو نموذج عمل مرن يجمع بين العمل من المكتب والعمل عن بُعد، ويمنح الموظفين حرية اختيار مكان العمل الأنسب لهم، سواء في المكتب أو في المنزل. هذا النموذج لا يقتصر فقط على توفير بيئة عمل أكثر راحة، بل يعزز أيضًا من الإنتاجية والرضا الوظيفي، ويمنح الموظفين المرونة في تحديد جداولهم الزمنية بما يتناسب مع احتياجاتهم الشخصية والمهنية. من خلال العمل الهجين، تستطيع الشركات السعودية جذب أفضل المواهب، وتحقيق توازن أفضل بين الحياة والعمل للموظفين، وتقليل التكاليف التشغيلية، مما ينعكس إيجابًا على بيئة العمل ويعزز من تنافسية الشركة في سوق العمل المتغير.
نموذج العمل الهجين
يُعد نموذج العمل الهجين من أكثر أنظمة العمل تطورًا ومرونة في الوقت الحالي، حيث يسمح للموظفين بالعمل من المكان الذي يفضلونه، سواء كان ذلك في مقر الشركة أو من المنزل. يعتمد هذا النموذج على بناء الثقة بين الإدارة والموظفين، ويمنحهم حرية اختيار مكان العمل الذي يساعدهم على أداء مهامهم بشكل أفضل. من خلال تطبيق نموذج العمل الهجين، يمكن للشركات تحقيق أهدافها بكفاءة مع الحفاظ على رضا الموظفين ورفع مستوى التزامهم. كما أن هذا النموذج قابل للتطبيق في العديد من القطاعات مثل قطاع التجزئة، الخدمات اللوجستية، وتقنية المعلومات، حيث يمكن للموظفين أداء أعمالهم عن بُعد أو من المكتب حسب الحاجة. يتيح نموذج العمل الهجين للشركات الاستفادة من أفضل الكفاءات، ويمنح الموظفين مرونة أكبر في تنظيم حياتهم المهنية والشخصية، مما ينعكس إيجابًا على بيئة العمل والإنتاجية بشكل عام.
مستقبل أسلوب العمل الهجين
يُخبرنا البنك الدولي أنه من المرجح تفضيل الموظفين السعوديين لأسلوب العمل الهجين بعد الوباء العالمي – شأنهم شأن كل عمال العالم. وتؤكّد ذلك إحصائية جوجل تريندز Google trends: التي أفادت تصاعد استخدام جملة “وظائف عن بُعد” في محركات البحث (بنسبة 190%) خلال العامين الماضيين فقط بالمملكة. ومع توسّع سوق العمل وتزايد إمكانيات التوظيف بأشكاله الجديدة؛ أثبت كلا من أسلوب العمل عن بعُد والعمل الهجين فاعلية كبرى في تقديم الدعم المُهم.
خلق بيئة عمل متوازنة وإيجابية ضمن نموذج العمل الهجين يُعد أمرًا أساسيًا لدعم الموظفين وتحفيزهم على تحقيق أفضل أداء. كما أن تعزيز التواصل والثقة بين الإدارة والموظفين ضروري لنجاح العمل الهجين وضمان استمرارية الإنتاجية.
ليس فقط لأصحاب الأعمال لاختيار العمالة الأجود والأكثر خبرة – ولكن بتمييز العمال أصحاب الخبرة أنفسهم. بعدما منحهم أرضًا صلبة للوقوف عليها، وأعطاهم الفرصة لمراجعة أولوياتهم الوظيفية، وأسلوب العمل الأنسب لهم. فضلًا عن تحديد القيمة السعرية المناسبة للخدمات التي يقدمونها والمفاوضة حول زيادتها بشيء من الثقة والثبات؛ مما أدى إلى تحسّن ملحوظ في استثمارهم في حياتهم المهنية.
يلعب الفريق دورًا محوريًا في تحقيق النجاح في بيئة العمل الهجين، حيث يُعد التعاون بين أعضاء الفريق سواء في المكتب أو عن بُعد من العوامل الأساسية لتعزيز روح العمل الجماعي وتقليل الشعور بالعزلة.
وإليك فيما يأتي بعض مزايا وعُيوب أسلوب العمل الهجين. لتقريب الصورة أكثر، ولمساعدتك على تخيّل مؤسستك معتمدةً هذا النهج في العمل.
