يفرض العالم الذي نعيشه الآن بتحدياته المتجددة باستمرار امتلاك مهارات التفكير الناقد لاكتشاف زيف بعض المعلومات وضبط التحيزات اللاواعية التي تؤثر على قراراتنا وبالتالي أعمالنا. على الرغم من أن التفكير الناقد مفهوم معقد نختلف في استخدامه مثلما تختلف عقولنا عن بعضها البعض، إلا أنه يمكن تقسيمه إلى مجموعة محددة من المهارات المتفق عليها بشكل عام كجزء من عملية التفكير بشكل نقدي. في هذا المقال، نطل على هذا المفهوم المجرد ونعرف كيف يمكن أن نعززه في شخصيات الموظفين.

ما هي مهارات التفكير الناقد؟

التفكير الناقد هو أحد أنواع التفكير الذي يعتمد على المنطق للوصول إلى نتيجة وتفسير المعلومات وتحديد هل هذا الشئ صواب أم خطأ، يأخذ التفكير النقدي في اعتباره المعلومات الخارجية والسياق والحقائق ووجهات النظر المختلفة دون تحيز شخصي لإيجاد أفضل حل للمشكلة والتوصل إلى منظور الصورة الكبيرة الذي يؤدي إلى قرار مؤثر أو حل مشكلة ما. الاستدلال كعملية عقلية أساسية في التفكير الناقد يلعب دورًا مهمًا في ربط المعلومات وتحليل الحجج للوصول إلى استنتاجات منطقية. فمثلًا، عندما يمر موظف بمشكلة يبدأ التفكير في الأدوات المتاحة معه لحل هذه المشكلة، واختيار الأدوات التي ستساعده بشكل أفضل من غيرها.

يختلط على البعض الأمر في التفرقة بين التفكير الناقد والتفكير التحليلي، إلا أن التفكير التحليلي يعتمد على تفكيك المعلومات المعقدة وتحليلها، ويفيد في تحديد العلاقة بين النتيجة والسبب فهم الروابط بين شيئين، فمثلًا قد يستخدم التفكير التحليلي في تشخيص مدى احتياج المريض لزيارة الطبيب، فينظر في حدة الأعراض ومدتها والمخاطر المحتملة وتقدم الألم، ليتخذ قرار هل يحتاج إلى الذهاب إلى الطبيب أم أنه يستطيع معالجة الأعراض في المنزل. من المهم الإشارة إلى أن التحليل والتقييم والاستدلال تشكل معًا عملية التفكير الناقد، حيث تتكامل هذه العمليات للوصول إلى قرارات موضوعية ومدروسة.

أنواع التفكير

تتنوع أنواع التفكير التي يستخدمها الأفراد في حياتهم اليومية، لكن يبرز من بينها نوعان أساسيان: التفكير الناقد والتفكير الإبداعي. التفكير الناقد هو القدرة على تحليل المعلومات والأفكار بطريقة موضوعية، مما يساعد على اتخاذ قرارات سليمة مبنية على الأدلة والمعايير المنطقية. من خلال التفكير الناقد، يستطيع الفرد تقييم المعلومات، وفهم وجهات النظر المختلفة، وتحديد نقاط القوة والضعف في الحجج المطروحة، وهو ما يجعله من أهم المهارات التي يجب تطويرها في عصر تتدفق فيه المعلومات بسرعة.

أما التفكير الإبداعي، فهو مهارة توليد أفكار جديدة ومبتكرة لحل المشكلات، ويعتمد على الخروج عن المألوف والبحث عن حلول غير تقليدية. يجمع التفكير الإبداعي بين الخيال والقدرة على الربط بين مفاهيم أو معلومات متباعدة، مما يفتح آفاقًا واسعة أمام الأفراد والمؤسسات لتحقيق التميز.

يعد التفكير الناقد من أهم أنواع التفكير التي يجب على الأفراد تطويرها، لأنه يعزز القدرة على تحليل المعلومات والأفكار بشكل منطقي وموضوعي، ويساعد في اتخاذ قرارات فعالة في مختلف مجالات الحياة والعمل. يمكن تطوير مهارات التفكير الناقد من خلال ممارسة التفكير المنطقي، وطرح الأسئلة، والبحث المستمر عن المعلومات الموثوقة، بالإضافة إلى تقييم الأدلة قبل اتخاذ أي قرار.

إن تعزيز مهارات التفكير الناقد لا يقتصر فقط على حل المشكلات، بل يمتد ليشمل تحسين جودة القرارات اليومية، وزيادة القدرة على التكيف مع التغيرات، وتطوير الذات بشكل مستمر. لذلك، يجب على كل فرد أن يسعى لتطوير هذه المهارة الحيوية من أجل تحقيق النجاح الشخصي والمهني.

ما مهارات التفكير الناقد؟

لمزيد من توضيح ماهية التفكير الناقد، نناقش هنا مهارات التفكير الناقد وهي مجموعة المهارات التي يتحلى بها المفكر النقدي وتشكل قدرته على تحليل الأدلة والملاحظات والحجج ووضع تصور للمعلومات وتوليفها لتكوين حكم، ووفقًا لهذه المهارات يمكن تقييم مدى قدرة الموظف على التفكير النقدي. تعتمد هذه المهارات على أهمية المعلومات والمعلومات الدقيقة للتفكير الناقد واتخاذ قرارات سليمة. تشمل مهارات التفكير الناقد ما يلي:

  • تحديد المشكلة أو طرح السؤال الجوهري الصحيح، مع التأكيد على أهمية طرح الأسئلة المناسبة للتفكير الناقد، حيث يُعد طرح الأسئلة خطوة أساسية لفهم المشكلات بعمق وتجنب الافتراضات الخاطئة.
  • استخدام أكثر من استراتيجية للتعامل مع المشكلة.
  • الفضول والاهتمام بمعرفة المزيد.
  • الربط بين أكثر من معلومة تشير كل منها إلى اتجاه أو ملاحظة.
  • جمع المعلومات والآراء والملاحظات ذات الصلة بالموضوع.
  • البحث كمهارة أساسية للتفكير الناقد، إذ يُعد البحث من أهم وسائل اكتساب المعرفة والمعلومات من مصادر موثوقة، ويساعد في تطوير التفكير النقدي وحل المشكلات.
  • الاستماع المنفتح والرغبة في سماع وجهات نظر مختلفة.
  • التفكير بشكل إبداعي في العثور على حلول.
  • التأمل الذاتي في فحص التحيزات والأحكام المسبقة.
  • أهمية الشخصية في التأثير على موضوعية التفكير الناقد، حيث تلعب سمات الشخصية مثل النزاهة والميول الشخصية دورًا في مدى قدرة الفرد على التفكير بموضوعية واتخاذ قرارات عادلة.
  • فهم الأنماط وربط الأفكار وتحديد الافتراضات والتحيزات.
  • الثقة بالنفس لأنها أساس التفكير المستقل وطرح الاستنتاجات واتخاذ القرارات.
  • العثور على مسارات عمل بديلة.
  • تحليل وتفسير وتقييم البيانات واستخراج استنتاجات منها واتخاذ قرارات بناء عليها، مع توضيح أن التقييم يُعد خطوة منهجية أساسية في التفكير الناقد لضمان جودة الأحكام والقرارات.
  • توقع النتائج المحتملة للإجراءات المختلفة.

وباختصار، فإن تطوير مهارات للتفكير وللتفكير الناقد يعزز القدرة على جمع وتحليل الأدلة والمعلومات، والتقييم المنهجي للأفكار، وحل المشكلات بفعالية.

