لطالما كانت مهارات القيادة إحدى أهم السمات التي ينبغي لكل مدير التحلّي بها، ومع تطوُّر منظومة العمل وشيوع مفهوم العمل عن بُعد بين المنشآت، طرأت عدة قواعد جديدة من أجل القيادة الناجحة للفرق المُوزَّعة. فما سُبل تطوير مهارات القيادة وتوظيفها بفاعلية في إدارة الموارد البشرية والعمل عن بُعد؟

ما القيادة الناجحة؟

يُقصَد بالقيادة الناجحة القدرة على التأثير بنجاح في فريق العمل، وهي سمة يحتاج إليها أي مدير يطمح لإدارة فعَّالة، إذ إنها ليست مجرد صلاحية تقتصر على تفويض المهام ومراقبة الأداء، بل مهارة تساعد على تمكين المدير التنفيذي من استغلال الموارد بفاعلية وتقديم الدعم والتوجيه الضروريين لإدارة العمل واتّخاذ قرارات مستنيرة.

أهمية مهارات القيادة في إدارة الموارد البشرية بنجاح

المهارات القيادية إحدى أهم المهارات التي ينبغي لمديري الموارد البشرية العناية بها، فالقائد الناجح حلقة وصل أساسية بين القسم التنفيذي في المنشأة و القوى العاملة.

كما أن مهارات القيادة الناجحة تُسهم في تسيير المسؤوليات المنوطة بمسؤول الموارد البشرية وفق أفضل شكل ممكن، بدءًا من توظيف المرشّح المثالي عند إدارة عمليات التوظيف بكفاءة واكتشاف مهارات المرشّحين، مرورًا بإدارة علاقات الموظفين وتنمية إمكاناتهم، وصولًا إلى ترسيخ ثقافة المنشأة.

كيف تأثَّرت مهارات القيادة الناجحة في العمل عن بُعد؟

لا يمكن إنكار الاختلافات الجمَّة والتغييرات التي صحبِت ثقافة العمل عن بُعد. وقد طالت هذه التغييرات المهارات القيادية لتتأثر أكثر بطبيعة العمل وتكون متّسقة مع الفرق الموزعة، لكن كيف؟

في دراسة نُشرت عام 2020، ظهر أن المهارات القيادية المطلوب إبرازها في العمل عن بُعد تختلف -بشكل طفيف- عن المُتعارف عليها في بيئة العمل المكتبي. فالأشخاص في العمل المكتبي يلاحظون الشخصية القيادية في البداية من خلال مراقبة سماتها وأفعالها عن كثب، أما في العالم الافتراضي، فالموظفون يلاحظون القائد عبر إنجازاته، وطريقته في تنسيق العمل بين أفراد الفريق.

يرجع ذلك إلى أن بيئة العمل عن بُعد تتطلب  قدرًا عاليًا من المسؤولية في متابعة العمل، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التواصل في البيئة الافتراضية، فيظهر القائد هنا عندما يتمكَّن من التغلّب على أي عوائق تقف أمام تحقيق سهولة التواصل والوصول إلى الإنتاجية المطلوبة.

ما مهارات القائد الناجح عن بُعد؟

بعد إدراك دور القائد الناجح في العمل عن بُعد، ننتقل إلى الشق العملي للتعرف إلى أبرز المهارات التي ستكسبك هذه السمة كمدير للموارد البشرية أو لأي قسم آخر، مع شرح أهم السلوكيات التي تُحقق كل مهارة.

  1. التواصل بوضوح

تلعب مهارة التواصل دورًا جوهريًا في القيادة الناجحة، فالفِرق القوية لا تنشأ من عدم، بل تتطلب تواصلًا واضحًا بين أعضاء الفريق وقادته، لتتحقق عملية إسناد المهام والملاحظات بسلاسة.

