نظام ساعات العمل المرن في السعودية: كل ما تحتاج معرفته

في ظل التغيرات المتسارعة في سوق العمل، أصبح نظام ساعات العمل المرنة خيارًا مثاليًا يلبي احتياجات كل من أصحاب العمل والباحثين عن وظائف مرنة. تُحسب "ساعة عمل مرن منجزة" عند إتمام 160 ساعة عمل تحت نظام التوظيف المرن، مما يمنح المنشأة نقطة كاملة نحو مقاييس التوطين كما حددتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، مما يبرز أهمية هذه الساعات في تقييم معدلات توطين القوى العاملة. يعتمد هذا النظام على التوظيف بالساعة دون إلزام المنشأة بتقديم المنافع المرتبطة بعقود الدوام الكامل، مما يوفّر للشركات مرونة تشغيلية، ويمنح الأفراد حرية اختيار أوقات العمل المناسبة لهم. في هذه المقالة، نستعرض تعريف نظام العمل المرن في السعودية، الإطار القانوني الذي ينظّمه، وأهم الشروط والضوابط لعقود العمل المرن.

ما هو نظام ساعات العمل المرنة

نظام العمل المرن هو نمط توظيف يعتمد على الأجر بالساعة، ويتيح للعامل السعودي العمل بعدد ساعات يقل عن نصف ساعات العمل المعتادة لدى المنشأة. يتم احتساب الأجر بناءً على عدد الساعات المنجزة فعليًا، دون التزام من صاحب العمل بأي مزايا إضافية مثل الإجازات المدفوعة أو التأمين الصحي أو مكافأة نهاية الخدمة.

يُعد هذا النظام حلاً عمليًا لتلبية احتياجات فئات واسعة من المجتمع مثل الطلاب، والأمهات، والعاملين المستقلين، كما يسهّل على المنشآت التحكم في التكاليف التشغيلية والاستفادة من الموارد البشرية حسب الطلب. من خلال نظام إدارة الموارد البشرية، يمكن للمنشآت بسهولة جدولة العاملين بنظام العمل المرن ومتابعة أدائهم بدقة. بالإضافة إلى ذلك، يضمن نظام العمل المرن الموافقة أو الرفض، حيث يمكن للعامل الموافقة أو رفض طلب العمل دون أن يتعرض لأي إجراء سلبي.

الإطار القانوني لنظام العمل المرن في السعودية

تُشرف وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على تنظيم نظام العمل المرن، الذي ينحصر تطبيقه على المواطنين السعوديين فقط. يتيح النظام للعامل العمل مع أكثر من جهة في نفس الوقت، بشرط ألا تتجاوز ساعات العمل 160 ساعة شهريًا لدى جهة واحدة.

العمل المرن لدى صاحب يتضمن تحديد مدة العقد، شروط التجديد، والإطار التشغيلي لترتيبات العمل المرنة بما يتماشى مع قوانين العمل المحلية.

ويشترط أن تقل ساعات العمل بنظام العمل المرن عن نصف الساعات المعتادة في المنشأة، كما يتم احتساب كل 8 ساعات مكتملة كـ “يوم عمل” في نظام التأمينات الاجتماعية، ويتم تسجيل العامل تلقائيًا في التأمينات عند توثيق العقد إلكترونيًا.

لا يسمح بتحويل عقود الدوام الكامل إلى عقود مرنة داخل نفس المنشأة، لكن يمكن الجمع بين عقد بدوام كامل في منشأة وعقد عمل مرن في منشأة أخرى. كما يتم احتساب العقود المرنة في نسب التوطين في برنامج نطاقات بعد إنجاز العامل أو مجموعة من العاملين لـ 160 ساعة عمل.

الشروط والضوابط التي يخضع لها عقد العمل المرن

يعتمد عقد العمل المرن على مجموعة من الشروط التي تنظم العلاقة بين الطرفين بما يضمن الشفافية والمرونة. يشترط أن يكون العقد محدد المدة، ويُحدَّد فيه أجر الساعة بدقة، كما يجب توثيقه إلكترونيًا عبر البوابة الرسمية التي أطلقتها الوزارة.