ما أهمية التفكير الناقد في مكان العمل؟

رغم أن عدم امتلاك الموظفين لمهارات التفكير الناقد لا يعني أداءًا سيئًا في العمل، ورغم أن تنفيذ الأوامر دون تفكير والاعتماد على الرؤساء في اتخاذ القرار في كثير من الأحيان يكون هو إطار العمل السليم، إلا أن عملية التفكير الناقد تشمل جمع المعلومات، التقييم، والتحليل قبل اتخاذ القرارات، ونمو مهارات التفكير الناقد في فريق العمل يعود على المنشأة بفوائد ثمينة، من أبرزها تعزيز فعالية حل المشكلات واتخاذ القرارات في بيئة العمل:

  • اقتراح الأفكار والحلول الإبداعية والمبتكرة

عندما يعكف فريق العمل على حل مشكلة ما، قد ينصب التركيز على حل أو فكرة واحدة، ينساق ورائها الكل وبالتالي يتقيد الإبداع فلا يستطيع أحد التحليق خارج نطاق هذا الحل أو الفكرة، أما التفكير الناقد فهو سبيل للحلول المرنة والمبتكرة، فصاحبه لا يتمسك بأي استنتاج أولي بقوة أكثر مما يجب، بل يتمتع بمرونة وتأمل كافيين للتوقف والمراجعة والتفكير فيما يبدو غير بديهي. كما أن تطبيق معايير التفكير الناقد مثل الوضوح، والدِّقَّة، والمنطقية، والإنصاف عند تقييم الحلول الإبداعية يضمن جودة الأفكار وموثوقيتها.

  • تجنب مخاطر القرارات غير المدروسة

لا يأخذ صاحب التفكير الناقد القرارات على أنها أمور مسلمة، بل يستطيع أن يدقق فيها ويقيمها، ما يعني أن الموظف صاحب التفكير النقدي قد يستطيع مراجعة حكم أحد زملائه، لأنه اكتشف نتيجة محتملة لم يلتفت إليها، ويمكنه أن ينفذ طلبات رئيسه في العمل بشكل مختلف أكثر فعالية. في هذا السياق، يلعب كل من التقييم والاستدلال دورًا أساسيًا في التأكد من صحة القرارات من خلال تحليل الأدلة وربط المعلومات للوصول إلى استنتاجات منطقية. في كلتا الحالتين سيساعد الموظف فريقه على العمل بنجاح أكبر، وقد يشير على الآخرين بملاحظات بناءة يتخذون بناءًا عليها قرارات أفضل.

  • اتخاذ قرارات أفضل متوافقة مع أهداف المنشأة

يفهم الموظف صاحب التفكير النقدي مدى صلاحية كل حل وتأثيره المحتمل بشكل عميق، وبالتالي يستطيع انتخاب أفضل هذه الحلول وأكثرها توافقًا مع أهداف المنشأة ليكون هو الحل المثالي في هذا الموقف أو المشكلة. تعتمد عملية اتخاذ القرار هنا على تطبيق معايير التفكير الناقد مثل الوضوح والدقة والمنطقية، لضمان اختيار الحل الأكثر فعالية وموضوعية.

  • إعادة النظر في المفاهيم المحددة مسبقًا 

يتحدى التفكير النقدي المفاهيم المحددة مسبقًا في المنشأة، ولديه قدرة قوية في تحديد المشكلات وتحليلها باستخدام الأسئلة مهما كانت بسيطة أو يتردد الموظفين في طرحها، أحيانًا تقود هذه الاسئلة على بساطتها إلى أفكار أكثر نجاعة وحلول أكثر فعالية. إن أهمية طرح الأسئلة والبحث تكمن في كشف المفاهيم المغلوطة وتوسيع الفهم، حيث يساعد البحث في الحصول على معلومات دقيقة من مصادر موثوقة، ويعزز طرح الأسئلة التفكير التحليلي وتجنب الافتراضات الخاطئة.

على سبيل المثال قد تعاني المنشأة من عدم فعالية التسويق، وبالتفكير النقدي قد تكتشف أن الحل ليس في تصميم عروض أكثر جاذبية أو تكثيف نشر المحتوى، بل إن مزايا المنتج لا يفهمها الجمهور من الأساس لذلك فالرسالة التسويقية بحاجة إلى مزيد من التوضيح.

  • تحمل مسؤولية المشاريع دون الحاجة للإدارة العليا

تحمل الإدارة العليا في المنشأة عبئًا تنوء به الأكتاف، لذلك فإن الموظف القادر على التفكير والبحث عن الحلول واتخاذ القرارات باستقلالية وتحمل مسئولية المشاريع بجسارة دون الحاجة إلى تدخل الإدارة العليا، هو قيمة لا تقدر بثمن في أي منشأة، ويوفر للرؤساء طاقة ووقتًا هم في أمس الحاجة إليه للأعباء الأخرى الأكثر أهمية.

ويبرز هنا دور القدرة على التفكير والشخصية القوية في تحمل المسؤولية، حيث تساعد هذه العوامل على تعزيز الموضوعية واتخاذ قرارات سليمة بعيدًا عن التأثر بالميول الشخصية أو الضغوط الخارجية.

  • امتلاك مهارة دائمة لا تبلى

التفكير الناقد هو أحد أهم المهارات الناعمة التي يطلق عليها “المهارات الدائمة”، لأنها تتميز بطول عمرها ويوجد احتياج دائم لها في الشركات ذات الرؤية المستقبلية، على خلاف المهارات الفنية أو “الصلبة” التي تبلى سريعًا بمرور الوقت وتحتاج إلى تحديث وتطوير مستمر. من الميزات الخاصة بالتفكير الناقد أنه يزود الأفراد بقدرات فريدة للتفكير المنهجي والتحليلي، مما يجعله أساسياً للتفكير المستقبلي واتخاذ قرارات فعّالة في بيئات العمل المتغيرة.

كيف تساعد موظفيك في صقل مهارة التفكير النقدي؟

يوصي مات بلامر مؤسس شركة لخدمات تدريب الموظفين في دليله  المنشور في هارفارد بزنس ريفيو، بأن يتبع المديرون استراتيجية تدريب مكونة من ثلاثة مستويات متدرجة لصقل مهارات التفكير الناقد لدى موظفيهم، على النحو التالي:

تُعد أهمية البحث وتطبيق معايير التفكير الناقد في عملية التدريب أساسية لتطوير القدرة على جمع المعلومات وتحليلها بشكل منهجي، مما يعزز من جودة اتخاذ القرارات وحل المشكلات بفعالية.

  • المستوى الأول: التنفيذ

يشمل هذا المستوى الموظفين الذين يمارسون دورًا جديدًا، وكل ما هو مطلوب منهم تنفيذ مهام محددة، إلا أن تنفيذ هذه المهام يحتاج إلى مهارة نقدية، حيث ينبغي التأكد من أنهم أكملوا جميع أجزاء المهام، وفي الوقت المحدد ووفقًا لمعايير الجودة المطلوبة. كما أن التقييم المنتظم لأداء الموظف وتطبيق معايير التفكير الناقد مثل الدقة، والوضوح، والمنطقية، يعد أمرًا أساسيًا لضمان جودة التنفيذ وتحسين النتائج.

