- نظام الموارد البشرية
- إدارة الموظفين
- الرواتب
- المالية
- المزايا الوظيفية
- أدوات الأتمتة
- أدوات بيزات للذكاء الاصطناعي
الدوام الكامل في الموارد البشرية: ما هو وما أهم مزاياه وتحدياته
ما هو الدوام الكامل
الدوام الكامل هو أحد أكثر أنواع عقود العمل شيوعًا في بيئات العمل الحديثة، حيث يلتزم الموظف بعدد ساعات عمل منتظمة تتماشى مع اللوائح المعتمدة في المؤسسة أو القطاع. الدوام الكامل يُعرّف عادة بأنه وظيفة تتطلب العمل لمدة 40 ساعة في الأسبوع موزعة على خمسة أيام. يشكل هذا النوع من العمل الأساس الذي تعتمد عليه الشركات في بناء فرق عمل مستقرة وفعالة، وهو الخيار الأمثل للأفراد الذين يسعون إلى الاستقرار المالي، والاندماج المهني، والتدرج في السلم الوظيفي.
يتراوح عدد ساعات العمل في الدوام الكامل عادة بين 8 ساعات يوميًا أو 48 ساعة أسبوعيًا. المعيار العالمي للدوام الكامل هو 40 ساعة في الأسبوع، لكن في بعض القطاعات أو الدول قد يصل إلى 48 ساعة في الأسبوع. حساب ساعات العمل الأسبوعية هو الأساس في تصنيف وظيفة كدوام كامل أو جزئي، حيث أن العمل بدوام كامل يتطلب غالبًا 40 ساعة في الأسبوع، بينما العاملين بدوام جزئي يعملون عدد ساعات أقل في الأسبوع ولا يحصلون عادة على نفس المزايا. ويُعد هذا النوع من الدوام الأنسب للوظائف التي تتطلب التزامًا طويل الأمد وحضورًا يوميًا منتظمًا. وتعتمد عليه المؤسسات التي تستخدم أنظمة إدارة الموارد البشرية لتنظيم الحضور والانصراف، وتتبع الأداء وتحقيق أقصى استفادة من الطاقات البشرية. الدوام الكامل يوفر استقرارًا ماليًا ومزايا إضافية مقارنة بالعمل بدوام جزئي.
مزايا العمل بدوام كامل
العمل بدوام كامل يمنح الموظف والمنشأة على حد سواء العديد من الفوائد التي تساهم في رفع جودة بيئة العمل وزيادة الإنتاجية، ومن أبرز هذه المزايا:
- الاستقرار المالي: يوفّر راتبًا شهريًا ثابتًا بالإضافة إلى المزايا المعتمدة مثل التأمين الصحي، الإجازات المدفوعة، والمكافآت السنوية، مما يخلق إحساسًا بالأمان الوظيفي.
- فرص التطور المهني: الموظفون بدوام كامل يتمتعون بإمكانية المشاركة في البرامج التدريبية، التطوير المستمر، والترقيات الإدارية، مما يزيد من فرصهم للوصول إلى مناصب قيادية.
- التفرغ الكامل وزيادة الإنتاجية: يسمح التفرغ التام بأداء المهام بجودة أعلى، خصوصًا عند استخدام أدوات مثل برامج متابعة الأداء والتقييم التي تحفز الموظف على تحسين نتائجه.
- الشعور بالانتماء: الالتزام الكامل بجهة العمل يعزز الروابط المهنية ويشجع الموظف على بناء علاقات مستقرة داخل بيئة العمل، مما ينعكس إيجابيًا على ثقافة المؤسسة والولاء الوظيفي.
هذه المزايا تجعل الدوام الكامل الخيار المفضل لدى المؤسسات الباحثة عن كوادر مستقرة ومدرّبة يمكن الاعتماد عليها في تحقيق الأهداف بعيدة المدى، حيث تعتمد المؤسسات الدوام الكامل لتحقيق أهدافها الاستراتيجية وضمان استقرار فرق العمل.