مزايا أسلوب العمل الهجين
موظفين أكثر رضًا وجاهزية
يعتبر تحفيز الموظفين المستمر ورضاهم عن العمل من العوامل الأكثر تأثيرًا على إنتاجية المنشأة وتحقيقها لأهدافها. أفادت جالوب Gallup في دراسة مهمة أجرتها: أن بيئة العمل المحفّزة قد ساهمت في زيادة أرباح المنشأة بنسبة 21%، فيما ازدادت المبيعات نحو 20%، وارتفعت تقييمات العملاء للخدمة إلى حوالي 10%.
وإذا افترضنا أن إعطاء الموظفين مساحة جزئية للعمل من المنزل، مع إلزامهم بالحضور لمقر العمل في أيام مُتبادلة. حيث أنه سيحقق لهم نوعًا من الراحة والاتزان في حياتهم خارج العمل، ويمكّنهم من مراعاة أُسرهم بشكلٍ أفضل. كما ويضعهم في الحالة الذهنية المناسبة للإسهام الإيجابي والفارق في العمل. وهو ما يحدث حقيقةً لا افتراضًا؛ فإن لذلك الاتزان علاقةً مباشرة بنجاحك أنت كصاحب عمل.
دعم الثقة المتبادلة بين العامل وصاحب العمل
يواجه أصحاب الأعمال – المتوسطة تحديدًا – تحدّيات تتعلق ببناء ثقافة وطابع بيئة العمل التي يطمحون إليها، حتى برغم إيمانهم أنها عاملًا رئيسيًا للنجاح. من السهل جدًا الاعتقاد بأن اعتماد أسلوب العمل الهجين من شأنه أن يُعيق سير العمل أو يُصعّب عملية متابعته أولًا بأوّل، لكنه في الحقيقة قد يكون داعمًا له، ومحققًا لمعانٍ مهمّة قد تكون غائبة في بيئة العمل.
اعطاء الفرصة للموظفين لإنجاز أعمالهم في المنزل هو إعلان صريح لثقتك بهم، وبقدراتهم على إنجازها بأنفسهم، وتخصيص الوقت المناسب لذلك بمعرفتهم. وبينما يستعيد الموظفين طاقاتهم، ويستعدّوا للرجوع إلى مقر العمل في اليوم التالي أفضل حالًا: يمكنك ببساطة – باستخدام بعض الأدوات التكنولوجية المتاحة لإدارة الموارد البشرية – مُتابعة تطوّراتهم وأدائهم في أي وقت.
ميزة توظيفية كبرى
في ظل تطوّر عمليات التوظيف بالمملكة، ومع زيادة إقبال النساء على الدخول في عالم الأعمال: تحاول المؤسسات السعودية دائمًا جذب الموظفين أصحاب المهارات والخبرات المناسبة لهم. كما وتحرص كل الحرص على الإبقاء عليهم والاستفادة منهم لأطول وقت ممكن. وي
مكننا اعتبار تحويل أسلوب العمل في المنشأة إلى نظام العمل الهجين عاملًا مهمًّا من عوامل جذب اهتمام الموظفين المحتملين. فضلًا عن دعم الموظفين الحاليين. فالمنشأة التي تسعى دائمًا لإرضاء احتياجات عامليها – كاهمتامها بتحقيق الرخاء لهم، وتوفير الوقت والمرونة الكافية للعمل –
تحرز نقطة مهمة وميزة تنافسية تساعدها في رحلة اصطيادها للكوادر، كونها من أكثر ما يشغل بال العاملين الآن. طبقًأ لـ لينكد إن ريسيرش – Linked research: “فإن ما يقرب من 74% من عمال المملكة العربية السعودية وممكلة الإمارات العربية المتحدة: يعتقدون أن ظروف وباء كورونا العالمي قد كشفت عن ضرورة تغيير أصحاب العمل لأسلوب العمل في مؤسساتهم، وإكسابه طابع المرونة فيما يتعلّق بساعات العمل”. وفضلًا عن جذب الكوادر الوطنية، فإن أسلوب العمل الهجين يتيح إمكانية توظيف الكوادر المناسبة والنادرة للعمل عن بُعد من خارج البلاد.
تقليل نفقات العمل
إذا لم تكن – كصاحب عمل – قد قُمت بالفعل بالحد من نفقاتك خلال فترة كورونا؛ فقد يكون من الحكمة أن تُعيد النظر في مسألة تقليل نفقاتك الآن. خصوصًا ما يتعلّق بمساحة العمل وتكاليف مقر العمل. فبعد إثبات فاعلية خيارات العمل عن بعد و العمل الهجين: أصبح تحمّل نفقات مقرّات العمل الضخمة من إيجار، وكهرباء وخلافُه بلا معنى.