إذا تبين افتقار أداء الموظف لأحد هذه المعايير، فيمكن تدريبه من خلال مطالبته بإعادة صياغة كل مهمة قبل أن يبدأ فيها، وتكليفه بمهام أصغر بمواعيد تنفيذ أقصر، وبعد الانتهاء من المهمة، يُطلب منه شرح ما فعله، وكيف فعله ولماذا فعله بهذه الطريقة، وما اقتراحاته حول كيفية تحسين عمله.

  • المستوى الثاني: التركيب

يتقن الموظفون في هذا المستوى فرز المعلومات وتحديد ما هو مهم، مثل تحديد جميع الأفكار الرئيسية لاجتماع مهم، واستبعاد جميع الأفكار غير المهمة، والتقييم الدقيق للأهمية النسبية للأفكار الأكثر أهمية ثم التي تليها والتي تليها .. وهكذا، بالإضافة إلى الحديث عن الأفكار المهمة بوضوح واختصار. يلعب التحليل دورًا أساسيًا في فرز المعلومات، حيث يساعد على ربط المعلومات المختلفة وتقييم مصادرها للوصول إلى نتائج دقيقة وموثوقة.

لتعزيز هذه القدرات في الموظف، مارس معه تمرين فكري يصقل لديه مهارة تحديد المعلومات الأكثر أهمية، مثل: لو كان لديك فرصة لمشاركة فكرة واحدة فقط، فما هي؟ إذا كان لدينا ألف ريال فقط، فما البند الذي ننفقهم فيه؟

  • المستوى الثالث: التوصية

في هذا المستوى المتقدم يستطيع الموظف اقتراح توصيات مبنية على أساس سليم لما يجب عمله، فمثلًا يرفق اسئلته بتوصيات بدلًا من الاعتماد على رئيسه في العثور على حل، كما أنه يجيد تقدير الآثار السلبية المحتملة لتوصيته، ويفكر في أكثر من بديل قبل الوصول إلى التوصية النهائية، فضلا عن أنه يدعم توصيته بأسباب قوية ومنطقية. وتكمن أهمية الاستدلال والقدرة على التفكير هنا في دعم التوصيات المقدمة، حيث تساعد هذه العمليات الذهنية في تحليل الأدلة وتقييم البدائل بشكل منطقي للوصول إلى قرارات مدروسة.

يستطيع المدير تعزيز هذه المهارة من مهارات التفكير الناقد، بسؤال الموظف عن توصيته قبل أن يبدي المدير رأيه شخصيًا، ثم يسأله عن مبرراته والبدائل التي فكر فيها والآثار السلبية المحتملة لتلك التوصية.

  • المستوى الرابع: الإبداع

يعتني هذا المستوى الأخير من التفكير الناقد بصقل قدرة الموظف على إنتاج شئ من لا شئ، بعبارة أخرى:  ترجمة رؤية الرؤساء إلى مشاريع قابلة للتنفيذ، مثلًا يُطلَب من الموظف التفكير في مشروع لتحسين برنامج تدريب الموظفين الجدد، ثم يتم تقييم أداءه بملاحظة إلى أي مدى استطاع التفكير في مشروع ذي قيمة عالية لا يندرج ضمن العمل المعتاد الذي يمارسه؟ وهل استطاع ترجمة فكرة رئيسه في العمل إلى مشروع مجدي في تنفيذ الفكرة؟ وهل قدم إجابات لأسئلة فشل رئيسه في العثور على إجابة لها؟

يلعب التفكير الناقد دورًا أساسيًا في إيجاد حلول مبتكرة وحل المشكلات التي قد تظهر أثناء تنفيذ المشاريع الإبداعية، حيث تساعد مهارات التحليل والتقييم والاستنتاج على تجاوز العقبات وتحقيق نتائج فعالة.

لمساعدة الموظف على النجاح في هذا المستوى، ادعه لمصاحبتك في رحلتك لبدء مشروع من الصفر لكي يرى بنفسه نموذجًا لهذا التفكير الإبداعي، اطلب منه أيضًا أن يدون أفكاره بشكل دوري حول تحسين القسم أو المشروع أو المنشأة، وافحص معه هذه الأفكار بجدية.

ختامًا، لن يمتلك جميع الموظفين مستويات عالية من التفكير الناقد، إلا أن ذلك لا يعني الاستسلام، فتدريبهم على مهارات التفكير الناقد سيجعل قراراتهم أكثر رشدًا والنتائج المتحققة أفضل ويوفر عليك عناء حل المشكلات بنفسك. نأمل أن يفيدك هذا المقال في بدء تطوير هذه المهارات في فريق عملك.

قم بتجربة مجانية لمنصة بايزات لإدارة الموارد البشرية والرواتب

اكتشف كيف يمكن لمنصة بيزات السحابية أن تحدث تحولاً في طريقة إدارة شركتك للموارد البشرية والرواتب

جدول المحتويات

قم بتجربة مجانية لمنصة بايزات لإدارة الموارد البشرية والرواتب

اكتشف كيف يمكن لمنصة بيزات السحابية أن تحدث تحولاً في طريقة إدارة شركتك للموارد البشرية والرواتب

يفرض العالم الذي نعيشه الآن بتحدياته المتجددة باستمرار امتلاك مهارات التفكير الناقد لاكتشاف زيف بعض المعلومات وضبط التحيزات اللاواعية التي تؤثر على قراراتنا وبالتالي أعمالنا. على الرغم من أن التفكير الناقد مفهوم معقد نختلف في استخدامه مثلما تختلف عقولنا عن بعضها البعض، إلا أنه يمكن تقسيمه إلى مجموعة محددة من المهارات المتفق عليها بشكل عام كجزء من عملية التفكير بشكل نقدي. في هذا المقال، نطل على هذا المفهوم المجرد ونعرف كيف يمكن أن نعززه في شخصيات الموظفين.

ما هي مهارات التفكير الناقد؟

التفكير الناقد هو أحد أنواع التفكير الذي يعتمد على المنطق للوصول إلى نتيجة وتفسير المعلومات وتحديد هل هذا الشئ صواب أم خطأ، يأخذ التفكير النقدي في اعتباره المعلومات الخارجية والسياق والحقائق ووجهات النظر المختلفة دون تحيز شخصي لإيجاد أفضل حل للمشكلة والتوصل إلى منظور الصورة الكبيرة الذي يؤدي إلى قرار مؤثر أو حل مشكلة ما. الاستدلال كعملية عقلية أساسية في التفكير الناقد يلعب دورًا مهمًا في ربط المعلومات وتحليل الحجج للوصول إلى استنتاجات منطقية. فمثلًا، عندما يمر موظف بمشكلة يبدأ التفكير في الأدوات المتاحة معه لحل هذه المشكلة، واختيار الأدوات التي ستساعده بشكل أفضل من غيرها.

يختلط على البعض الأمر في التفرقة بين التفكير الناقد والتفكير التحليلي، إلا أن التفكير التحليلي يعتمد على تفكيك المعلومات المعقدة وتحليلها، ويفيد في تحديد العلاقة بين النتيجة والسبب فهم الروابط بين شيئين، فمثلًا قد يستخدم التفكير التحليلي في تشخيص مدى احتياج المريض لزيارة الطبيب، فينظر في حدة الأعراض ومدتها والمخاطر المحتملة وتقدم الألم، ليتخذ قرار هل يحتاج إلى الذهاب إلى الطبيب أم أنه يستطيع معالجة الأعراض في المنزل. من المهم الإشارة إلى أن التحليل والتقييم والاستدلال تشكل معًا عملية التفكير الناقد، حيث تتكامل هذه العمليات للوصول إلى قرارات موضوعية ومدروسة.

