كانت البداية أثناء ندوة حضرها مجموعة من المديرين في إحدى شركات الأدوية، حيث عقدت الندوة في كلية برادفورد للإدارة في ثمانينيات القرن الماضي، وناقشت بحثًا أجرته الكلية عن تأثير غياب الموظفين على إنتاجية المنشأة، وقد خلص البحث إلى أن فترات الغياب القصيرة والمتكررة المفاجئة أكثر ضررًا من فترات الغياب الطويلة، ومنذ ذلك الوقت صيغ مصطلح عامل برادفورد وأصبح وسيلة لقياس غياب الموظفين.
ما هو عامل برادفورد؟
عامل برادفورد هو معادلة بسيطة تعمل كمعيار لقياس الغياب المفاجئ للموظف خلال فترة محددة، فيمنح الغياب وزنًا نسبيًا، ومن أمثلة الغياب المفاجئ الإجازة المرضية، ومواعيد الطبيب، ورعاية الأبناء في الحالات الطارئة ..إلخ.
ووفقًا للصيغة المستخدمة في مقياس برادفورد، يكتسب الغياب القصير المتكرر وزنًا نسبيًا أكبر من الغياب المرضي الطويل، ويعني الوزن النسبي التأثير الذي يتركه على سير العمل اليومي العادي المعتاد، ما يعني أن التأثير السلبي للغياب المتكرر وإن كان قصيرًا أكبر على سير العمل من الغياب الطويل.
يقيس عامل برادفور الغياب لموظف واحد فقط أو للقسم أو لفريق كامل، واضعًا في الحسبان مدة الغياب وتكراره، ويشير عامل برادفورد الصفري (حصول الموظف على درجة صفر) إلى الحضور الكامل أو عدم وجود غياب مفاجئ، وكلما ارتفع عامل برادفورد زاد الغياب أو تكراره.
الهدف الرئيس من استخدام عامل برادفورد مراقبة غياب الموظف للتأكد من أنه يحصل على الإجازة التي يحتاج إليها مع الحفاظ على الإنتاجية في الوقت نفسه، كما يستخدم كأساس لفهم متى يصبح غياب الموظف مشكلة تستدعي حلا، ووفقا لعامل برادفورد يتدرج الموظفون في مستويات مختلفة، لكل منها طريقة تعامل مختلفة تبدأ بالمناقشة غير الرسمية وتتدرج لتصل إلى الفصل من المنشأة.
ظهر عامل برادفورد كحل لتحدي تواجهه المنشآت عمومًا وهو صعوبة تدارك ثغرة العمل التي تنشأ من الإجازات المرضية القصيرة، حيث يصعب سد هذه الفجوة، وغالبًا ما يتحمل الزملاء الآخرين عبء عمل الموظف الغائب في مهام وضغوط إضافية، أضف إلى ذلك أن تكرار الغياب المرضي لموظف ما دون ضابط، قد يشجع الموظفين الآخرين على سلوك الطريق نفسه، فطالما أن زميلي حصل على إجازة بسهولة، لما لا أطلب أيضًا إجازة بالمثل؟
يثير عامل برادفورد جدلًا واسعًا في أوساط إدارة الموارد البشرية، إذ يحمل سمعة جيدة لدى المديرين وأصحاب العمل ومسؤولي الموارد البشرية، بينما يكرهه الموظفون إذ يرونه أداة لفرض السيطرة على راحة استثنائية مهمة هي الغياب المرضي.
كيف يتم حساب عامل برادفورد؟
يُحسب عامل برادفورد وفقًا لمعادلة رياضية بسيطة تزيد من الوزن النسبي للغياب المتكرر، والمعادلة كالتالي:
عامل برادفورد = عدد مرات غياب الموظف² × إجمالي عدد أيام غيابه
بحيث تكون عدد مرات الغياب وإجمال عدد أيام الغياب عن فترة محددة وعادة ما تكون سنة.
مثال لحساب عامل برادفورد:
نفترض أن اثنين من الموظفين “س” و”ص” أصيبا بمرض ما، وغاب كل منهما إجمالًا 7 أيام، لكن وتيرة الغياب كانت مختلفة:
غاب “س” لمدة 7 أيام عمل دون انقطاع، أما “ص” فغاب نفس عدد الأيام (7 أيام) لكن على مدار 3 مرات، إذن وفقًا لمعادلة برادفور، سيُحسب العامل الخاص لكل موظف كما يلي:
س: 1² × 7 = 1 × 7 = 7
ص: 3² × 7 = 9 × 7 = 63
نلاحظ أنه على الرغم من أن كلاهما حصل على عدد أيام الإجازة نفسه، إلا أن عامل برادفورد للموظف “ص” كان أعلى بكثير، ما يعني أن تغيبه عن العمل كان أكثر ضررا.
ما هو المعدل المثالي لعامل برادفورد؟
الدرجة المنخفضة لعامل برادفورد هي الدرجة الأفضل، إذ تعني انخفاض فترات الغياب القصيرة وبالتالي انحسار الأثر السلبي لها، بالإضافة إلى كونها مؤشرا عن انتظام الموظف في الحضور وما يعنيه ذلك من استقرار وتيرة العمل في الفريق وتحسن الإنتاجية، وقد اتفق المتخصصون على إطار عام تقريبي لدرجات عامل برادفورد يقسمها إلى مستويات، بحيث يختلف كل مستوى في دلالته على النحو التالي:
- أقل من 50 درجة: المعدل المثالي للموظف العادي.
- من 50- 100 درجة: مراقبة الوضع مع إعلام الموظف بالإجراءات المحتملة في حال استمر الغياب.
- من 101- 400 درجة: اتخاذ إجراءات جادة مثل توجيه تحذير مكتوب أو شفهي مع تتبع رسمي دقيق.
- من 401 – 600 درجة: توجيه إنذار مكتوب أخير.
- أعلى من 600: النظر في الفصل.
الأرقام السابقة هي أرقام تقريبية الهدف منها التوضيح وتقريب الصورة، وتبقى لكل منشأة حرية تحديد نطاق مختلف لكل مستوى تبعًا للإجراءات التي تتخذها والعوامل المؤثرة في الغياب المفاجئ.