في المقابل أصبح مقبولًا بدرجةٍ أكبر أن يتم توفير هذه الأموال واستثمارها في مساحة عمل أصغر مثلًا. حيث يستغلّها الموظفون بالتبادل خلال أيام الأسبوع، وامدادها بإمكانيات أكثر تطوّرًا: لإثراء تجربة العمل الجماعي وتحفيزهم للذهاب إلى مقر العمل في الأيام المطلوبة. ويمكنك من خلال منصة بيزات: إجراء بحث تفصيلي إضافي عن النفقات التي يمكن أن تكون عبء على مؤسستك في الوقت الرّاهن، واستلهام بعض الحلول الفعّالة بشأنها.
فوائد العمل الهجين
- يوفّر توازنًا أفضل بين الحياة المهنية والشخصية للموظفين.
- يُعزز الإنتاجية من خلال تمكين الموظف من اختيار بيئة العمل الأنسب له.
- يُقلل التكاليف التشغيلية مثل الإيجارات والمرافق.
- يجذب الكفاءات الباحثة عن مرونة في ساعات ومكان العمل.
- يُعزز رضا الموظفين ويقلل معدلات الدوران الوظيفي.
- يدعم الابتكار من خلال توفير بيئة عمل مرنة ومحفزة.
- يُمكّن المؤسسات السعودية من التكيف مع التغيرات في سوق العمل المحلي والعالمي.
كيف تصمم سياسة عمل هجينة؟
لضمان نجاح العمل الهجين في شركتك، من الضروري تصميم سياسة عمل هجينة واضحة وفعالة. تبدأ هذه العملية بتحديد أهداف المنظمة بدقة، وتحليل احتياجات الموظفين المختلفة، ثم اختيار النموذج الأنسب لطبيعة العمل. يجب أن تتضمن السياسة إجراءات واضحة لتنظيم جداول العمل، وتحديد مكان العمل لكل موظف، بالإضافة إلى تحديد ساعات العمل بما يحقق التوازن بين متطلبات العمل واحتياجات الموظفين. من المهم أيضًا وضع آليات فعالة للتواصل بين فرق العمل، وتحديد الأدوات والتقنيات التي تسهل التعاون عن بُعد. كما ينبغي أن تشمل السياسة معايير واضحة لتقييم الأداء، وإجراءات لتعزيز ثقافة العمل الهجينة داخل الشركة، وتحفيز الموظفين على العمل بشكل أفضل من خلال توفير بيئة عمل مرنة وداعمة. بهذه الطريقة، يمكن للشركات تحقيق أقصى استفادة من نموذج العمل الهجين، وضمان رضا وإنتاجية الموظفين.
تنظيم الجداول الزمنية
يُعد تنظيم الجداول الزمنية من الركائز الأساسية لنجاح العمل الهجين، حيث يجب أن تتناسب الجداول مع احتياجات الموظفين ومتطلبات العمل في نفس الوقت. من خلال تحديد ساعات العمل، وأيام الحضور إلى المكتب، وأيام العمل عن بُعد، يمكن للموظفين تنظيم وقتهم بشكل أفضل وتحقيق التوازن بين حياتهم المهنية والشخصية. يجب أن تكون الجداول مرنة وقابلة للتعديل حسب ظروف كل موظف، مع مراعاة متطلبات العمل الجماعي والتعاون بين فرق العمل. يمكن للشركات الاستفادة من تطبيقات الجدولة الزمنية الحديثة التي تتيح للموظفين تحديد جداولهم بسهولة، وتساعد الإدارة في متابعة الالتزام بساعات ومكان العمل. بهذه الطريقة، يضمن العمل الهجين تحقيق أعلى مستويات الإنتاجية، مع الحفاظ على رضا الموظفين ومرونة بيئة العمل.
تحفظّات ضد أسلوب العمل الهجين
زيادة الاعتماد على التكنولوجيا – حتّى في التواصل
تواصل الفرق مع بعضهم، وعقدهم لاجتماعات المتابعة، ومناقشة تطوّرات العمل: هو بطبيعة الحال أهم ما تضمنه مساحة العمل، ولا يمكن الجزم بكفاءة هذه المتابعة والتواصل – حال اللجوء لأسلوب العمل الهجين – إلا من خلال تقنيات إلكترونية مُناسبة وفعّالة.
فالاتصال بالإنترنت وحده فقط ليس كافيًا، وإنما يجب على المنشأة الاستثمار الذكي في مزوّدات البيانات والبرمجيّات الحديثة التي تدعم خيار العمل عن بُعد – قبل الشروع في تنفيذه. فآخر ما يرجوه أي صاحب عمل هو فقدان السيطرة على بيئة العمل، أو أن يتخبّط عمّاله فيما بينهم دون مُتابعة، وتواصل فعّال، ورؤية حقيقية ومستمرة لمراحل العمل وأهدافُه؛ لذلك توفير البنية التكنولوجية اللازمة هو أمرٌ حتميّ لنجاح هذا الأسلوب.