دورك كقائد هنا هو إنشاء مساحة آمنة للتواصل وتبادل الآراء، واختيار وسيلة التواصل المناسبة بحسب الحاجة، سواء الرسائل البريدية أو الدردشة أو مكالمات الصوت أو الفيديو. يمكنك تقييم الموقف أولًا ثم التساؤل: هل الأمر يحتاج إلى نقاش مطوَّل وتبادل وجهات النظر خلال مكالمة، أم يمكن إيضاح المطلوب خلال رسالة بريدية مفصَّلة؟

  1. الاستباقية والتفاعل الجيّد

الاستباقية تعني أن تكون قائدًا متفاعلًا مع فريق عملك، وتلاحظ التغييرات أو المشكلات بسرعة، ثم تأخذ خطوة نحو معالجتها بموضوعية. فمثلًا، يتطلب دورك كمدير للموارد البشرية عن بُعد مراقبة أداء الموظفين ومستوى الإنتاجية، ولتعزيز المهارات القيادية في هذا الجانب ينبغي أن تكون لمَّاحا في ملاحظة تدنّي مستوى إنتاجية الموظف، وتستفسر عن السبب أولًا، وتكون مستمعًا جيدًا، قبل أن تتفاعل مع الموظف وتطرح الحلول الممكنة لتدارك الموقف.

  1. القدرة على تعزيز روح التعاون

عادةً ما يشعر الموظف عن بُعد بالعزلة الاجتماعية، فبيئة العمل الافتراضية وفَقْد التواصل المباشر قد يمثّلان عائقًا، يؤثر بالتبعية في روح الفريق ويحدّ من التفاعل الجيد فيما بينهم. يبرز دور القائد هنا في تمكنّه من إقرار ثقافة قائمة على التحفيز وتشجيع التعاون وتبادل الملاحظات البنَّاءة، واستشعار قيم العمل التي تعزّز من روح الفريق، ما يدفع الجميع نحو العمل بحماس أكبر.

  1. التكيّف والمرونة

تنطوي بيئة العمل عن بُعد على تغييرات وتحدّيات فارقة بين الحين والآخر، والقائد الناجح مَن يتقن التكيّف بمرونة مع ذلك، دون إرباك فريق العمل أو إقحام حلول كثيرة ومعقدة. فاحرص دائمًا على متابعة التطورات التي تتأثر بها بيئة عملك لاتّخاذ الإجراء السليم في الوقت المناسب، وضَع خططًا احتياطية تساعدك على التصرف في مختلف المواقف، ولا تنس أن تكون مرنًا في إعطاء الملاحظات واستقبالها لتكون بيئة العمل تحفيزية ومُشجّعة على التطور.

  1. التعاطف

سِمة التعاطف إحدى أهم مهارات القيادة في بيئات العمل عمومًا، فمن خلالها تستطيع فهم وجهات النظر أكثر، ومن ثمَّ التصرف بحكمة. علاوةً على ذلك، يساعد إظهار التعاطف مع الموظف على إحداث تغييراتٍ إيجابية لديه، مما يسهم في تطوير نتائج العمل. تترسخ سمة التعاطف عندما تكون مستمعًا جيدًا، وناقدًا موضوعيًا للمواقف، مع مراعاة الظروف المحيطة ووضعها في الحسبان.

  1. التفكير الاستراتيجي

يساعد التفكير الاستراتيجي على اتخاذ قرارات مدروسة وفي صالح بيئة العمل، وهي مهارة يمكنك تنميتها من خلال التحليل الدقيق والنقدي، وتتحصل عليها عبر البحث الحثيث والأخذ بوجهات النظر، مع وضع أي مخاطر أو فُرص في الحسبان، لتنجح في قيادة المنشأة نحو أهدافها بفاعلية.