مزايا عامل برادفورد
بعد أن تناولنا لمحة عامة عن عامل برادفورد وكيفية حسابه، نناقش الآن على نحو أكثر تفصيلًا الأسباب التي لأجلها تستخدمه المنشآت وتدمجه في أنظمة إدارة الغياب الخاصة بها:
نظرة ثاقبة عن الغياب
المغزى الأساسي من استخدام عامل برادفورد إلقاء نظرة عامة سريعة على غياب الموظفين، اعتمادًا على معيار موضوعي موحد على الكل، فيساعد ذلك المنشأة في الالتفات إلى الموظفين ذوي السجلات الصحية التي تحتاج إلى متابعة واهتمام، فمثلا ينذر العامل المرتفع إلى مشكلة صحية محتملة التدهور، بالإضافة إلى ما سبق يساعد عامل برادفورد الإدارة في تفسير أي إجراء تأديبي تتخذه مع الموظف، والتأكيد على عدم التحيز ضده، فالإجراءات تتخذ بناء على معادلة رياضية قياسية تمثل دليلًا قويًا بعيدًا عن أي شخصنة.
سياسة غياب واضحة
يساعد عامل برادفورد المنشأة في تصميم سياسة الغياب الخاصة بها بطريقة سهلة الفهم للموظفين، إذ يتضمن كل مستوى من مستويات برادفورد قواعد واضحة تمثل معدلات الغياب المقبولة وغير المقبولة.
انخفاض الغياب
المحصلة التي لاحظتها المنشآت من استخدام عامل برادفورد ووضع الإجازات المرضية قيد المراقبة هي تشجيع الموظفين على الحذر تجاه الغياب المرضي وعدم اللجوء إليه إلا في حالات الضرورة، ما قاد إلى انخفاض الإجازات المرضية.
عيوب عامل برادفورد
على الرغم من اعتماد عامل برادفورد على معادلة موحدة وبالتالي يبدو أنه يبدو طريقة عادلة لإدارة الإجازات المرضية، إلا أن العدالة الحقيقية في هذا الموضوع لا تعني المساواة بين كل الموظفين، إذ لا يتشابه جميع الموظفين في الحالة الصحية أو الظروف الطبية. ويمكننا ملاحظة ذلك من المثال التالي:
- أصيب الموظف “أ” بدور إنفلونزا قوي، اضطره إلى الغياب عن العمل لمدة 10 أيام متتالية، وبالتالي حصل على 10 درجات في مقياس برادفورد، وهو مستوى منخفض جدا.
- يعاني الموظف “ب” من نوبات صداع نصفي مزمنة، تضطره إلى الغياب لمدة يوم واحد شهريًا على مدار ستة أشهر، إذ تجعله الإصابة غير قادر على العمل لمدة 24 ساعة تقريبًا، وعلى الرغم من أن الموظف “ب” يتناول دواء لمرضه بشكل منتظم، إلا أن ذلك لا يمنع دائمًا حدوث النوبة. في ضوء ما سبق حصل “ب” على 216 درجة في مقياس برادفورد {(6×6) × 6} وهو مستوى مرتفع يحتاج من الإدارة إلى اتخاذ إجراء تجاهه.
يتضح من المثال السابق أهمية السياق في عامل برادفورد، إذ يحمل السياق تفسيرًا موضوعيًا للدرجة، فمثلًا الإصابة بمرض مزمن أو خطير أو وفاة أحد أفراد العائلة أو وقوع حادث أليم تمثل سياقات مختلفة تستدعي وضعها في الحسبان، وبالتالي فالدرجة وحدها ليست مؤشرًا على التزام أو استهتار الموظف، ولا ينبغي الاعتماد على عامل برادفورد كأداة وحيدة لإدارة الغياب المرضي، بل يجب مراعاة السياق والظروف الفردية قبل اتخاذ أي قرار.
كيف ومتى تستخدم عامل برادفورد؟
في ظل مزايا عامل برادفورد وعيوبه التي ناقشناها، كيف يمكن للمنشأة أن تستخدم عامل برادفورد بطريقة حكيمة ومتوازنة؟ نطرح فيما يلي مجموعة من النصائح التي يجب مراعاتها عند تطبيق عامل برادفورد في غياب الموظفين:
- استخدمه في الوقت المناسب
قبل أن تضم عامل برادفورد إلى استراتيجية الحضور والإجازات الخاصة بالمنشأة، حدد أولًا ما هي أنواع الغياب المسموح بها، ومتى يجب على الموظف إبلاغ المنشأة مسبقا، وكيف يكون الإبلاغ، كذلك تأكد من فهم الموظفين لكيفية حساب عامل برادفورد وكيفية تطبيقه.
لاحظ أيضًا مجموعة من المؤشرات المبكرة التي تمثل علامات على انخفاض مشاركة الموظفين، مثل تراجع الأداء في العمل، والتركيز على المشاكل بدلًا من العثور على حلول، والعزوف عن المشاركة في الأحداث والأنشطة الداخلية بما يشي بفقدان اهتمام الموظف باستثمار وقته في المنشأة، وإذا اجتمعت هذه المؤشرات معًا فأمامك فرصة للعمل على معالجة هذه العوارض، قبل أن تبدأ حساب مؤشر برادفورد الخاص بالموظف.
- ضع عامل برادفورد كدليل وليس قاعدة
يعني ذلك أن تتعامل بإنصاف مع الموظفين المرضى بأمراض مزمنة مثل الربو، والأمراض الخطيرة كالسرطان والذين يتلقون علاجًا مستمرًا مثل العلاج الكيميائي، بالإضافة إلى الموظف المصاب بالاحتراق الوظيفي أو خلال الفترة التالية لحدوث فجيعة بالأسرة.
ادرس بتأن في ضوء ما سبق أداء الموظف واطلع على السجلات الصحية السرية التي تتضمن المعلومات الطبية الخاصة بهم، وضع إرشادات الطبيب في اعتبارك، مستخدمًا تقديرك لكل حالة على حدة، فإذا شعرت أن الغياب لا ينبغي احتسابه، تجاهله أثناء حساب عامل برادفورد دون تردد.