قابلية تعرّض الموظف للإرهاق نتيجةً لسوء التخطيط
قد يؤدي تداخل بيئة العمل مع الحياة المنزلية إلى إحباط بعض الموظفين بسبب عدم قدرتهم على تحقيق التّوازن بينهما، خصوصًا من لم يكن من بينهم قد سبقت له تجربة العمل عن بُعد. من المهم أن العامل يشعر بشكلٍ طبيعي بمسؤولياته عادةً وهو بالخارج في عمله، أما بالبيت فهو زوج، وأب، وهو المكان الخاص براحته عمومًا وأيام العطلة!
على جانبٍ آخر، قد يعاني بعض الموظفين في ضبط مواعيد ساعات العمل المحدّدة، أو يُضطر البعض الآخر للعمل في ساعات متأخرة ليلًا وسط أيام الأسبوع – ما قد يعرقل سير العمل، أو يؤثر بالسلب على صحة العامل النفسية والجسدية.
إذا كانت مثل هذه الظواهر والعقبات في طريق موظفيك؛ بإمكانك الاعتماد على خدمات منصّة بيزات لإدارة وتنظيم ساعات العمل، حيث يمكن للموظفين عن طريقها تسجيل الحضور والانصراف إلكترونيًا خلال أيام العمل من المنزل، واستلام إشعارًا يُفيد بانتهاء ساعات العمل المحددة في نهاية كل يوم.
كما يتيح تطبيق بيزات إمكانية الانضمام إلى أنشطة الدعم الصحي والنفسي التي توفّر لهم برامج لتعزيز الصحة النفسية والجسدية، وصيدلية إلكترونية لطلب العلاجات الطبية، وإمكانية استشارة طبيب عبر الإنترنت.
لا يُناسب جميع الأعمال
أسلوب العمل الهجين ليس صالحًا لكل المهن، على سبيل المثال عمال المصانع والمطاعم لن يُمكنهم العمل من المنزل لأن مهامُهم تكمن في الحضور لمقر العمل لصُنع المنتجات وإيصالها، وكذلك بعض الوظائف التي تعتمد على مقابلة العميل وجهًا وجهًا بشكل دوري مثل الأعمال الاستشارية والمبيعات.
في النهاية، صاحب العمل وحده هو من يستطيع تقييم وضع المنشأة، وما إذا كانت مستعدّة لأسلوب العمل الهجين أم لا. وعلى كل حال أيًا كان أسلوب العمل الذي تراه مناسبًا: هناك دائمًا فوائد كبيرة في الاستثمار في أتمتة عمليات إدارة الموارد البشرية، بما يُضاعف من كفاءتها وسرعتها وبساطتها في الوقت ذاته.
العمل الهجين (hybrid) هو أسلوب يسمح لبعض الموظّفين بأداء مهام عملهم من المنزل، بينما يباشر البعض الآخر العمل من مقر المنشأة بالتبادل. يُعرف العمل الهجين hybrid work بأنه نموذج يجمع بين العمل عن بُعد والعمل من المكتب، ويوفر مرونة وتكيفًا كبيرين مع متطلبات العصر، خاصة بعد جائحة كوفيد-19. من مميزات العمل الهجين زيادة المرونة، وتحسين الإنتاجية، ورفع مستوى رضا الموظفين. تعتمد كيفية تطبيق العمل الهجين في المؤسسات على تبني طرق وأساليب تخلق بيئة عمل مرنة وتدعم التواصل الفعال بين جميع الموظفين. وهو نموذج مرن ومُستحدث، استغلّته المؤسسات في تسيير أعمالها في أثناء فترة الوباء العالمي كوفيد-19، بينما أثبت هو بدوره فاعليةً وتأثيرًا أبعد من مُجرّد “تسيير العمل”. فبعض الإحصائيات التي سنتعرّض لها في هذا المقال: أكّدت بالفعل أن لتطبيق هذا النظام في العمل مزايا لا يُمكن إغفالها – خاصةً ما يتعلق بتحقيق مرونة العمل، وزيادة إنتاجية الموظفين، ودعمهم في تحقيق الموازنة بين عملهم وحياتهم الشخصية.