أنواع التفكير

تتنوع أنواع التفكير التي يستخدمها الأفراد في حياتهم اليومية، لكن يبرز من بينها نوعان أساسيان: التفكير الناقد والتفكير الإبداعي. التفكير الناقد هو القدرة على تحليل المعلومات والأفكار بطريقة موضوعية، مما يساعد على اتخاذ قرارات سليمة مبنية على الأدلة والمعايير المنطقية. من خلال التفكير الناقد، يستطيع الفرد تقييم المعلومات، وفهم وجهات النظر المختلفة، وتحديد نقاط القوة والضعف في الحجج المطروحة، وهو ما يجعله من أهم المهارات التي يجب تطويرها في عصر تتدفق فيه المعلومات بسرعة.

أما التفكير الإبداعي، فهو مهارة توليد أفكار جديدة ومبتكرة لحل المشكلات، ويعتمد على الخروج عن المألوف والبحث عن حلول غير تقليدية. يجمع التفكير الإبداعي بين الخيال والقدرة على الربط بين مفاهيم أو معلومات متباعدة، مما يفتح آفاقًا واسعة أمام الأفراد والمؤسسات لتحقيق التميز.

يعد التفكير الناقد من أهم أنواع التفكير التي يجب على الأفراد تطويرها، لأنه يعزز القدرة على تحليل المعلومات والأفكار بشكل منطقي وموضوعي، ويساعد في اتخاذ قرارات فعالة في مختلف مجالات الحياة والعمل. يمكن تطوير مهارات التفكير الناقد من خلال ممارسة التفكير المنطقي، وطرح الأسئلة، والبحث المستمر عن المعلومات الموثوقة، بالإضافة إلى تقييم الأدلة قبل اتخاذ أي قرار.

إن تعزيز مهارات التفكير الناقد لا يقتصر فقط على حل المشكلات، بل يمتد ليشمل تحسين جودة القرارات اليومية، وزيادة القدرة على التكيف مع التغيرات، وتطوير الذات بشكل مستمر. لذلك، يجب على كل فرد أن يسعى لتطوير هذه المهارة الحيوية من أجل تحقيق النجاح الشخصي والمهني.

ما مهارات التفكير الناقد؟

لمزيد من توضيح ماهية التفكير الناقد، نناقش هنا مهارات التفكير الناقد وهي مجموعة المهارات التي يتحلى بها المفكر النقدي وتشكل قدرته على تحليل الأدلة والملاحظات والحجج ووضع تصور للمعلومات وتوليفها لتكوين حكم، ووفقًا لهذه المهارات يمكن تقييم مدى قدرة الموظف على التفكير النقدي. تعتمد هذه المهارات على أهمية المعلومات والمعلومات الدقيقة للتفكير الناقد واتخاذ قرارات سليمة. تشمل مهارات التفكير الناقد ما يلي:

  • تحديد المشكلة أو طرح السؤال الجوهري الصحيح، مع التأكيد على أهمية طرح الأسئلة المناسبة للتفكير الناقد، حيث يُعد طرح الأسئلة خطوة أساسية لفهم المشكلات بعمق وتجنب الافتراضات الخاطئة.
  • استخدام أكثر من استراتيجية للتعامل مع المشكلة.
  • الفضول والاهتمام بمعرفة المزيد.
  • الربط بين أكثر من معلومة تشير كل منها إلى اتجاه أو ملاحظة.
  • جمع المعلومات والآراء والملاحظات ذات الصلة بالموضوع.
  • البحث كمهارة أساسية للتفكير الناقد، إذ يُعد البحث من أهم وسائل اكتساب المعرفة والمعلومات من مصادر موثوقة، ويساعد في تطوير التفكير النقدي وحل المشكلات.
  • الاستماع المنفتح والرغبة في سماع وجهات نظر مختلفة.
  • التفكير بشكل إبداعي في العثور على حلول.
  • التأمل الذاتي في فحص التحيزات والأحكام المسبقة.
  • أهمية الشخصية في التأثير على موضوعية التفكير الناقد، حيث تلعب سمات الشخصية مثل النزاهة والميول الشخصية دورًا في مدى قدرة الفرد على التفكير بموضوعية واتخاذ قرارات عادلة.
  • فهم الأنماط وربط الأفكار وتحديد الافتراضات والتحيزات.
  • الثقة بالنفس لأنها أساس التفكير المستقل وطرح الاستنتاجات واتخاذ القرارات.
  • العثور على مسارات عمل بديلة.
  • تحليل وتفسير وتقييم البيانات واستخراج استنتاجات منها واتخاذ قرارات بناء عليها، مع توضيح أن التقييم يُعد خطوة منهجية أساسية في التفكير الناقد لضمان جودة الأحكام والقرارات.
  • توقع النتائج المحتملة للإجراءات المختلفة.

وباختصار، فإن تطوير مهارات للتفكير وللتفكير الناقد يعزز القدرة على جمع وتحليل الأدلة والمعلومات، والتقييم المنهجي للأفكار، وحل المشكلات بفعالية.

ما أهمية التفكير الناقد في مكان العمل؟

رغم أن عدم امتلاك الموظفين لمهارات التفكير الناقد لا يعني أداءًا سيئًا في العمل، ورغم أن تنفيذ الأوامر دون تفكير والاعتماد على الرؤساء في اتخاذ القرار في كثير من الأحيان يكون هو إطار العمل السليم، إلا أن عملية التفكير الناقد تشمل جمع المعلومات، التقييم، والتحليل قبل اتخاذ القرارات، ونمو مهارات التفكير الناقد في فريق العمل يعود على المنشأة بفوائد ثمينة، من أبرزها تعزيز فعالية حل المشكلات واتخاذ القرارات في بيئة العمل:

  • اقتراح الأفكار والحلول الإبداعية والمبتكرة

عندما يعكف فريق العمل على حل مشكلة ما، قد ينصب التركيز على حل أو فكرة واحدة، ينساق ورائها الكل وبالتالي يتقيد الإبداع فلا يستطيع أحد التحليق خارج نطاق هذا الحل أو الفكرة، أما التفكير الناقد فهو سبيل للحلول المرنة والمبتكرة، فصاحبه لا يتمسك بأي استنتاج أولي بقوة أكثر مما يجب، بل يتمتع بمرونة وتأمل كافيين للتوقف والمراجعة والتفكير فيما يبدو غير بديهي. كما أن تطبيق معايير التفكير الناقد مثل الوضوح، والدِّقَّة، والمنطقية، والإنصاف عند تقييم الحلول الإبداعية يضمن جودة الأفكار وموثوقيتها.

  • تجنب مخاطر القرارات غير المدروسة

لا يأخذ صاحب التفكير الناقد القرارات على أنها أمور مسلمة، بل يستطيع أن يدقق فيها ويقيمها، ما يعني أن الموظف صاحب التفكير النقدي قد يستطيع مراجعة حكم أحد زملائه، لأنه اكتشف نتيجة محتملة لم يلتفت إليها، ويمكنه أن ينفذ طلبات رئيسه في العمل بشكل مختلف أكثر فعالية. في هذا السياق، يلعب كل من التقييم والاستدلال دورًا أساسيًا في التأكد من صحة القرارات من خلال تحليل الأدلة وربط المعلومات للوصول إلى استنتاجات منطقية. في كلتا الحالتين سيساعد الموظف فريقه على العمل بنجاح أكبر، وقد يشير على الآخرين بملاحظات بناءة يتخذون بناءًا عليها قرارات أفضل.