- وظفه في الاستعداد للمستقبل
استخدم بيانات عامل برادفورد في فهم اتجاهات معدلات التغيب عن العمل خلال فترة زمنية معينة، قد تخرج منها برؤى مفيدة للمستقبل، مثل ملاحظة زيادة كبيرة في الغياب خلال فترة زمنية قصيرة (شهور الصيف مثلًا)، وبالتالي فكر في أسباب ذلك بحيث تجيد معالجتها والاستعداد لها مستقبلًا بما لا يضر إنتاجية المنشأة.
لقطة شاشة لأداة الإجازات في بيزات
تساعد تكنولوجيا الموارد البشرية في جمع وتحليل هذه البيانات، إذ تتضمن منصة الموارد البشرية “بيزات” أداة لتتبع حضور وغياب الموظفين بطريقة شفافة وسهلة تمكن المنشأة من حفظ واسترجاع بيانات جميع الموظفين بنقرات زر.
- تبنّ ثقافة حضور إيجابية
لا شك أن الحصول على إجازة مرضية ليس جريمة، وفي الوقت الذي يتجه مستقبل الموارد البشرية لمزيد من الاهتمام برفاهية الموظف، أصبح من الضروري على المنشآت تقديم التعاون والتسهيلات التي يحتاجها الموظف الذي يعاني من مرض حقيقي، وفي الوقت نفسه التعامل الحازم مع الغياب غير المبرر، لذلك احرص على إيصال هذه المفاهيم للموظف لكي يقتنع بحرص المنشأة على دعمه عندما يحتاج ذلك.
ختاما، لن ينجح عامل برادفورد في تحسين حضور الموظفين ما لم تًعالج الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى الغياب وتقع تحت سيطرة المنشأة، مثل افتقار التوجيه والتدريب أو الإدارة غير الأخلاقية (المتنمرة أو العنصرية) أو ظروف العمل السيئة أو غياب الشعور بالانتماء أو الفجوات الثقافية، وهو ما يعني أهمية التحلي بالصدق والموضوعية لإحداث تغيير إيجابي حقيقي.
الأسئلة الشائعة
ما هو عامل برادفورد؟
عامل برادفورد هو طريقة رياضية سهلة لقياس تأثير الغياب المفاجئ للموظف، وقد صمم بحيث يمنح الغيابات القصيرة المتكررة وزنًا نسبيًا أعلى مقارنة بالغياب الطويل النادر، ذلك لأن الغياب المتكرر المفاجئ يضر بإنتاجية المنشأة أكثر من غيره.
كيف أحسب عامل برادفورد؟
استخدم المعادلة الآتية لحساب عامل برادفورد لموظف معين خلال فترة معينة:
عامل برادفورد = عدد مرات الغياب خلال الفترة ² × إجمالي عدد أيام الغياب خلال الفترة
هل عامل برادفورد طريقة عادلة للحكم على انضباط الموظف؟
لا، عامل برادفورد هو مجرد دليل لنمط التغيب المفاجئ للموظف، لكنه لا يصلح لأن يكون أساسًا وحيدًا للحكم على انضباطه، فإلى جانب عامل برادفورد ينبغي النظر في السياق العام للغياب والظروف الفردية لكل موظف، فالأمراض الخطيرة، والمزمنة، والحوادث الأليمة المفاجئة وغيرها من الظروف الاستثنائية ينبغي حذفها من حساب عامل برادفورد.
هل يساعد عامل برادفورد في تقليل غياب الموظفين؟
نعم، إذ أثبتت التجارب أن تطبيق عامل برادفورد أدى إلى تقليل غياب الموظفين، وردع الفئة من الموظفين التي تريد إساءة استغلال سياسة الغياب الخاصة بالمنشأة وانتهازها للغياب دون مبرر حقيقي.
وصف الميتا:
يتضح من المثال أهمية السياق في عامل برادفورد، فقد يحمل تفسيرًا موضوعيًا، فمثلًا الإصابة بمرض مزمن أو وفاة أحد أفراد العائلة أو وقوع حادث أليم تمثل سياقات مختلفة
كانت البداية أثناء ندوة حضرها مجموعة من المديرين في إحدى شركات الأدوية، حيث عقدت الندوة في كلية برادفورد للإدارة في ثمانينيات القرن الماضي، وناقشت بحثًا أجرته الكلية عن تأثير غياب الموظفين على إنتاجية المنشأة، وقد خلص البحث إلى أن فترات الغياب القصيرة والمتكررة المفاجئة أكثر ضررًا من فترات الغياب الطويلة، ومنذ ذلك الوقت صيغ مصطلح عامل برادفورد وأصبح وسيلة لقياس غياب الموظفين.
ما هو عامل برادفورد؟
عامل برادفورد هو معادلة بسيطة تعمل كمعيار لقياس الغياب المفاجئ للموظف خلال فترة محددة، فيمنح الغياب وزنًا نسبيًا، ومن أمثلة الغياب المفاجئ الإجازة المرضية، ومواعيد الطبيب، ورعاية الأبناء في الحالات الطارئة ..إلخ.
ووفقًا للصيغة المستخدمة في مقياس برادفورد، يكتسب الغياب القصير المتكرر وزنًا نسبيًا أكبر من الغياب المرضي الطويل، ويعني الوزن النسبي التأثير الذي يتركه على سير العمل اليومي العادي المعتاد، ما يعني أن التأثير السلبي للغياب المتكرر وإن كان قصيرًا أكبر على سير العمل من الغياب الطويل.
يقيس عامل برادفور الغياب لموظف واحد فقط أو للقسم أو لفريق كامل، واضعًا في الحسبان مدة الغياب وتكراره، ويشير عامل برادفورد الصفري (حصول الموظف على درجة صفر) إلى الحضور الكامل أو عدم وجود غياب مفاجئ، وكلما ارتفع عامل برادفورد زاد الغياب أو تكراره.