انقضت فترة الوباء، وبقيَ السؤال محيرًا لأصحاب الأعمال: هل سيكون من الحكمة رجوع كافة العاملين إلى مكاتبهم طوال أيام الأسبوع؟ أم من المنطقي أكثر الاستثمار في دعمهم للاستمرار بالعمل من المنازل كما كان الوضع – موفّرين بذلك نفقات لم نكن ندرك أنها بذلك الحجم، أو أنه يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عن إنفاقها أو تخفيفها. في نظام العمل الهجين، يتوزع وجود الموظفين بين المكتب والعمل عن بُعد، مما يحقق توازنًا بين متطلبات العمل واحتياجات الأفراد. كما يعمل الموظفون في بيئات مختلفة مثل المنزل والمكتب ضمن نظام العمل الهجين، مما يعزز الإنتاجية ويتيح مرونة أكبر. يعمل نظام العمل الهجين على خلق بيئة عمل متوازنة تجمع بين مزايا العمل التقليدي والعمل عن بُعد. ويُعد العمل الهجين hybrid خيارًا استراتيجيًا للمنظمات الحديثة التي تسعى للتكيف مع المتغيرات. كما يعمل الفرق بشكل متكامل في بيئة العمل الهجين لتحقيق أهداف المؤسسة. سنساعدك في هذا المقال على تصوّر مؤسستك بأسلوب العمل الهجين، ما الذي ستجنيه منه، ومدى مواءمتها لهذا التغيير!
مقدمة عن العمل الهجين
في ظل التحولات المتسارعة في سوق العمل، أصبح العمل الهجين أحد أبرز الاتجاهات التي ترسم ملامح مستقبل العمل في العالم وفي المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص. العمل الهجين هو نموذج عمل مرن يجمع بين العمل من المكتب والعمل عن بُعد، ويمنح الموظفين حرية اختيار مكان العمل الأنسب لهم، سواء في المكتب أو في المنزل. هذا النموذج لا يقتصر فقط على توفير بيئة عمل أكثر راحة، بل يعزز أيضًا من الإنتاجية والرضا الوظيفي، ويمنح الموظفين المرونة في تحديد جداولهم الزمنية بما يتناسب مع احتياجاتهم الشخصية والمهنية. من خلال العمل الهجين، تستطيع الشركات السعودية جذب أفضل المواهب، وتحقيق توازن أفضل بين الحياة والعمل للموظفين، وتقليل التكاليف التشغيلية، مما ينعكس إيجابًا على بيئة العمل ويعزز من تنافسية الشركة في سوق العمل المتغير.
نموذج العمل الهجين
يُعد نموذج العمل الهجين من أكثر أنظمة العمل تطورًا ومرونة في الوقت الحالي، حيث يسمح للموظفين بالعمل من المكان الذي يفضلونه، سواء كان ذلك في مقر الشركة أو من المنزل. يعتمد هذا النموذج على بناء الثقة بين الإدارة والموظفين، ويمنحهم حرية اختيار مكان العمل الذي يساعدهم على أداء مهامهم بشكل أفضل. من خلال تطبيق نموذج العمل الهجين، يمكن للشركات تحقيق أهدافها بكفاءة مع الحفاظ على رضا الموظفين ورفع مستوى التزامهم. كما أن هذا النموذج قابل للتطبيق في العديد من القطاعات مثل قطاع التجزئة، الخدمات اللوجستية، وتقنية المعلومات، حيث يمكن للموظفين أداء أعمالهم عن بُعد أو من المكتب حسب الحاجة. يتيح نموذج العمل الهجين للشركات الاستفادة من أفضل الكفاءات، ويمنح الموظفين مرونة أكبر في تنظيم حياتهم المهنية والشخصية، مما ينعكس إيجابًا على بيئة العمل والإنتاجية بشكل عام.
مستقبل أسلوب العمل الهجين
يُخبرنا البنك الدولي أنه من المرجح تفضيل الموظفين السعوديين لأسلوب العمل الهجين بعد الوباء العالمي – شأنهم شأن كل عمال العالم. وتؤكّد ذلك إحصائية جوجل تريندز Google trends: التي أفادت تصاعد استخدام جملة “وظائف عن بُعد” في محركات البحث (بنسبة 190%) خلال العامين الماضيين فقط بالمملكة. ومع توسّع سوق العمل وتزايد إمكانيات التوظيف بأشكاله الجديدة؛ أثبت كلا من أسلوب العمل عن بعُد والعمل الهجين فاعلية كبرى في تقديم الدعم المُهم.
خلق بيئة عمل متوازنة وإيجابية ضمن نموذج العمل الهجين يُعد أمرًا أساسيًا لدعم الموظفين وتحفيزهم على تحقيق أفضل أداء. كما أن تعزيز التواصل والثقة بين الإدارة والموظفين ضروري لنجاح العمل الهجين وضمان استمرارية الإنتاجية.