تحديات الدوام الكامل
رغم المزايا الكبيرة التي يقدمها نظام الدوام الكامل، إلا أنه لا يخلو من التحديات التي قد تؤثر على تجربة الموظف إذا لم يتم إدارتها بفعالية، ومن أبرزها:
- قلة المرونة: لا يسمح الدوام الكامل بتخصيص الوقت بشكل شخصي، ما قد يشكل صعوبة للموظفين الذين يسعون إلى تحقيق توازن أكبر بين العمل والحياة.
- ضغط العمل: الالتزام اليومي والمهام المتكررة قد تؤدي إلى الإجهاد الوظيفي، خاصة في الشركات التي تفتقر إلى أنظمة تخطيط مرنة مثل جدولة العمل الذكية.
- تحديات التوازن الشخصي: قد يجد الموظف صعوبة في التوفيق بين متطلبات العمل اليومية وواجباته العائلية أو التعليمية، مما قد يؤثر على مستوى الرضا العام.
ولمواجهة هذه التحديات، يجب أن يكون هناك توازن بين متطلبات العمل واحتياجات الموظف الشخصية لضمان رضا الموظفين واستمراريتهم. تعتمد بعض المؤسسات على أنظمة العمل المرن أو تفعيل سياسات العمل عن بُعد ضمن نطاق الدوام الكامل لتوفير بيئة عمل أكثر توازنًا.
فهم خصائص الدوام الكامل ومزاياه وتحدياته يساهم في تحسين استراتيجيات التوظيف وإدارة الوقت، ويضمن للمؤسسات استقطاب المواهب المناسبة مع الحفاظ على مستويات إنتاجية عالية واستقرار وظيفي فعّال.
عدد ساعات العمل في الدوام الكامل وفق النظام السعودي
تُحدّد ساعات الدوام الكامل في المملكة العربية السعودية بموجب نظام العمل، لضمان حماية حقوق الموظفين وتحقيق التوازن في بيئة العمل. وفقًا للمادة 98 من نظام العمل السعودي، فإن الحد الأقصى لساعات العمل الرسمية هو:
-
8 ساعات يوميًا إذا تم اعتماد المعيار اليومي
-
48 ساعة أسبوعيًا إذا تم اعتماد المعيار الأسبوعي
كما تنص المادة 98 على تخفيض ساعات العمل الفعلية في شهر رمضان للمسلمين إلى:
-
6 ساعات يوميًا أو
-
**36 ساعة أسبوعيًا
**
ووفقًا للمادة 99، يمكن تعديل ساعات العمل في حالات معينة مثل:
-
زيادة ساعات العمل إلى 9 ساعات في اليوم لفئات لا تعمل بشكل مستمر
-
خفض ساعات العمل إلى 7 ساعات يوميًا لأعمال خطرة أو مرهقة
أما المادة 100 فتتيح للشركات التي تعمل بنظام الورديات تنظيم ساعات العمل بطريقة تضمن ألا يتجاوز المتوسط الأسبوعي 48 ساعة خلال فترة 3 أسابيع متتالية.
وفي ظروف استثنائية مثل المواسم أو فترات الجرد السنوي، تنص المادة 106 على السماح بزيادة ساعات العمل لتصل إلى:
- **10 ساعات يوميًا
** - **60 ساعة أسبوعيًا
**
شريطة عدم تجاوز هذه الحدود إلا وفقًا لقرارات من الوزير المختص. عند استخدام أنظمة إدارة الدوام الذكية، يمكن للشركات ضمان الامتثال الدقيق لهذه اللوائح، وتحسين جدولة العمل بناءً على متطلبات الإنتاج والفترات الموسمية.