الهدف الرئيس من استخدام عامل برادفورد مراقبة غياب الموظف للتأكد من أنه يحصل على الإجازة التي يحتاج إليها مع الحفاظ على الإنتاجية في الوقت نفسه، كما يستخدم كأساس لفهم متى يصبح غياب الموظف مشكلة تستدعي حلا، ووفقا لعامل برادفورد يتدرج الموظفون في مستويات مختلفة، لكل منها طريقة تعامل مختلفة تبدأ بالمناقشة غير الرسمية وتتدرج لتصل إلى الفصل من المنشأة.
ظهر عامل برادفورد كحل لتحدي تواجهه المنشآت عمومًا وهو صعوبة تدارك ثغرة العمل التي تنشأ من الإجازات المرضية القصيرة، حيث يصعب سد هذه الفجوة، وغالبًا ما يتحمل الزملاء الآخرين عبء عمل الموظف الغائب في مهام وضغوط إضافية، أضف إلى ذلك أن تكرار الغياب المرضي لموظف ما دون ضابط، قد يشجع الموظفين الآخرين على سلوك الطريق نفسه، فطالما أن زميلي حصل على إجازة بسهولة، لما لا أطلب أيضًا إجازة بالمثل؟
يثير عامل برادفورد جدلًا واسعًا في أوساط إدارة الموارد البشرية، إذ يحمل سمعة جيدة لدى المديرين وأصحاب العمل ومسؤولي الموارد البشرية، بينما يكرهه الموظفون إذ يرونه أداة لفرض السيطرة على راحة استثنائية مهمة هي الغياب المرضي.
كيف يتم حساب عامل برادفورد؟
يُحسب عامل برادفورد وفقًا لمعادلة رياضية بسيطة تزيد من الوزن النسبي للغياب المتكرر، والمعادلة كالتالي:
عامل برادفورد = عدد مرات غياب الموظف² × إجمالي عدد أيام غيابه
بحيث تكون عدد مرات الغياب وإجمال عدد أيام الغياب عن فترة محددة وعادة ما تكون سنة.
مثال لحساب عامل برادفورد:
نفترض أن اثنين من الموظفين “س” و”ص” أصيبا بمرض ما، وغاب كل منهما إجمالًا 7 أيام، لكن وتيرة الغياب كانت مختلفة:
غاب “س” لمدة 7 أيام عمل دون انقطاع، أما “ص” فغاب نفس عدد الأيام (7 أيام) لكن على مدار 3 مرات، إذن وفقًا لمعادلة برادفور، سيُحسب العامل الخاص لكل موظف كما يلي:
س: 1² × 7 = 1 × 7 = 7
ص: 3² × 7 = 9 × 7 = 63
نلاحظ أنه على الرغم من أن كلاهما حصل على عدد أيام الإجازة نفسه، إلا أن عامل برادفورد للموظف “ص” كان أعلى بكثير، ما يعني أن تغيبه عن العمل كان أكثر ضررا.
ما هو المعدل المثالي لعامل برادفورد؟
الدرجة المنخفضة لعامل برادفورد هي الدرجة الأفضل، إذ تعني انخفاض فترات الغياب القصيرة وبالتالي انحسار الأثر السلبي لها، بالإضافة إلى كونها مؤشرا عن انتظام الموظف في الحضور وما يعنيه ذلك من استقرار وتيرة العمل في الفريق وتحسن الإنتاجية، وقد اتفق المتخصصون على إطار عام تقريبي لدرجات عامل برادفورد يقسمها إلى مستويات، بحيث يختلف كل مستوى في دلالته على النحو التالي:
- أقل من 50 درجة: المعدل المثالي للموظف العادي.
- من 50- 100 درجة: مراقبة الوضع مع إعلام الموظف بالإجراءات المحتملة في حال استمر الغياب.
- من 101- 400 درجة: اتخاذ إجراءات جادة مثل توجيه تحذير مكتوب أو شفهي مع تتبع رسمي دقيق.
- من 401 – 600 درجة: توجيه إنذار مكتوب أخير.
- أعلى من 600: النظر في الفصل.
الأرقام السابقة هي أرقام تقريبية الهدف منها التوضيح وتقريب الصورة، وتبقى لكل منشأة حرية تحديد نطاق مختلف لكل مستوى تبعًا للإجراءات التي تتخذها والعوامل المؤثرة في الغياب المفاجئ.
مزايا عامل برادفورد
بعد أن تناولنا لمحة عامة عن عامل برادفورد وكيفية حسابه، نناقش الآن على نحو أكثر تفصيلًا الأسباب التي لأجلها تستخدمه المنشآت وتدمجه في أنظمة إدارة الغياب الخاصة بها:
نظرة ثاقبة عن الغياب
المغزى الأساسي من استخدام عامل برادفورد إلقاء نظرة عامة سريعة على غياب الموظفين، اعتمادًا على معيار موضوعي موحد على الكل، فيساعد ذلك المنشأة في الالتفات إلى الموظفين ذوي السجلات الصحية التي تحتاج إلى متابعة واهتمام، فمثلا ينذر العامل المرتفع إلى مشكلة صحية محتملة التدهور، بالإضافة إلى ما سبق يساعد عامل برادفورد الإدارة في تفسير أي إجراء تأديبي تتخذه مع الموظف، والتأكيد على عدم التحيز ضده، فالإجراءات تتخذ بناء على معادلة رياضية قياسية تمثل دليلًا قويًا بعيدًا عن أي شخصنة.
سياسة غياب واضحة
يساعد عامل برادفورد المنشأة في تصميم سياسة الغياب الخاصة بها بطريقة سهلة الفهم للموظفين، إذ يتضمن كل مستوى من مستويات برادفورد قواعد واضحة تمثل معدلات الغياب المقبولة وغير المقبولة.
انخفاض الغياب
المحصلة التي لاحظتها المنشآت من استخدام عامل برادفورد ووضع الإجازات المرضية قيد المراقبة هي تشجيع الموظفين على الحذر تجاه الغياب المرضي وعدم اللجوء إليه إلا في حالات الضرورة، ما قاد إلى انخفاض الإجازات المرضية.