ليس فقط لأصحاب الأعمال لاختيار العمالة الأجود والأكثر خبرة – ولكن بتمييز العمال أصحاب الخبرة أنفسهم. بعدما منحهم أرضًا صلبة للوقوف عليها، وأعطاهم الفرصة لمراجعة أولوياتهم الوظيفية، وأسلوب العمل الأنسب لهم. فضلًا عن تحديد القيمة السعرية المناسبة للخدمات التي يقدمونها والمفاوضة حول زيادتها بشيء من الثقة والثبات؛ مما أدى إلى تحسّن ملحوظ في استثمارهم في حياتهم المهنية.
يلعب الفريق دورًا محوريًا في تحقيق النجاح في بيئة العمل الهجين، حيث يُعد التعاون بين أعضاء الفريق سواء في المكتب أو عن بُعد من العوامل الأساسية لتعزيز روح العمل الجماعي وتقليل الشعور بالعزلة.
وإليك فيما يأتي بعض مزايا وعُيوب أسلوب العمل الهجين. لتقريب الصورة أكثر، ولمساعدتك على تخيّل مؤسستك معتمدةً هذا النهج في العمل.
مزايا أسلوب العمل الهجين
موظفين أكثر رضًا وجاهزية
يعتبر تحفيز الموظفين المستمر ورضاهم عن العمل من العوامل الأكثر تأثيرًا على إنتاجية المنشأة وتحقيقها لأهدافها. أفادت جالوب Gallup في دراسة مهمة أجرتها: أن بيئة العمل المحفّزة قد ساهمت في زيادة أرباح المنشأة بنسبة 21%، فيما ازدادت المبيعات نحو 20%، وارتفعت تقييمات العملاء للخدمة إلى حوالي 10%.
وإذا افترضنا أن إعطاء الموظفين مساحة جزئية للعمل من المنزل، مع إلزامهم بالحضور لمقر العمل في أيام مُتبادلة. حيث أنه سيحقق لهم نوعًا من الراحة والاتزان في حياتهم خارج العمل، ويمكّنهم من مراعاة أُسرهم بشكلٍ أفضل. كما ويضعهم في الحالة الذهنية المناسبة للإسهام الإيجابي والفارق في العمل. وهو ما يحدث حقيقةً لا افتراضًا؛ فإن لذلك الاتزان علاقةً مباشرة بنجاحك أنت كصاحب عمل.
دعم الثقة المتبادلة بين العامل وصاحب العمل
يواجه أصحاب الأعمال – المتوسطة تحديدًا – تحدّيات تتعلق ببناء ثقافة وطابع بيئة العمل التي يطمحون إليها، حتى برغم إيمانهم أنها عاملًا رئيسيًا للنجاح. من السهل جدًا الاعتقاد بأن اعتماد أسلوب العمل الهجين من شأنه أن يُعيق سير العمل أو يُصعّب عملية متابعته أولًا بأوّل، لكنه في الحقيقة قد يكون داعمًا له، ومحققًا لمعانٍ مهمّة قد تكون غائبة في بيئة العمل.
اعطاء الفرصة للموظفين لإنجاز أعمالهم في المنزل هو إعلان صريح لثقتك بهم، وبقدراتهم على إنجازها بأنفسهم، وتخصيص الوقت المناسب لذلك بمعرفتهم. وبينما يستعيد الموظفين طاقاتهم، ويستعدّوا للرجوع إلى مقر العمل في اليوم التالي أفضل حالًا: يمكنك ببساطة – باستخدام بعض الأدوات التكنولوجية المتاحة لإدارة الموارد البشرية – مُتابعة تطوّراتهم وأدائهم في أي وقت.