  • اتخاذ قرارات أفضل متوافقة مع أهداف المنشأة

يفهم الموظف صاحب التفكير النقدي مدى صلاحية كل حل وتأثيره المحتمل بشكل عميق، وبالتالي يستطيع انتخاب أفضل هذه الحلول وأكثرها توافقًا مع أهداف المنشأة ليكون هو الحل المثالي في هذا الموقف أو المشكلة. تعتمد عملية اتخاذ القرار هنا على تطبيق معايير التفكير الناقد مثل الوضوح والدقة والمنطقية، لضمان اختيار الحل الأكثر فعالية وموضوعية.

  • إعادة النظر في المفاهيم المحددة مسبقًا 

يتحدى التفكير النقدي المفاهيم المحددة مسبقًا في المنشأة، ولديه قدرة قوية في تحديد المشكلات وتحليلها باستخدام الأسئلة مهما كانت بسيطة أو يتردد الموظفين في طرحها، أحيانًا تقود هذه الاسئلة على بساطتها إلى أفكار أكثر نجاعة وحلول أكثر فعالية. إن أهمية طرح الأسئلة والبحث تكمن في كشف المفاهيم المغلوطة وتوسيع الفهم، حيث يساعد البحث في الحصول على معلومات دقيقة من مصادر موثوقة، ويعزز طرح الأسئلة التفكير التحليلي وتجنب الافتراضات الخاطئة.

على سبيل المثال قد تعاني المنشأة من عدم فعالية التسويق، وبالتفكير النقدي قد تكتشف أن الحل ليس في تصميم عروض أكثر جاذبية أو تكثيف نشر المحتوى، بل إن مزايا المنتج لا يفهمها الجمهور من الأساس لذلك فالرسالة التسويقية بحاجة إلى مزيد من التوضيح.

  • تحمل مسؤولية المشاريع دون الحاجة للإدارة العليا

تحمل الإدارة العليا في المنشأة عبئًا تنوء به الأكتاف، لذلك فإن الموظف القادر على التفكير والبحث عن الحلول واتخاذ القرارات باستقلالية وتحمل مسئولية المشاريع بجسارة دون الحاجة إلى تدخل الإدارة العليا، هو قيمة لا تقدر بثمن في أي منشأة، ويوفر للرؤساء طاقة ووقتًا هم في أمس الحاجة إليه للأعباء الأخرى الأكثر أهمية.

ويبرز هنا دور القدرة على التفكير والشخصية القوية في تحمل المسؤولية، حيث تساعد هذه العوامل على تعزيز الموضوعية واتخاذ قرارات سليمة بعيدًا عن التأثر بالميول الشخصية أو الضغوط الخارجية.

  • امتلاك مهارة دائمة لا تبلى

التفكير الناقد هو أحد أهم المهارات الناعمة التي يطلق عليها “المهارات الدائمة”، لأنها تتميز بطول عمرها ويوجد احتياج دائم لها في الشركات ذات الرؤية المستقبلية، على خلاف المهارات الفنية أو “الصلبة” التي تبلى سريعًا بمرور الوقت وتحتاج إلى تحديث وتطوير مستمر. من الميزات الخاصة بالتفكير الناقد أنه يزود الأفراد بقدرات فريدة للتفكير المنهجي والتحليلي، مما يجعله أساسياً للتفكير المستقبلي واتخاذ قرارات فعّالة في بيئات العمل المتغيرة.

كيف تساعد موظفيك في صقل مهارة التفكير النقدي؟

يوصي مات بلامر مؤسس شركة لخدمات تدريب الموظفين في دليله  المنشور في هارفارد بزنس ريفيو، بأن يتبع المديرون استراتيجية تدريب مكونة من ثلاثة مستويات متدرجة لصقل مهارات التفكير الناقد لدى موظفيهم، على النحو التالي:

تُعد أهمية البحث وتطبيق معايير التفكير الناقد في عملية التدريب أساسية لتطوير القدرة على جمع المعلومات وتحليلها بشكل منهجي، مما يعزز من جودة اتخاذ القرارات وحل المشكلات بفعالية.

  • المستوى الأول: التنفيذ

يشمل هذا المستوى الموظفين الذين يمارسون دورًا جديدًا، وكل ما هو مطلوب منهم تنفيذ مهام محددة، إلا أن تنفيذ هذه المهام يحتاج إلى مهارة نقدية، حيث ينبغي التأكد من أنهم أكملوا جميع أجزاء المهام، وفي الوقت المحدد ووفقًا لمعايير الجودة المطلوبة. كما أن التقييم المنتظم لأداء الموظف وتطبيق معايير التفكير الناقد مثل الدقة، والوضوح، والمنطقية، يعد أمرًا أساسيًا لضمان جودة التنفيذ وتحسين النتائج.

إذا تبين افتقار أداء الموظف لأحد هذه المعايير، فيمكن تدريبه من خلال مطالبته بإعادة صياغة كل مهمة قبل أن يبدأ فيها، وتكليفه بمهام أصغر بمواعيد تنفيذ أقصر، وبعد الانتهاء من المهمة، يُطلب منه شرح ما فعله، وكيف فعله ولماذا فعله بهذه الطريقة، وما اقتراحاته حول كيفية تحسين عمله.

  • المستوى الثاني: التركيب

يتقن الموظفون في هذا المستوى فرز المعلومات وتحديد ما هو مهم، مثل تحديد جميع الأفكار الرئيسية لاجتماع مهم، واستبعاد جميع الأفكار غير المهمة، والتقييم الدقيق للأهمية النسبية للأفكار الأكثر أهمية ثم التي تليها والتي تليها .. وهكذا، بالإضافة إلى الحديث عن الأفكار المهمة بوضوح واختصار. يلعب التحليل دورًا أساسيًا في فرز المعلومات، حيث يساعد على ربط المعلومات المختلفة وتقييم مصادرها للوصول إلى نتائج دقيقة وموثوقة.

لتعزيز هذه القدرات في الموظف، مارس معه تمرين فكري يصقل لديه مهارة تحديد المعلومات الأكثر أهمية، مثل: لو كان لديك فرصة لمشاركة فكرة واحدة فقط، فما هي؟ إذا كان لدينا ألف ريال فقط، فما البند الذي ننفقهم فيه؟

  • المستوى الثالث: التوصية

في هذا المستوى المتقدم يستطيع الموظف اقتراح توصيات مبنية على أساس سليم لما يجب عمله، فمثلًا يرفق اسئلته بتوصيات بدلًا من الاعتماد على رئيسه في العثور على حل، كما أنه يجيد تقدير الآثار السلبية المحتملة لتوصيته، ويفكر في أكثر من بديل قبل الوصول إلى التوصية النهائية، فضلا عن أنه يدعم توصيته بأسباب قوية ومنطقية. وتكمن أهمية الاستدلال والقدرة على التفكير هنا في دعم التوصيات المقدمة، حيث تساعد هذه العمليات الذهنية في تحليل الأدلة وتقييم البدائل بشكل منطقي للوصول إلى قرارات مدروسة.

يستطيع المدير تعزيز هذه المهارة من مهارات التفكير الناقد، بسؤال الموظف عن توصيته قبل أن يبدي المدير رأيه شخصيًا، ثم يسأله عن مبرراته والبدائل التي فكر فيها والآثار السلبية المحتملة لتلك التوصية.