عيوب عامل برادفورد
على الرغم من اعتماد عامل برادفورد على معادلة موحدة وبالتالي يبدو أنه يبدو طريقة عادلة لإدارة الإجازات المرضية، إلا أن العدالة الحقيقية في هذا الموضوع لا تعني المساواة بين كل الموظفين، إذ لا يتشابه جميع الموظفين في الحالة الصحية أو الظروف الطبية. ويمكننا ملاحظة ذلك من المثال التالي:
- أصيب الموظف “أ” بدور إنفلونزا قوي، اضطره إلى الغياب عن العمل لمدة 10 أيام متتالية، وبالتالي حصل على 10 درجات في مقياس برادفورد، وهو مستوى منخفض جدا.
- يعاني الموظف “ب” من نوبات صداع نصفي مزمنة، تضطره إلى الغياب لمدة يوم واحد شهريًا على مدار ستة أشهر، إذ تجعله الإصابة غير قادر على العمل لمدة 24 ساعة تقريبًا، وعلى الرغم من أن الموظف “ب” يتناول دواء لمرضه بشكل منتظم، إلا أن ذلك لا يمنع دائمًا حدوث النوبة. في ضوء ما سبق حصل “ب” على 216 درجة في مقياس برادفورد {(6×6) × 6} وهو مستوى مرتفع يحتاج من الإدارة إلى اتخاذ إجراء تجاهه.
يتضح من المثال السابق أهمية السياق في عامل برادفورد، إذ يحمل السياق تفسيرًا موضوعيًا للدرجة، فمثلًا الإصابة بمرض مزمن أو خطير أو وفاة أحد أفراد العائلة أو وقوع حادث أليم تمثل سياقات مختلفة تستدعي وضعها في الحسبان، وبالتالي فالدرجة وحدها ليست مؤشرًا على التزام أو استهتار الموظف، ولا ينبغي الاعتماد على عامل برادفورد كأداة وحيدة لإدارة الغياب المرضي، بل يجب مراعاة السياق والظروف الفردية قبل اتخاذ أي قرار.
كيف ومتى تستخدم عامل برادفورد؟
في ظل مزايا عامل برادفورد وعيوبه التي ناقشناها، كيف يمكن للمنشأة أن تستخدم عامل برادفورد بطريقة حكيمة ومتوازنة؟ نطرح فيما يلي مجموعة من النصائح التي يجب مراعاتها عند تطبيق عامل برادفورد في غياب الموظفين:
- استخدمه في الوقت المناسب
قبل أن تضم عامل برادفورد إلى استراتيجية الحضور والإجازات الخاصة بالمنشأة، حدد أولًا ما هي أنواع الغياب المسموح بها، ومتى يجب على الموظف إبلاغ المنشأة مسبقا، وكيف يكون الإبلاغ، كذلك تأكد من فهم الموظفين لكيفية حساب عامل برادفورد وكيفية تطبيقه.
لاحظ أيضًا مجموعة من المؤشرات المبكرة التي تمثل علامات على انخفاض مشاركة الموظفين، مثل تراجع الأداء في العمل، والتركيز على المشاكل بدلًا من العثور على حلول، والعزوف عن المشاركة في الأحداث والأنشطة الداخلية بما يشي بفقدان اهتمام الموظف باستثمار وقته في المنشأة، وإذا اجتمعت هذه المؤشرات معًا فأمامك فرصة للعمل على معالجة هذه العوارض، قبل أن تبدأ حساب مؤشر برادفورد الخاص بالموظف.
- ضع عامل برادفورد كدليل وليس قاعدة
يعني ذلك أن تتعامل بإنصاف مع الموظفين المرضى بأمراض مزمنة مثل الربو، والأمراض الخطيرة كالسرطان والذين يتلقون علاجًا مستمرًا مثل العلاج الكيميائي، بالإضافة إلى الموظف المصاب بالاحتراق الوظيفي أو خلال الفترة التالية لحدوث فجيعة بالأسرة.
ادرس بتأن في ضوء ما سبق أداء الموظف واطلع على السجلات الصحية السرية التي تتضمن المعلومات الطبية الخاصة بهم، وضع إرشادات الطبيب في اعتبارك، مستخدمًا تقديرك لكل حالة على حدة، فإذا شعرت أن الغياب لا ينبغي احتسابه، تجاهله أثناء حساب عامل برادفورد دون تردد.
- وظفه في الاستعداد للمستقبل
استخدم بيانات عامل برادفورد في فهم اتجاهات معدلات التغيب عن العمل خلال فترة زمنية معينة، قد تخرج منها برؤى مفيدة للمستقبل، مثل ملاحظة زيادة كبيرة في الغياب خلال فترة زمنية قصيرة (شهور الصيف مثلًا)، وبالتالي فكر في أسباب ذلك بحيث تجيد معالجتها والاستعداد لها مستقبلًا بما لا يضر إنتاجية المنشأة.
لقطة شاشة لأداة الإجازات في بيزات
تساعد تكنولوجيا الموارد البشرية في جمع وتحليل هذه البيانات، إذ تتضمن منصة الموارد البشرية “بيزات” أداة لتتبع حضور وغياب الموظفين بطريقة شفافة وسهلة تمكن المنشأة من حفظ واسترجاع بيانات جميع الموظفين بنقرات زر.
- تبنّ ثقافة حضور إيجابية
لا شك أن الحصول على إجازة مرضية ليس جريمة، وفي الوقت الذي يتجه مستقبل الموارد البشرية لمزيد من الاهتمام برفاهية الموظف، أصبح من الضروري على المنشآت تقديم التعاون والتسهيلات التي يحتاجها الموظف الذي يعاني من مرض حقيقي، وفي الوقت نفسه التعامل الحازم مع الغياب غير المبرر، لذلك احرص على إيصال هذه المفاهيم للموظف لكي يقتنع بحرص المنشأة على دعمه عندما يحتاج ذلك.
ختاما، لن ينجح عامل برادفورد في تحسين حضور الموظفين ما لم تًعالج الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى الغياب وتقع تحت سيطرة المنشأة، مثل افتقار التوجيه والتدريب أو الإدارة غير الأخلاقية (المتنمرة أو العنصرية) أو ظروف العمل السيئة أو غياب الشعور بالانتماء أو الفجوات الثقافية، وهو ما يعني أهمية التحلي بالصدق والموضوعية لإحداث تغيير إيجابي حقيقي.