ميزة توظيفية كبرى
في ظل تطوّر عمليات التوظيف بالمملكة، ومع زيادة إقبال النساء على الدخول في عالم الأعمال: تحاول المؤسسات السعودية دائمًا جذب الموظفين أصحاب المهارات والخبرات المناسبة لهم. كما وتحرص كل الحرص على الإبقاء عليهم والاستفادة منهم لأطول وقت ممكن. وي
مكننا اعتبار تحويل أسلوب العمل في المنشأة إلى نظام العمل الهجين عاملًا مهمًّا من عوامل جذب اهتمام الموظفين المحتملين. فضلًا عن دعم الموظفين الحاليين. فالمنشأة التي تسعى دائمًا لإرضاء احتياجات عامليها – كاهمتامها بتحقيق الرخاء لهم، وتوفير الوقت والمرونة الكافية للعمل –
تحرز نقطة مهمة وميزة تنافسية تساعدها في رحلة اصطيادها للكوادر، كونها من أكثر ما يشغل بال العاملين الآن. طبقًأ لـ لينكد إن ريسيرش – Linked research: “فإن ما يقرب من 74% من عمال المملكة العربية السعودية وممكلة الإمارات العربية المتحدة: يعتقدون أن ظروف وباء كورونا العالمي قد كشفت عن ضرورة تغيير أصحاب العمل لأسلوب العمل في مؤسساتهم، وإكسابه طابع المرونة فيما يتعلّق بساعات العمل”. وفضلًا عن جذب الكوادر الوطنية، فإن أسلوب العمل الهجين يتيح إمكانية توظيف الكوادر المناسبة والنادرة للعمل عن بُعد من خارج البلاد.
تقليل نفقات العمل
إذا لم تكن – كصاحب عمل – قد قُمت بالفعل بالحد من نفقاتك خلال فترة كورونا؛ فقد يكون من الحكمة أن تُعيد النظر في مسألة تقليل نفقاتك الآن. خصوصًا ما يتعلّق بمساحة العمل وتكاليف مقر العمل. فبعد إثبات فاعلية خيارات العمل عن بعد و العمل الهجين: أصبح تحمّل نفقات مقرّات العمل الضخمة من إيجار، وكهرباء وخلافُه بلا معنى.
في المقابل أصبح مقبولًا بدرجةٍ أكبر أن يتم توفير هذه الأموال واستثمارها في مساحة عمل أصغر مثلًا. حيث يستغلّها الموظفون بالتبادل خلال أيام الأسبوع، وامدادها بإمكانيات أكثر تطوّرًا: لإثراء تجربة العمل الجماعي وتحفيزهم للذهاب إلى مقر العمل في الأيام المطلوبة. ويمكنك من خلال منصة بيزات: إجراء بحث تفصيلي إضافي عن النفقات التي يمكن أن تكون عبء على مؤسستك في الوقت الرّاهن، واستلهام بعض الحلول الفعّالة بشأنها.
فوائد العمل الهجين
- يوفّر توازنًا أفضل بين الحياة المهنية والشخصية للموظفين.
- يُعزز الإنتاجية من خلال تمكين الموظف من اختيار بيئة العمل الأنسب له.
- يُقلل التكاليف التشغيلية مثل الإيجارات والمرافق.
- يجذب الكفاءات الباحثة عن مرونة في ساعات ومكان العمل.
- يُعزز رضا الموظفين ويقلل معدلات الدوران الوظيفي.
- يدعم الابتكار من خلال توفير بيئة عمل مرنة ومحفزة.
- يُمكّن المؤسسات السعودية من التكيف مع التغيرات في سوق العمل المحلي والعالمي.
كيف تصمم سياسة عمل هجينة؟
لضمان نجاح العمل الهجين في شركتك، من الضروري تصميم سياسة عمل هجينة واضحة وفعالة. تبدأ هذه العملية بتحديد أهداف المنظمة بدقة، وتحليل احتياجات الموظفين المختلفة، ثم اختيار النموذج الأنسب لطبيعة العمل. يجب أن تتضمن السياسة إجراءات واضحة لتنظيم جداول العمل، وتحديد مكان العمل لكل موظف، بالإضافة إلى تحديد ساعات العمل بما يحقق التوازن بين متطلبات العمل واحتياجات الموظفين. من المهم أيضًا وضع آليات فعالة للتواصل بين فرق العمل، وتحديد الأدوات والتقنيات التي تسهل التعاون عن بُعد. كما ينبغي أن تشمل السياسة معايير واضحة لتقييم الأداء، وإجراءات لتعزيز ثقافة العمل الهجينة داخل الشركة، وتحفيز الموظفين على العمل بشكل أفضل من خلال توفير بيئة عمل مرنة وداعمة. بهذه الطريقة، يمكن للشركات تحقيق أقصى استفادة من نموذج العمل الهجين، وضمان رضا وإنتاجية الموظفين.