ساعات الراحة في الدوام الكامل
ينص نظام العمل السعودي على ضرورة تنظيم فترات الراحة خلال يوم العمل لتأمين راحة الموظف وضمان سلامته. وبموجب المادتين 101 و102 من النظام، يجب:
-
ألا يبقى العامل في عمل متواصل أكثر من 5 ساعات متتالية دون الحصول على فترة راحة
-
أن تكون فترة الراحة والطعام والصلاة **لا تقل عن نصف ساعة
** -
ألا يبقى العامل في مكان العمل **أكثر من 12 ساعة يوميًا
** -
لا يتم احتساب فترات الراحة من ساعات العمل الفعلية
-
لا يجوز إجبار العامل على البقاء في مكان العمل خلال فترات الراحة
وبالنسبة للموظفات، تمنح المادة 102 الحق في ساعة يومية مدفوعة الأجر لرعاية الطفل الرضيع، وتُعتبر هذه الساعة جزءًا من ساعات العمل الرسمية.
كما تنص المادة 104 على أن يحصل الموظف على راحة أسبوعية لا تقل عن 24 ساعة متصلة، وغالبًا ما تكون يوم الجمعة، مع إمكانية تعديل يوم الراحة حسب احتياجات العمل، بشرط منح العامل فرصة لأداء واجباته الدينية.
لضمان الامتثال وتنظيم ساعات العمل والراحة بشكل فعال، تعتمد المؤسسات على أنظمة إدارة الحضور والانصراف الرقمية التي تتيح مراقبة تلقائية للدوام، وضمان عدم تجاوز الساعات القانونية، مع توفير تقارير تفصيلية للموارد البشرية والإدارة العليا.
العمل الإضافي في الدوام الكامل
العمل الإضافي هو كل ساعة يؤديها الموظف خارج نطاق ساعات الدوام الكامل الرسمية المحددة من قبل المؤسسة أو النظام، سواء خلال أيام العمل أو في الإجازات الرسمية. وقد حدّد نظام العمل السعودي آلية التعامل مع هذه الساعات بما يحفظ حق الموظف ويضمن العدالة.
بحسب المادة 107 من النظام، يجب على صاحب العمل أن يدفع للموظف عن كل ساعة عمل إضافية:
-
أجرًا يساوي أجر الساعة الأساسية
-
مضافًا إليه 50٪ من الأجر الأساسي كزيادة إضافية
ويمكن للموظف، بموافقة مسبقة أو بطلب منه، أن يستبدل الأجر الإضافي بـ إجازة مدفوعة الأجر تعادل عدد الساعات الإضافية المنفذة.
تخضع ساعات العمل الإضافية لرقابة دقيقة، ويفضّل إدارتها باستخدام أنظمة تتبع الوقت وسجل الدوام الإلكتروني، والتي تضمن دقة الحسابات، وتوثيق ساعات العمل الفعلية، ومنع التلاعب أو الإنهاك الزائد للموظفين.
الفرق بين الدوام الكامل والدوام الجزئي
يُعدّ فهم الفرق بين الدوام الكامل والدوام الجزئي أمرًا أساسيًا لتخطيط القوى العاملة وتلبية احتياجات الموظفين المختلفة. الفروقات بين النموذجين تشمل الجوانب التالية:
- عدد ساعات العمل: يعمل الموظفون بدوام كامل عدد ساعات ثابتة أسبوعيًا (عادة 8 ساعات يوميًا)، بينما العاملين بدوام جزئي يعملون بنظام العمل لساعات أقل من الموظفين بدوام كامل، حيث يعملون عددًا أقل من الساعات قد لا يتجاوز نصف دوام الموظف الكامل.
- الاستقرار المالي والمزايا: يحصل موظفو الدوام الكامل على راتب شهري ثابت مع مزايا مثل التأمين الصحي، الإجازات المدفوعة، والمكافآت، بينما الموظف الجزئي غالبًا ما يُعوَّض بنظام الساعات دون تمتع بمزايا كاملة.
- فرص التطوير والترقية: يتمتع الموظف بدوام كامل بفرص أكبر للتدرّب، الترقية، والمشاركة في مبادرات المؤسسة مقارنةً بالموظف الجزئي.
- المرونة: يمنح الدوام الجزئي مرونة أعلى في الجدول الزمني للموظف، وهو ما يناسب الطلبة أو من لديهم التزامات أسرية، بينما يتطلب الدوام الكامل التزامًا يوميًا ثابتًا.