الأسئلة الشائعة
ما هو عامل برادفورد؟
عامل برادفورد هو طريقة رياضية سهلة لقياس تأثير الغياب المفاجئ للموظف، وقد صمم بحيث يمنح الغيابات القصيرة المتكررة وزنًا نسبيًا أعلى مقارنة بالغياب الطويل النادر، ذلك لأن الغياب المتكرر المفاجئ يضر بإنتاجية المنشأة أكثر من غيره.
كيف أحسب عامل برادفورد؟
استخدم المعادلة الآتية لحساب عامل برادفورد لموظف معين خلال فترة معينة:
عامل برادفورد = عدد مرات الغياب خلال الفترة ² × إجمالي عدد أيام الغياب خلال الفترة
هل عامل برادفورد طريقة عادلة للحكم على انضباط الموظف؟
لا، عامل برادفورد هو مجرد دليل لنمط التغيب المفاجئ للموظف، لكنه لا يصلح لأن يكون أساسًا وحيدًا للحكم على انضباطه، فإلى جانب عامل برادفورد ينبغي النظر في السياق العام للغياب والظروف الفردية لكل موظف، فالأمراض الخطيرة، والمزمنة، والحوادث الأليمة المفاجئة وغيرها من الظروف الاستثنائية ينبغي حذفها من حساب عامل برادفورد.
هل يساعد عامل برادفورد في تقليل غياب الموظفين؟
نعم، إذ أثبتت التجارب أن تطبيق عامل برادفورد أدى إلى تقليل غياب الموظفين، وردع الفئة من الموظفين التي تريد إساءة استغلال سياسة الغياب الخاصة بالمنشأة وانتهازها للغياب دون مبرر حقيقي.
وصف الميتا:
يتضح من المثال أهمية السياق في عامل برادفورد، فقد يحمل تفسيرًا موضوعيًا، فمثلًا الإصابة بمرض مزمن أو وفاة أحد أفراد العائلة أو وقوع حادث أليم تمثل سياقات مختلفة
كانت البداية أثناء ندوة حضرها مجموعة من المديرين في إحدى شركات الأدوية، حيث عقدت الندوة في كلية برادفورد للإدارة في ثمانينيات القرن الماضي، وناقشت بحثًا أجرته الكلية عن تأثير غياب الموظفين على إنتاجية المنشأة، وقد خلص البحث إلى أن فترات الغياب القصيرة والمتكررة المفاجئة أكثر ضررًا من فترات الغياب الطويلة، ومنذ ذلك الوقت صيغ مصطلح عامل برادفورد وأصبح وسيلة لقياس غياب الموظفين.
ما هو عامل برادفورد؟
عامل برادفورد هو معادلة بسيطة تعمل كمعيار لقياس الغياب المفاجئ للموظف خلال فترة محددة، فيمنح الغياب وزنًا نسبيًا، ومن أمثلة الغياب المفاجئ الإجازة المرضية، ومواعيد الطبيب، ورعاية الأبناء في الحالات الطارئة ..إلخ.
ووفقًا للصيغة المستخدمة في مقياس برادفورد، يكتسب الغياب القصير المتكرر وزنًا نسبيًا أكبر من الغياب المرضي الطويل، ويعني الوزن النسبي التأثير الذي يتركه على سير العمل اليومي العادي المعتاد، ما يعني أن التأثير السلبي للغياب المتكرر وإن كان قصيرًا أكبر على سير العمل من الغياب الطويل.
يقيس عامل برادفور الغياب لموظف واحد فقط أو للقسم أو لفريق كامل، واضعًا في الحسبان مدة الغياب وتكراره، ويشير عامل برادفورد الصفري (حصول الموظف على درجة صفر) إلى الحضور الكامل أو عدم وجود غياب مفاجئ، وكلما ارتفع عامل برادفورد زاد الغياب أو تكراره.
الهدف الرئيس من استخدام عامل برادفورد مراقبة غياب الموظف للتأكد من أنه يحصل على الإجازة التي يحتاج إليها مع الحفاظ على الإنتاجية في الوقت نفسه، كما يستخدم كأساس لفهم متى يصبح غياب الموظف مشكلة تستدعي حلا، ووفقا لعامل برادفورد يتدرج الموظفون في مستويات مختلفة، لكل منها طريقة تعامل مختلفة تبدأ بالمناقشة غير الرسمية وتتدرج لتصل إلى الفصل من المنشأة.
ظهر عامل برادفورد كحل لتحدي تواجهه المنشآت عمومًا وهو صعوبة تدارك ثغرة العمل التي تنشأ من الإجازات المرضية القصيرة، حيث يصعب سد هذه الفجوة، وغالبًا ما يتحمل الزملاء الآخرين عبء عمل الموظف الغائب في مهام وضغوط إضافية، أضف إلى ذلك أن تكرار الغياب المرضي لموظف ما دون ضابط، قد يشجع الموظفين الآخرين على سلوك الطريق نفسه، فطالما أن زميلي حصل على إجازة بسهولة، لما لا أطلب أيضًا إجازة بالمثل؟
يثير عامل برادفورد جدلًا واسعًا في أوساط إدارة الموارد البشرية، إذ يحمل سمعة جيدة لدى المديرين وأصحاب العمل ومسؤولي الموارد البشرية، بينما يكرهه الموظفون إذ يرونه أداة لفرض السيطرة على راحة استثنائية مهمة هي الغياب المرضي.
كيف يتم حساب عامل برادفورد؟
يُحسب عامل برادفورد وفقًا لمعادلة رياضية بسيطة تزيد من الوزن النسبي للغياب المتكرر، والمعادلة كالتالي:
عامل برادفورد = عدد مرات غياب الموظف² × إجمالي عدد أيام غيابه
بحيث تكون عدد مرات الغياب وإجمال عدد أيام الغياب عن فترة محددة وعادة ما تكون سنة.