تنظيم الجداول الزمنية
يُعد تنظيم الجداول الزمنية من الركائز الأساسية لنجاح العمل الهجين، حيث يجب أن تتناسب الجداول مع احتياجات الموظفين ومتطلبات العمل في نفس الوقت. من خلال تحديد ساعات العمل، وأيام الحضور إلى المكتب، وأيام العمل عن بُعد، يمكن للموظفين تنظيم وقتهم بشكل أفضل وتحقيق التوازن بين حياتهم المهنية والشخصية. يجب أن تكون الجداول مرنة وقابلة للتعديل حسب ظروف كل موظف، مع مراعاة متطلبات العمل الجماعي والتعاون بين فرق العمل. يمكن للشركات الاستفادة من تطبيقات الجدولة الزمنية الحديثة التي تتيح للموظفين تحديد جداولهم بسهولة، وتساعد الإدارة في متابعة الالتزام بساعات ومكان العمل. بهذه الطريقة، يضمن العمل الهجين تحقيق أعلى مستويات الإنتاجية، مع الحفاظ على رضا الموظفين ومرونة بيئة العمل.
تحفظّات ضد أسلوب العمل الهجين
زيادة الاعتماد على التكنولوجيا – حتّى في التواصل
تواصل الفرق مع بعضهم، وعقدهم لاجتماعات المتابعة، ومناقشة تطوّرات العمل: هو بطبيعة الحال أهم ما تضمنه مساحة العمل، ولا يمكن الجزم بكفاءة هذه المتابعة والتواصل – حال اللجوء لأسلوب العمل الهجين – إلا من خلال تقنيات إلكترونية مُناسبة وفعّالة.
فالاتصال بالإنترنت وحده فقط ليس كافيًا، وإنما يجب على المنشأة الاستثمار الذكي في مزوّدات البيانات والبرمجيّات الحديثة التي تدعم خيار العمل عن بُعد – قبل الشروع في تنفيذه. فآخر ما يرجوه أي صاحب عمل هو فقدان السيطرة على بيئة العمل، أو أن يتخبّط عمّاله فيما بينهم دون مُتابعة، وتواصل فعّال، ورؤية حقيقية ومستمرة لمراحل العمل وأهدافُه؛ لذلك توفير البنية التكنولوجية اللازمة هو أمرٌ حتميّ لنجاح هذا الأسلوب.
قابلية تعرّض الموظف للإرهاق نتيجةً لسوء التخطيط
قد يؤدي تداخل بيئة العمل مع الحياة المنزلية إلى إحباط بعض الموظفين بسبب عدم قدرتهم على تحقيق التّوازن بينهما، خصوصًا من لم يكن من بينهم قد سبقت له تجربة العمل عن بُعد. من المهم أن العامل يشعر بشكلٍ طبيعي بمسؤولياته عادةً وهو بالخارج في عمله، أما بالبيت فهو زوج، وأب، وهو المكان الخاص براحته عمومًا وأيام العطلة!
على جانبٍ آخر، قد يعاني بعض الموظفين في ضبط مواعيد ساعات العمل المحدّدة، أو يُضطر البعض الآخر للعمل في ساعات متأخرة ليلًا وسط أيام الأسبوع – ما قد يعرقل سير العمل، أو يؤثر بالسلب على صحة العامل النفسية والجسدية.
إذا كانت مثل هذه الظواهر والعقبات في طريق موظفيك؛ بإمكانك الاعتماد على خدمات منصّة بيزات لإدارة وتنظيم ساعات العمل، حيث يمكن للموظفين عن طريقها تسجيل الحضور والانصراف إلكترونيًا خلال أيام العمل من المنزل، واستلام إشعارًا يُفيد بانتهاء ساعات العمل المحددة في نهاية كل يوم.
كما يتيح تطبيق بيزات إمكانية الانضمام إلى أنشطة الدعم الصحي والنفسي التي توفّر لهم برامج لتعزيز الصحة النفسية والجسدية، وصيدلية إلكترونية لطلب العلاجات الطبية، وإمكانية استشارة طبيب عبر الإنترنت.
لا يُناسب جميع الأعمال
أسلوب العمل الهجين ليس صالحًا لكل المهن، على سبيل المثال عمال المصانع والمطاعم لن يُمكنهم العمل من المنزل لأن مهامُهم تكمن في الحضور لمقر العمل لصُنع المنتجات وإيصالها، وكذلك بعض الوظائف التي تعتمد على مقابلة العميل وجهًا وجهًا بشكل دوري مثل الأعمال الاستشارية والمبيعات.
في النهاية، صاحب العمل وحده هو من يستطيع تقييم وضع المنشأة، وما إذا كانت مستعدّة لأسلوب العمل الهجين أم لا. وعلى كل حال أيًا كان أسلوب العمل الذي تراه مناسبًا: هناك دائمًا فوائد كبيرة في الاستثمار في أتمتة عمليات إدارة الموارد البشرية، بما يُضاعف من كفاءتها وسرعتها وبساطتها في الوقت ذاته.
مقالات ذات صلة






Get Social