  1. إعطاء توجيهات واضحة

بالتأكيد يُهمك جدًا كمدير استلام العمل وفق توقّعاتك ومتطلبات المهمة، لكن ذلك يتطلب مهارة في التوجيه تساعد الموظف على وضع معايير واضحة للمطلوب، فالنتيجة الجيدة أو السيئة قد تكون نسبية أحيانًا، فاتبع نهجًا يساعدك على وضع مسار عمل معيّن لكل مهمة، وتأكَّد من فهم الموظف للجوانب المختلفة لكل مهمة، ولا تنس أن تكون منفتحًا لأي استفسارات أو حتى ملاحظات لاحقة تعطيها للموظف لنتيجة أفضل، سيمنحك ذلك سمة قيادية تعزّز مرونتك والثقة بك.

  1. حل النزاعات بفاعلية

كشأن أي بيئة عمل تضمّ فِرقًا تتواصل مع بعضها وتعمل معًا لإنجاز المهام، أحيانًا قد تطرأ بعض الاختلافات التي تؤدي في النهاية إلى نزاعات تستدعي تدخلًا إداريًا ليفضّ الأمر بسلام دون التأثير سلبًا في نتائج العمل المطلوبة أو الأفراد. في هذه الحالة تحتاج -كمدير ناجح- إلى مهارة حل النزاعات وليس تجنّبها، والتي من خلالها توظف استراتيجية تسمح بتقييم الموقف بموضوعية والاستماع إلى جميع الأطراف بهدوء، ثم اتخاذ القرار الأنسب بما يصبّ في مصلحة المنشأة، مع البقاء متزنًا طوال الوقت.

  1. الاستفادة من إمكانيات الموظفين بكفاءة

عندما تكون مديرًا للموارد البشرية، فبالتأكيد ستفيدك معرفة مكامن القوة والضعف الموجودة لدى كل موظف، يساعدك ذلك في التعرّف على المواهب والكفاءات الموجودة، لتتمكن من توظيفها بالشكل الأمثل للعمل، الأمر الذي يزيد أيضًا من ثقة الموظف بنفسه وينمي مهاراته وتطلعاته لتحقيق نتائج أفضل.

  1. تحمُّل المسؤولية

القائد الناجح مَن يكون مسؤولًا عن القرارات التي تُعتَمد وعلى استعداد لتحمل نتائجها، ففي حال وقوع نتائج مؤسفة يُوصَى باتخاذ إجراء مباشر في وضع استراتيجيات مدروسة لمعالجة الأمر والتحسين، بدلًا من استغراق الوقت في إلقاء اللوم على أحد أفراد فريق العمل دون جدوى.

  1. مراقبة الأداء بفاعلية

عند العمل عن بُعد، يركز القائد الناجح على نتائج العمل أكثر من عدد الساعات المُنجَزة، فما يهم في النهاية إتمامُ العمل وفق المعايير والمدة المطلوبة. يمنحك ذلك فهمًا أكبر لطبيعة العمل عن بُعد ويعزّز من مرونة البيئة، التي يصعب خلالها متابعة ساعات العمل بدقة مثل بيئة العمل المكتبي.

  1. الحسم في القرارات

الحسم في القرارات ضروري عندما تكون مسؤولًا عن عمود من أعمدة المنشأة، فالتردد أو الصعوبة في اتخاذ القرار المناسب قد يُضعف ثقة الموظفين بك ويؤخِّر سير العمل. لكن ما يجب إدراكه أن الحسم في القرار لا يعني التصرف بتهوّر دون التفكير بحكمة، أو تجاهل آراء الآخرين التي قد تساعدك على استبصار القرار المناسب، لكنه يعني القدرة على اختيار الحل الملائم مهما كلَّف الأمر.

  1. تقدير الموظفين ومكافأتهم

يهتم الموظف الناجح بالحصول على التقدير من مديره عند تأدية العمل على أكمل وجه، فهو لا يعمل من أجل الراتب الشهري فقط، بل يحتاج أيضًا إلى الشعور بأن جهوده يمكن رؤيتها وقياس أثرها والإشادة بها. والقائد الناجح مَن يفهم هذا الاحتياج ويعي قيمة الموظف، فيقدِّم حوافز ومكافآت مختلفة تعزّز مواصلة العمل وفق الوتيرة المرجوة.