مثال لحساب عامل برادفورد:
نفترض أن اثنين من الموظفين “س” و”ص” أصيبا بمرض ما، وغاب كل منهما إجمالًا 7 أيام، لكن وتيرة الغياب كانت مختلفة:
غاب “س” لمدة 7 أيام عمل دون انقطاع، أما “ص” فغاب نفس عدد الأيام (7 أيام) لكن على مدار 3 مرات، إذن وفقًا لمعادلة برادفور، سيُحسب العامل الخاص لكل موظف كما يلي:
س: 1² × 7 = 1 × 7 = 7
ص: 3² × 7 = 9 × 7 = 63
نلاحظ أنه على الرغم من أن كلاهما حصل على عدد أيام الإجازة نفسه، إلا أن عامل برادفورد للموظف “ص” كان أعلى بكثير، ما يعني أن تغيبه عن العمل كان أكثر ضررا.
ما هو المعدل المثالي لعامل برادفورد؟
الدرجة المنخفضة لعامل برادفورد هي الدرجة الأفضل، إذ تعني انخفاض فترات الغياب القصيرة وبالتالي انحسار الأثر السلبي لها، بالإضافة إلى كونها مؤشرا عن انتظام الموظف في الحضور وما يعنيه ذلك من استقرار وتيرة العمل في الفريق وتحسن الإنتاجية، وقد اتفق المتخصصون على إطار عام تقريبي لدرجات عامل برادفورد يقسمها إلى مستويات، بحيث يختلف كل مستوى في دلالته على النحو التالي:
- أقل من 50 درجة: المعدل المثالي للموظف العادي.
- من 50- 100 درجة: مراقبة الوضع مع إعلام الموظف بالإجراءات المحتملة في حال استمر الغياب.
- من 101- 400 درجة: اتخاذ إجراءات جادة مثل توجيه تحذير مكتوب أو شفهي مع تتبع رسمي دقيق.
- من 401 – 600 درجة: توجيه إنذار مكتوب أخير.
- أعلى من 600: النظر في الفصل.
الأرقام السابقة هي أرقام تقريبية الهدف منها التوضيح وتقريب الصورة، وتبقى لكل منشأة حرية تحديد نطاق مختلف لكل مستوى تبعًا للإجراءات التي تتخذها والعوامل المؤثرة في الغياب المفاجئ.
مزايا عامل برادفورد
بعد أن تناولنا لمحة عامة عن عامل برادفورد وكيفية حسابه، نناقش الآن على نحو أكثر تفصيلًا الأسباب التي لأجلها تستخدمه المنشآت وتدمجه في أنظمة إدارة الغياب الخاصة بها:
نظرة ثاقبة عن الغياب
المغزى الأساسي من استخدام عامل برادفورد إلقاء نظرة عامة سريعة على غياب الموظفين، اعتمادًا على معيار موضوعي موحد على الكل، فيساعد ذلك المنشأة في الالتفات إلى الموظفين ذوي السجلات الصحية التي تحتاج إلى متابعة واهتمام، فمثلا ينذر العامل المرتفع إلى مشكلة صحية محتملة التدهور، بالإضافة إلى ما سبق يساعد عامل برادفورد الإدارة في تفسير أي إجراء تأديبي تتخذه مع الموظف، والتأكيد على عدم التحيز ضده، فالإجراءات تتخذ بناء على معادلة رياضية قياسية تمثل دليلًا قويًا بعيدًا عن أي شخصنة.
سياسة غياب واضحة
يساعد عامل برادفورد المنشأة في تصميم سياسة الغياب الخاصة بها بطريقة سهلة الفهم للموظفين، إذ يتضمن كل مستوى من مستويات برادفورد قواعد واضحة تمثل معدلات الغياب المقبولة وغير المقبولة.
انخفاض الغياب
المحصلة التي لاحظتها المنشآت من استخدام عامل برادفورد ووضع الإجازات المرضية قيد المراقبة هي تشجيع الموظفين على الحذر تجاه الغياب المرضي وعدم اللجوء إليه إلا في حالات الضرورة، ما قاد إلى انخفاض الإجازات المرضية.
عيوب عامل برادفورد
على الرغم من اعتماد عامل برادفورد على معادلة موحدة وبالتالي يبدو أنه يبدو طريقة عادلة لإدارة الإجازات المرضية، إلا أن العدالة الحقيقية في هذا الموضوع لا تعني المساواة بين كل الموظفين، إذ لا يتشابه جميع الموظفين في الحالة الصحية أو الظروف الطبية. ويمكننا ملاحظة ذلك من المثال التالي:
- أصيب الموظف “أ” بدور إنفلونزا قوي، اضطره إلى الغياب عن العمل لمدة 10 أيام متتالية، وبالتالي حصل على 10 درجات في مقياس برادفورد، وهو مستوى منخفض جدا.
- يعاني الموظف “ب” من نوبات صداع نصفي مزمنة، تضطره إلى الغياب لمدة يوم واحد شهريًا على مدار ستة أشهر، إذ تجعله الإصابة غير قادر على العمل لمدة 24 ساعة تقريبًا، وعلى الرغم من أن الموظف “ب” يتناول دواء لمرضه بشكل منتظم، إلا أن ذلك لا يمنع دائمًا حدوث النوبة. في ضوء ما سبق حصل “ب” على 216 درجة في مقياس برادفورد {(6×6) × 6} وهو مستوى مرتفع يحتاج من الإدارة إلى اتخاذ إجراء تجاهه.
يتضح من المثال السابق أهمية السياق في عامل برادفورد، إذ يحمل السياق تفسيرًا موضوعيًا للدرجة، فمثلًا الإصابة بمرض مزمن أو خطير أو وفاة أحد أفراد العائلة أو وقوع حادث أليم تمثل سياقات مختلفة تستدعي وضعها في الحسبان، وبالتالي فالدرجة وحدها ليست مؤشرًا على التزام أو استهتار الموظف، ولا ينبغي الاعتماد على عامل برادفورد كأداة وحيدة لإدارة الغياب المرضي، بل يجب مراعاة السياق والظروف الفردية قبل اتخاذ أي قرار.