  • المستوى الرابع: الإبداع

يعتني هذا المستوى الأخير من التفكير الناقد بصقل قدرة الموظف على إنتاج شئ من لا شئ، بعبارة أخرى:  ترجمة رؤية الرؤساء إلى مشاريع قابلة للتنفيذ، مثلًا يُطلَب من الموظف التفكير في مشروع لتحسين برنامج تدريب الموظفين الجدد، ثم يتم تقييم أداءه بملاحظة إلى أي مدى استطاع التفكير في مشروع ذي قيمة عالية لا يندرج ضمن العمل المعتاد الذي يمارسه؟ وهل استطاع ترجمة فكرة رئيسه في العمل إلى مشروع مجدي في تنفيذ الفكرة؟ وهل قدم إجابات لأسئلة فشل رئيسه في العثور على إجابة لها؟

يلعب التفكير الناقد دورًا أساسيًا في إيجاد حلول مبتكرة وحل المشكلات التي قد تظهر أثناء تنفيذ المشاريع الإبداعية، حيث تساعد مهارات التحليل والتقييم والاستنتاج على تجاوز العقبات وتحقيق نتائج فعالة.

لمساعدة الموظف على النجاح في هذا المستوى، ادعه لمصاحبتك في رحلتك لبدء مشروع من الصفر لكي يرى بنفسه نموذجًا لهذا التفكير الإبداعي، اطلب منه أيضًا أن يدون أفكاره بشكل دوري حول تحسين القسم أو المشروع أو المنشأة، وافحص معه هذه الأفكار بجدية.

ختامًا، لن يمتلك جميع الموظفين مستويات عالية من التفكير الناقد، إلا أن ذلك لا يعني الاستسلام، فتدريبهم على مهارات التفكير الناقد سيجعل قراراتهم أكثر رشدًا والنتائج المتحققة أفضل ويوفر عليك عناء حل المشكلات بنفسك. نأمل أن يفيدك هذا المقال في بدء تطوير هذه المهارات في فريق عملك.

تقدِّم منصة بيزات حلولًا فعالة وجاهزة لمديري الموارد البشرية

تمكنك منصة بيزات من أتمتة إدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب، من الترحيب بالموظفين وحتى احتساب نهاية الخدمة؛ وتقدم لموظفيك تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

تقدِّم منصة بيزات حلولًا فعالة وجاهزة لمديري الموارد البشرية

تمكنك منصة بيزات من أتمتة إدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب، من الترحيب بالموظفين وحتى احتساب نهاية الخدمة؛ وتقدم لموظفيك تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

يفرض العالم الذي نعيشه الآن بتحدياته المتجددة باستمرار امتلاك مهارات التفكير الناقد لاكتشاف زيف بعض المعلومات وضبط التحيزات اللاواعية التي تؤثر على قراراتنا وبالتالي أعمالنا. على الرغم من أن التفكير الناقد مفهوم معقد نختلف في استخدامه مثلما تختلف عقولنا عن بعضها البعض، إلا أنه يمكن تقسيمه إلى مجموعة محددة من المهارات المتفق عليها بشكل عام كجزء من عملية التفكير بشكل نقدي. في هذا المقال، نطل على هذا المفهوم المجرد ونعرف كيف يمكن أن نعززه في شخصيات الموظفين.

ما هي مهارات التفكير الناقد؟

التفكير الناقد هو أحد أنواع التفكير الذي يعتمد على المنطق للوصول إلى نتيجة وتفسير المعلومات وتحديد هل هذا الشئ صواب أم خطأ، يأخذ التفكير النقدي في اعتباره المعلومات الخارجية والسياق والحقائق ووجهات النظر المختلفة دون تحيز شخصي لإيجاد أفضل حل للمشكلة والتوصل إلى منظور الصورة الكبيرة الذي يؤدي إلى قرار مؤثر أو حل مشكلة ما. الاستدلال كعملية عقلية أساسية في التفكير الناقد يلعب دورًا مهمًا في ربط المعلومات وتحليل الحجج للوصول إلى استنتاجات منطقية. فمثلًا، عندما يمر موظف بمشكلة يبدأ التفكير في الأدوات المتاحة معه لحل هذه المشكلة، واختيار الأدوات التي ستساعده بشكل أفضل من غيرها.

يختلط على البعض الأمر في التفرقة بين التفكير الناقد والتفكير التحليلي، إلا أن التفكير التحليلي يعتمد على تفكيك المعلومات المعقدة وتحليلها، ويفيد في تحديد العلاقة بين النتيجة والسبب فهم الروابط بين شيئين، فمثلًا قد يستخدم التفكير التحليلي في تشخيص مدى احتياج المريض لزيارة الطبيب، فينظر في حدة الأعراض ومدتها والمخاطر المحتملة وتقدم الألم، ليتخذ قرار هل يحتاج إلى الذهاب إلى الطبيب أم أنه يستطيع معالجة الأعراض في المنزل. من المهم الإشارة إلى أن التحليل والتقييم والاستدلال تشكل معًا عملية التفكير الناقد، حيث تتكامل هذه العمليات للوصول إلى قرارات موضوعية ومدروسة.

أنواع التفكير

تتنوع أنواع التفكير التي يستخدمها الأفراد في حياتهم اليومية، لكن يبرز من بينها نوعان أساسيان: التفكير الناقد والتفكير الإبداعي. التفكير الناقد هو القدرة على تحليل المعلومات والأفكار بطريقة موضوعية، مما يساعد على اتخاذ قرارات سليمة مبنية على الأدلة والمعايير المنطقية. من خلال التفكير الناقد، يستطيع الفرد تقييم المعلومات، وفهم وجهات النظر المختلفة، وتحديد نقاط القوة والضعف في الحجج المطروحة، وهو ما يجعله من أهم المهارات التي يجب تطويرها في عصر تتدفق فيه المعلومات بسرعة.

أما التفكير الإبداعي، فهو مهارة توليد أفكار جديدة ومبتكرة لحل المشكلات، ويعتمد على الخروج عن المألوف والبحث عن حلول غير تقليدية. يجمع التفكير الإبداعي بين الخيال والقدرة على الربط بين مفاهيم أو معلومات متباعدة، مما يفتح آفاقًا واسعة أمام الأفراد والمؤسسات لتحقيق التميز.

يعد التفكير الناقد من أهم أنواع التفكير التي يجب على الأفراد تطويرها، لأنه يعزز القدرة على تحليل المعلومات والأفكار بشكل منطقي وموضوعي، ويساعد في اتخاذ قرارات فعالة في مختلف مجالات الحياة والعمل. يمكن تطوير مهارات التفكير الناقد من خلال ممارسة التفكير المنطقي، وطرح الأسئلة، والبحث المستمر عن المعلومات الموثوقة، بالإضافة إلى تقييم الأدلة قبل اتخاذ أي قرار.

إن تعزيز مهارات التفكير الناقد لا يقتصر فقط على حل المشكلات، بل يمتد ليشمل تحسين جودة القرارات اليومية، وزيادة القدرة على التكيف مع التغيرات، وتطوير الذات بشكل مستمر. لذلك، يجب على كل فرد أن يسعى لتطوير هذه المهارة الحيوية من أجل تحقيق النجاح الشخصي والمهني.