ولضمان توظيف النموذج الأنسب حسب احتياج الوظيفة، تعتمد المؤسسات على أنظمة إدارة العقود وأنماط العمل التي تتيح إعداد عقود مرنة وتخصيص الحقوق والمزايا حسب نوع الدوام.
إمكانية الجمع بين وظيفتين في الدوام الكامل والجزئي
تسمح أنظمة العمل في المملكة العربية السعودية لبعض الموظفين في القطاع الخاص بالجمع بين وظيفتين، شريطة الالتزام بمجموعة من الضوابط القانونية التي تضمن عدم تعارض المصالح والالتزام بالأداء:
-
أن يكون الموظف سعودي الجنسية حسب المادة 39 من نظام العمل
-
**ألا يحتوي عقد العمل الأول على بند يمنع الجمع بين وظيفتين
** -
**الحصول على موافقة جهة العمل الأساسية
** -
**تقديم جميع البيانات الوظيفية للطرفين بشكل شفاف
** -
**ألا تتعارض طبيعة العمل الثانية مع الوظيفة الأولى أو تؤثر على الأداء
** -
**اشتراك كلا العملين في التأمينات الاجتماعية
** -
**الالتزام بألا يتجاوز الحد الأقصى لساعات العمل المعتمدة نظاميًا
**
ينبغي استخدام أنظمة الموارد البشرية المتكاملة لرصد عدد ساعات العمل والتأكد من توافقها مع اللوائح، خصوصًا عندما يعمل الموظف في أكثر من جهة، مما يحمي المؤسسات من مخالفة الأنظمة، ويضمن العدالة في توزيع الجهد وتقييم الأداء.
إدارة الموظفين بدوام كامل: استراتيجيات الموارد البشرية
تلعب إدارة الموظفين بدوام كامل دورًا محوريًا في نجاح أي شركة، إذ تعتمد المؤسسات الحديثة على استراتيجيات الموارد البشرية الفعالة لضمان تحقيق أهدافها وتعزيز استقرار فرق العمل. من الضروري أن تضع الشركات نصب أعينها أهمية توفير بيئة عمل صحية ومستدامة للموظفين بدوام كامل، حيث يجب أن تكون ساعات العمل محددة بوضوح، مع مراعاة التوازن بين متطلبات العمل واحتياجات الحياة الشخصية.
تبدأ الاستراتيجيات الناجحة بتحديد ساعات عمل مناسبة تضمن إنتاجية عالية دون إرهاق الموظفين، مع توفير مزايا تنافسية مثل التأمين الصحي، والإجازات المدفوعة، وبرامج المكافآت التي تحفز الموظفين على العطاء المستمر. كما أن دعم النمو الوظيفي من خلال فرص التعلم والتطوير المهني يعد من العوامل الأساسية لجذب الكفاءات والاحتفاظ بها.
من جهة أخرى، يجب أن تتيح الشركات للموظفين بدوام كامل مرونة في ساعات العمل كلما أمكن، خاصة في حالات الطوارئ أو الظروف الشخصية، مما يساعد على تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة. ويمكن تعزيز هذا التوازن من خلال سياسات واضحة تضمن للموظفين حقهم في الراحة، وتوفر لهم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم.
تشمل استراتيجيات الموارد البشرية أيضًا تشجيع التواصل الفعال بين الموظفين والإدارة، وتقديم قنوات مخصصة للاستماع إلى مقترحاتهم وملاحظاتهم. هذا النهج يساهم في بناء بيئة عمل إيجابية يشعر فيها الجميع بقيمتهم، ويحفزهم على تحقيق أفضل النتائج لصالح الشركة.
في النهاية، إدارة الموظفين بدوام كامل تتطلب رؤية شاملة تدمج بين تحديد ساعات العمل الفعالة، وتقديم المزايا المناسبة، ودعم التطوير الوظيفي، مع الحرص على تحقيق التوازن بين متطلبات العمل واحتياجات الموظفين الشخصية. بهذه الطريقة، يمكن للشركات بناء فرق عمل قوية وملتزمة قادرة على تحقيق النجاح المستدام.