الحد الأعلى لساعات العمل المرن هو 95 ساعة شهريًا لدى صاحب عمل واحد، وأي ساعات إضافية تُعتبر خارج نطاق العمل المرن ويجوز الاتفاق على أجرها. لا يُفرض على صاحب العمل دفع بدلات الإجازة أو مكافآت نهاية الخدمة أو توفير تأمين صحي للعاملين بهذا النظام.

مدة العقد لا يجب أن تتجاوز سنة واحدة مع صاحب العمل نفسه، سواء كانت المدة متصلة أو متفرقة، ويمكن تجديد العقد أو إبرام عقد جديد وفق الاتفاق بين الطرفين. لصاحب العمل حقوق ومسؤوليات تتعلق بمدة العقد، تجديده، وتعويض العامل، مما يضمن توازن العلاقة التعاقدية. العامل في هذا النظام غير خاضع لفترة تجربة، ويحق له رفض العمل في أي وقت، مع الالتزام ببنود العقد المتفق عليها.

من خلال منصة التوظيف المرن، يمكن لأصحاب العمل إنشاء العقود وتوثيقها بسهولة، بالإضافة إلى تتبع عدد الساعات المنجزة وإدارتها بكفاءة عالية.

نظام ساعات العمل المرنة يُعد خطوة استراتيجية تعزز من كفاءة سوق العمل في المملكة، وتوفر حلولاً ذكية للشركات الباحثة عن تقليل التكاليف دون المساس بجودة الأداء. كما يمنح الباحثين عن فرص عمل مرونة حقيقية في اختيار الأوقات التي تناسبهم، مما يفتح المجال أمام فئات جديدة للاندماج في سوق العمل بفعالية.

فوائد نظام ساعات العمل المرنة للعاملين

اختيار العمل المرن يمنح الموظف العديد من المزايا التي يصعب تحقيقها في أنظمة التوظيف التقليدية. ومن أبرز هذه الفوائد:

تحقيق التوازن بين الحياة والعمل: يتيح للعامل تنظيم جدوله اليومي بما يتناسب مع احتياجاته الشخصية، مما يقلل التوتر ويحسن الصحة النفسية

زيادة الدخل: إمكانية العمل لدى أكثر من منشأة يمنح العامل فرصًا متعددة لزيادة دخله الشهري، مما يدعم الاستقلال المالي

تنمية المهارات: من خلال التنقل بين وظائف متعددة واكتساب تجارب متنوعة، يعزز العامل قدراته المهنية بسرعة أكبر مقارنة بوظائف الدوام الكامل

حرية اختيار المهام: يسمح النظام للعامل بقبول أو رفض المهام بناءً على ظروفه، مما يعزز شعوره بالسيطرة والاستقلالية

الرفض عند طلبه للعمل: يحق للعامل قبول أو رفض عروض العمل في أي وقت دون أن يتعرض لأي إجراءات عقابية، مما يعزز حقوقه في بيئة العمل المرنة.

تحسين فرص التوظيف المستقبلية: تراكم الخبرات المتنوعة والمهنية في وقت قصير يفتح المجال أمام العامل للحصول على وظائف دائمة مستقبلاً بمهارات أقوى

باستخدام منصات إدارة الموظفين المؤقتين، تستطيع المنشآت تعيين العاملين المؤهلين بمرونة عالية، وفي المقابل يتمكن العامل من الوصول لفرص مناسبة بسهولة.

في بيئة العمل الحالية التي تتطلب استجابة سريعة وفعالة، يُعد نظام ساعات العمل المرنة خيارًا مثاليًا لتوسيع خيارات التوظيف وتحسين تجربة الموظف، مع المحافظة على كفاءة الأداء وتوازن الحياة الشخصية.