ما مهارات التفكير الناقد؟

لمزيد من توضيح ماهية التفكير الناقد، نناقش هنا مهارات التفكير الناقد وهي مجموعة المهارات التي يتحلى بها المفكر النقدي وتشكل قدرته على تحليل الأدلة والملاحظات والحجج ووضع تصور للمعلومات وتوليفها لتكوين حكم، ووفقًا لهذه المهارات يمكن تقييم مدى قدرة الموظف على التفكير النقدي. تعتمد هذه المهارات على أهمية المعلومات والمعلومات الدقيقة للتفكير الناقد واتخاذ قرارات سليمة. تشمل مهارات التفكير الناقد ما يلي:

  • تحديد المشكلة أو طرح السؤال الجوهري الصحيح، مع التأكيد على أهمية طرح الأسئلة المناسبة للتفكير الناقد، حيث يُعد طرح الأسئلة خطوة أساسية لفهم المشكلات بعمق وتجنب الافتراضات الخاطئة.
  • استخدام أكثر من استراتيجية للتعامل مع المشكلة.
  • الفضول والاهتمام بمعرفة المزيد.
  • الربط بين أكثر من معلومة تشير كل منها إلى اتجاه أو ملاحظة.
  • جمع المعلومات والآراء والملاحظات ذات الصلة بالموضوع.
  • البحث كمهارة أساسية للتفكير الناقد، إذ يُعد البحث من أهم وسائل اكتساب المعرفة والمعلومات من مصادر موثوقة، ويساعد في تطوير التفكير النقدي وحل المشكلات.
  • الاستماع المنفتح والرغبة في سماع وجهات نظر مختلفة.
  • التفكير بشكل إبداعي في العثور على حلول.
  • التأمل الذاتي في فحص التحيزات والأحكام المسبقة.
  • أهمية الشخصية في التأثير على موضوعية التفكير الناقد، حيث تلعب سمات الشخصية مثل النزاهة والميول الشخصية دورًا في مدى قدرة الفرد على التفكير بموضوعية واتخاذ قرارات عادلة.
  • فهم الأنماط وربط الأفكار وتحديد الافتراضات والتحيزات.
  • الثقة بالنفس لأنها أساس التفكير المستقل وطرح الاستنتاجات واتخاذ القرارات.
  • العثور على مسارات عمل بديلة.
  • تحليل وتفسير وتقييم البيانات واستخراج استنتاجات منها واتخاذ قرارات بناء عليها، مع توضيح أن التقييم يُعد خطوة منهجية أساسية في التفكير الناقد لضمان جودة الأحكام والقرارات.
  • توقع النتائج المحتملة للإجراءات المختلفة.

وباختصار، فإن تطوير مهارات للتفكير وللتفكير الناقد يعزز القدرة على جمع وتحليل الأدلة والمعلومات، والتقييم المنهجي للأفكار، وحل المشكلات بفعالية.

ما أهمية التفكير الناقد في مكان العمل؟

رغم أن عدم امتلاك الموظفين لمهارات التفكير الناقد لا يعني أداءًا سيئًا في العمل، ورغم أن تنفيذ الأوامر دون تفكير والاعتماد على الرؤساء في اتخاذ القرار في كثير من الأحيان يكون هو إطار العمل السليم، إلا أن عملية التفكير الناقد تشمل جمع المعلومات، التقييم، والتحليل قبل اتخاذ القرارات، ونمو مهارات التفكير الناقد في فريق العمل يعود على المنشأة بفوائد ثمينة، من أبرزها تعزيز فعالية حل المشكلات واتخاذ القرارات في بيئة العمل:

  • اقتراح الأفكار والحلول الإبداعية والمبتكرة

عندما يعكف فريق العمل على حل مشكلة ما، قد ينصب التركيز على حل أو فكرة واحدة، ينساق ورائها الكل وبالتالي يتقيد الإبداع فلا يستطيع أحد التحليق خارج نطاق هذا الحل أو الفكرة، أما التفكير الناقد فهو سبيل للحلول المرنة والمبتكرة، فصاحبه لا يتمسك بأي استنتاج أولي بقوة أكثر مما يجب، بل يتمتع بمرونة وتأمل كافيين للتوقف والمراجعة والتفكير فيما يبدو غير بديهي. كما أن تطبيق معايير التفكير الناقد مثل الوضوح، والدِّقَّة، والمنطقية، والإنصاف عند تقييم الحلول الإبداعية يضمن جودة الأفكار وموثوقيتها.

  • تجنب مخاطر القرارات غير المدروسة

لا يأخذ صاحب التفكير الناقد القرارات على أنها أمور مسلمة، بل يستطيع أن يدقق فيها ويقيمها، ما يعني أن الموظف صاحب التفكير النقدي قد يستطيع مراجعة حكم أحد زملائه، لأنه اكتشف نتيجة محتملة لم يلتفت إليها، ويمكنه أن ينفذ طلبات رئيسه في العمل بشكل مختلف أكثر فعالية. في هذا السياق، يلعب كل من التقييم والاستدلال دورًا أساسيًا في التأكد من صحة القرارات من خلال تحليل الأدلة وربط المعلومات للوصول إلى استنتاجات منطقية. في كلتا الحالتين سيساعد الموظف فريقه على العمل بنجاح أكبر، وقد يشير على الآخرين بملاحظات بناءة يتخذون بناءًا عليها قرارات أفضل.

  • اتخاذ قرارات أفضل متوافقة مع أهداف المنشأة

يفهم الموظف صاحب التفكير النقدي مدى صلاحية كل حل وتأثيره المحتمل بشكل عميق، وبالتالي يستطيع انتخاب أفضل هذه الحلول وأكثرها توافقًا مع أهداف المنشأة ليكون هو الحل المثالي في هذا الموقف أو المشكلة. تعتمد عملية اتخاذ القرار هنا على تطبيق معايير التفكير الناقد مثل الوضوح والدقة والمنطقية، لضمان اختيار الحل الأكثر فعالية وموضوعية.

  • إعادة النظر في المفاهيم المحددة مسبقًا 

يتحدى التفكير النقدي المفاهيم المحددة مسبقًا في المنشأة، ولديه قدرة قوية في تحديد المشكلات وتحليلها باستخدام الأسئلة مهما كانت بسيطة أو يتردد الموظفين في طرحها، أحيانًا تقود هذه الاسئلة على بساطتها إلى أفكار أكثر نجاعة وحلول أكثر فعالية. إن أهمية طرح الأسئلة والبحث تكمن في كشف المفاهيم المغلوطة وتوسيع الفهم، حيث يساعد البحث في الحصول على معلومات دقيقة من مصادر موثوقة، ويعزز طرح الأسئلة التفكير التحليلي وتجنب الافتراضات الخاطئة.

على سبيل المثال قد تعاني المنشأة من عدم فعالية التسويق، وبالتفكير النقدي قد تكتشف أن الحل ليس في تصميم عروض أكثر جاذبية أو تكثيف نشر المحتوى، بل إن مزايا المنتج لا يفهمها الجمهور من الأساس لذلك فالرسالة التسويقية بحاجة إلى مزيد من التوضيح.

  • تحمل مسؤولية المشاريع دون الحاجة للإدارة العليا

تحمل الإدارة العليا في المنشأة عبئًا تنوء به الأكتاف، لذلك فإن الموظف القادر على التفكير والبحث عن الحلول واتخاذ القرارات باستقلالية وتحمل مسئولية المشاريع بجسارة دون الحاجة إلى تدخل الإدارة العليا، هو قيمة لا تقدر بثمن في أي منشأة، ويوفر للرؤساء طاقة ووقتًا هم في أمس الحاجة إليه للأعباء الأخرى الأكثر أهمية.