كيف ومتى تستخدم عامل برادفورد؟
في ظل مزايا عامل برادفورد وعيوبه التي ناقشناها، كيف يمكن للمنشأة أن تستخدم عامل برادفورد بطريقة حكيمة ومتوازنة؟ نطرح فيما يلي مجموعة من النصائح التي يجب مراعاتها عند تطبيق عامل برادفورد في غياب الموظفين:
- استخدمه في الوقت المناسب
قبل أن تضم عامل برادفورد إلى استراتيجية الحضور والإجازات الخاصة بالمنشأة، حدد أولًا ما هي أنواع الغياب المسموح بها، ومتى يجب على الموظف إبلاغ المنشأة مسبقا، وكيف يكون الإبلاغ، كذلك تأكد من فهم الموظفين لكيفية حساب عامل برادفورد وكيفية تطبيقه.
لاحظ أيضًا مجموعة من المؤشرات المبكرة التي تمثل علامات على انخفاض مشاركة الموظفين، مثل تراجع الأداء في العمل، والتركيز على المشاكل بدلًا من العثور على حلول، والعزوف عن المشاركة في الأحداث والأنشطة الداخلية بما يشي بفقدان اهتمام الموظف باستثمار وقته في المنشأة، وإذا اجتمعت هذه المؤشرات معًا فأمامك فرصة للعمل على معالجة هذه العوارض، قبل أن تبدأ حساب مؤشر برادفورد الخاص بالموظف.
- ضع عامل برادفورد كدليل وليس قاعدة
يعني ذلك أن تتعامل بإنصاف مع الموظفين المرضى بأمراض مزمنة مثل الربو، والأمراض الخطيرة كالسرطان والذين يتلقون علاجًا مستمرًا مثل العلاج الكيميائي، بالإضافة إلى الموظف المصاب بالاحتراق الوظيفي أو خلال الفترة التالية لحدوث فجيعة بالأسرة.
ادرس بتأن في ضوء ما سبق أداء الموظف واطلع على السجلات الصحية السرية التي تتضمن المعلومات الطبية الخاصة بهم، وضع إرشادات الطبيب في اعتبارك، مستخدمًا تقديرك لكل حالة على حدة، فإذا شعرت أن الغياب لا ينبغي احتسابه، تجاهله أثناء حساب عامل برادفورد دون تردد.
- وظفه في الاستعداد للمستقبل
استخدم بيانات عامل برادفورد في فهم اتجاهات معدلات التغيب عن العمل خلال فترة زمنية معينة، قد تخرج منها برؤى مفيدة للمستقبل، مثل ملاحظة زيادة كبيرة في الغياب خلال فترة زمنية قصيرة (شهور الصيف مثلًا)، وبالتالي فكر في أسباب ذلك بحيث تجيد معالجتها والاستعداد لها مستقبلًا بما لا يضر إنتاجية المنشأة.
لقطة شاشة لأداة الإجازات في بيزات
تساعد تكنولوجيا الموارد البشرية في جمع وتحليل هذه البيانات، إذ تتضمن منصة الموارد البشرية “بيزات” أداة لتتبع حضور وغياب الموظفين بطريقة شفافة وسهلة تمكن المنشأة من حفظ واسترجاع بيانات جميع الموظفين بنقرات زر.
- تبنّ ثقافة حضور إيجابية
لا شك أن الحصول على إجازة مرضية ليس جريمة، وفي الوقت الذي يتجه مستقبل الموارد البشرية لمزيد من الاهتمام برفاهية الموظف، أصبح من الضروري على المنشآت تقديم التعاون والتسهيلات التي يحتاجها الموظف الذي يعاني من مرض حقيقي، وفي الوقت نفسه التعامل الحازم مع الغياب غير المبرر، لذلك احرص على إيصال هذه المفاهيم للموظف لكي يقتنع بحرص المنشأة على دعمه عندما يحتاج ذلك.
ختاما، لن ينجح عامل برادفورد في تحسين حضور الموظفين ما لم تًعالج الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى الغياب وتقع تحت سيطرة المنشأة، مثل افتقار التوجيه والتدريب أو الإدارة غير الأخلاقية (المتنمرة أو العنصرية) أو ظروف العمل السيئة أو غياب الشعور بالانتماء أو الفجوات الثقافية، وهو ما يعني أهمية التحلي بالصدق والموضوعية لإحداث تغيير إيجابي حقيقي.
الأسئلة الشائعة
ما هو عامل برادفورد؟
عامل برادفورد هو طريقة رياضية سهلة لقياس تأثير الغياب المفاجئ للموظف، وقد صمم بحيث يمنح الغيابات القصيرة المتكررة وزنًا نسبيًا أعلى مقارنة بالغياب الطويل النادر، ذلك لأن الغياب المتكرر المفاجئ يضر بإنتاجية المنشأة أكثر من غيره.
كيف أحسب عامل برادفورد؟
استخدم المعادلة الآتية لحساب عامل برادفورد لموظف معين خلال فترة معينة:
عامل برادفورد = عدد مرات الغياب خلال الفترة ² × إجمالي عدد أيام الغياب خلال الفترة
هل عامل برادفورد طريقة عادلة للحكم على انضباط الموظف؟
لا، عامل برادفورد هو مجرد دليل لنمط التغيب المفاجئ للموظف، لكنه لا يصلح لأن يكون أساسًا وحيدًا للحكم على انضباطه، فإلى جانب عامل برادفورد ينبغي النظر في السياق العام للغياب والظروف الفردية لكل موظف، فالأمراض الخطيرة، والمزمنة، والحوادث الأليمة المفاجئة وغيرها من الظروف الاستثنائية ينبغي حذفها من حساب عامل برادفورد.
هل يساعد عامل برادفورد في تقليل غياب الموظفين؟
نعم، إذ أثبتت التجارب أن تطبيق عامل برادفورد أدى إلى تقليل غياب الموظفين، وردع الفئة من الموظفين التي تريد إساءة استغلال سياسة الغياب الخاصة بالمنشأة وانتهازها للغياب دون مبرر حقيقي.
وصف الميتا:
يتضح من المثال أهمية السياق في عامل برادفورد، فقد يحمل تفسيرًا موضوعيًا، فمثلًا الإصابة بمرض مزمن أو وفاة أحد أفراد العائلة أو وقوع حادث أليم تمثل سياقات مختلفة
مقالات ذات صلة






Get Social