ويبرز هنا دور القدرة على التفكير والشخصية القوية في تحمل المسؤولية، حيث تساعد هذه العوامل على تعزيز الموضوعية واتخاذ قرارات سليمة بعيدًا عن التأثر بالميول الشخصية أو الضغوط الخارجية.

  • امتلاك مهارة دائمة لا تبلى

التفكير الناقد هو أحد أهم المهارات الناعمة التي يطلق عليها “المهارات الدائمة”، لأنها تتميز بطول عمرها ويوجد احتياج دائم لها في الشركات ذات الرؤية المستقبلية، على خلاف المهارات الفنية أو “الصلبة” التي تبلى سريعًا بمرور الوقت وتحتاج إلى تحديث وتطوير مستمر. من الميزات الخاصة بالتفكير الناقد أنه يزود الأفراد بقدرات فريدة للتفكير المنهجي والتحليلي، مما يجعله أساسياً للتفكير المستقبلي واتخاذ قرارات فعّالة في بيئات العمل المتغيرة.

كيف تساعد موظفيك في صقل مهارة التفكير النقدي؟

يوصي مات بلامر مؤسس شركة لخدمات تدريب الموظفين في دليله  المنشور في هارفارد بزنس ريفيو، بأن يتبع المديرون استراتيجية تدريب مكونة من ثلاثة مستويات متدرجة لصقل مهارات التفكير الناقد لدى موظفيهم، على النحو التالي:

تُعد أهمية البحث وتطبيق معايير التفكير الناقد في عملية التدريب أساسية لتطوير القدرة على جمع المعلومات وتحليلها بشكل منهجي، مما يعزز من جودة اتخاذ القرارات وحل المشكلات بفعالية.

  • المستوى الأول: التنفيذ

يشمل هذا المستوى الموظفين الذين يمارسون دورًا جديدًا، وكل ما هو مطلوب منهم تنفيذ مهام محددة، إلا أن تنفيذ هذه المهام يحتاج إلى مهارة نقدية، حيث ينبغي التأكد من أنهم أكملوا جميع أجزاء المهام، وفي الوقت المحدد ووفقًا لمعايير الجودة المطلوبة. كما أن التقييم المنتظم لأداء الموظف وتطبيق معايير التفكير الناقد مثل الدقة، والوضوح، والمنطقية، يعد أمرًا أساسيًا لضمان جودة التنفيذ وتحسين النتائج.

إذا تبين افتقار أداء الموظف لأحد هذه المعايير، فيمكن تدريبه من خلال مطالبته بإعادة صياغة كل مهمة قبل أن يبدأ فيها، وتكليفه بمهام أصغر بمواعيد تنفيذ أقصر، وبعد الانتهاء من المهمة، يُطلب منه شرح ما فعله، وكيف فعله ولماذا فعله بهذه الطريقة، وما اقتراحاته حول كيفية تحسين عمله.

  • المستوى الثاني: التركيب

يتقن الموظفون في هذا المستوى فرز المعلومات وتحديد ما هو مهم، مثل تحديد جميع الأفكار الرئيسية لاجتماع مهم، واستبعاد جميع الأفكار غير المهمة، والتقييم الدقيق للأهمية النسبية للأفكار الأكثر أهمية ثم التي تليها والتي تليها .. وهكذا، بالإضافة إلى الحديث عن الأفكار المهمة بوضوح واختصار. يلعب التحليل دورًا أساسيًا في فرز المعلومات، حيث يساعد على ربط المعلومات المختلفة وتقييم مصادرها للوصول إلى نتائج دقيقة وموثوقة.

لتعزيز هذه القدرات في الموظف، مارس معه تمرين فكري يصقل لديه مهارة تحديد المعلومات الأكثر أهمية، مثل: لو كان لديك فرصة لمشاركة فكرة واحدة فقط، فما هي؟ إذا كان لدينا ألف ريال فقط، فما البند الذي ننفقهم فيه؟

  • المستوى الثالث: التوصية

في هذا المستوى المتقدم يستطيع الموظف اقتراح توصيات مبنية على أساس سليم لما يجب عمله، فمثلًا يرفق اسئلته بتوصيات بدلًا من الاعتماد على رئيسه في العثور على حل، كما أنه يجيد تقدير الآثار السلبية المحتملة لتوصيته، ويفكر في أكثر من بديل قبل الوصول إلى التوصية النهائية، فضلا عن أنه يدعم توصيته بأسباب قوية ومنطقية. وتكمن أهمية الاستدلال والقدرة على التفكير هنا في دعم التوصيات المقدمة، حيث تساعد هذه العمليات الذهنية في تحليل الأدلة وتقييم البدائل بشكل منطقي للوصول إلى قرارات مدروسة.

يستطيع المدير تعزيز هذه المهارة من مهارات التفكير الناقد، بسؤال الموظف عن توصيته قبل أن يبدي المدير رأيه شخصيًا، ثم يسأله عن مبرراته والبدائل التي فكر فيها والآثار السلبية المحتملة لتلك التوصية.

  • المستوى الرابع: الإبداع

يعتني هذا المستوى الأخير من التفكير الناقد بصقل قدرة الموظف على إنتاج شئ من لا شئ، بعبارة أخرى:  ترجمة رؤية الرؤساء إلى مشاريع قابلة للتنفيذ، مثلًا يُطلَب من الموظف التفكير في مشروع لتحسين برنامج تدريب الموظفين الجدد، ثم يتم تقييم أداءه بملاحظة إلى أي مدى استطاع التفكير في مشروع ذي قيمة عالية لا يندرج ضمن العمل المعتاد الذي يمارسه؟ وهل استطاع ترجمة فكرة رئيسه في العمل إلى مشروع مجدي في تنفيذ الفكرة؟ وهل قدم إجابات لأسئلة فشل رئيسه في العثور على إجابة لها؟

يلعب التفكير الناقد دورًا أساسيًا في إيجاد حلول مبتكرة وحل المشكلات التي قد تظهر أثناء تنفيذ المشاريع الإبداعية، حيث تساعد مهارات التحليل والتقييم والاستنتاج على تجاوز العقبات وتحقيق نتائج فعالة.

لمساعدة الموظف على النجاح في هذا المستوى، ادعه لمصاحبتك في رحلتك لبدء مشروع من الصفر لكي يرى بنفسه نموذجًا لهذا التفكير الإبداعي، اطلب منه أيضًا أن يدون أفكاره بشكل دوري حول تحسين القسم أو المشروع أو المنشأة، وافحص معه هذه الأفكار بجدية.

ختامًا، لن يمتلك جميع الموظفين مستويات عالية من التفكير الناقد، إلا أن ذلك لا يعني الاستسلام، فتدريبهم على مهارات التفكير الناقد سيجعل قراراتهم أكثر رشدًا والنتائج المتحققة أفضل ويوفر عليك عناء حل المشكلات بنفسك. نأمل أن يفيدك هذا المقال في بدء تطوير هذه المهارات في فريق عملك.

قم بتجربة مجانية لمنصة بايزات لإدارة الموارد البشرية والرواتب

اكتشف كيف يمكن لمنصة بيزات السحابية أن تحدث تحولاً في طريقة إدارة شركتك للموارد البشرية والرواتب

Abdelkarim Aridj
Abdelkarim Aridj
مسوق رقمي متمرس واستراتيجي تسويق المحتوى. عندما لا يعمل، يقضي وقت فراغه في ركوب الدراجات والمشي لمسافات طويلة. إلى جانب درجة الماجستير في الإدارة، فهو حاصل على شهادة البكالوريوس في الترجمة.

مقالات ذات صلة