  1. المصداقية والرؤية

عندما تكون صادقًا مع الموظفين لديك، ستجعلهم يشعرون بأنهم شركاء حقيقيون في العمل، ومن ثمَّ يصبحون أكثر ارتباطًا وحرصًا على مصلحة المنشأة. تتحقق المصداقية في وضع أهداف واضحة وتوقعات سليمة للعمل، ومشاركة للرؤية الشاملة التي من خلالها يفهم الموظف رسالة كيان المنشأة وقِيمِها، فيوظف جهوده بما يتناسب معها.

  1. الاهتمام بتحسين مهارات الموظفين

أداء الموظفين ومستواهم ومهاراتهم يؤثر بشكل رئيسي في إنجاح المشاريع التي تعمل عليها المنشأة، لذا يُصبح الاهتمام بتطوير هذه المهارات أمرًا فارقًا وضروريًا، من ثمَّ ينبغي لك -كقائد حقيقي- توفير سُبل تطوير المهارات بما يشمل مصادر تعليمية وتقنيات تسهِّل سير العمل والتواصل إلى جانب التغذية الراجعة المستمرة لفريق العمل.

كيف تساعد منصة بيزات على تعزيز مهارات القيادة الناجحة لديك؟

تحتاج القيادة الناجحة في بيئة العمل عن بُعد إلى توافر التقنيات المناسبة لإتمام المهام بفاعلية وتعزيز الدور القيادي، فمن خلال أتمتة المهام تستطيع الاستفادة من خصائص مراقبة الأداء والمتابعة والتواصل.

تقدِّم منصة بيزات حلولًا فعالة وجاهزة لمديري الموارد البشرية

لتتمكن من الاعتماد على أدوات مؤتمتة لإدارة الموارد البشرية بشكل كامل في منشأتك، بما يشمل المزايا الوظيفية ومتابعة سجّل الموظف وتسيير الرواتب، فتحقق أقصى استفادة من مهاراتك القيادية.

تعرّف على بيزات

الخلاصة

ختامًا، مهارات القيادة الناجحة سِمات مكتسبة، يمكنك تنميتها مع الوقت وتوفير الموارد اللازمة لمساعدتك. تذكَّر أن القائد الناجح يطال بتأثيره الإيجابي كيان المنشأة كاملًا بشكل يغطِّي جودة مشاريع العمل الحالية ومهارات الموظفين والخطط المستقبلية للمنشأة.

بيزات منصة متكاملة لإدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب في السعودية

تمكنك منصة بيزات من أتمتة إدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب، من الترحيب بالموظفين وحتى احتساب نهاية الخدمة؛ وتقدم لموظفيك تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

جدول المحتويات

تقدِّم منصة بيزات حلولًا فعالة وجاهزة لمديري الموارد البشرية

تمكنك منصة بيزات من أتمتة إدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب، من الترحيب بالموظفين وحتى احتساب نهاية الخدمة؛ وتقدم لموظفيك تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

لطالما كانت مهارات القيادة إحدى أهم السمات التي ينبغي لكل مدير التحلّي بها، ومع تطوُّر منظومة العمل وشيوع مفهوم العمل عن بُعد بين المنشآت، طرأت عدة قواعد جديدة من أجل القيادة الناجحة للفرق المُوزَّعة. فما سُبل تطوير مهارات القيادة وتوظيفها بفاعلية في إدارة الموارد البشرية والعمل عن بُعد؟

ما القيادة الناجحة؟

يُقصَد بالقيادة الناجحة القدرة على التأثير بنجاح في فريق العمل، وهي سمة يحتاج إليها أي مدير يطمح لإدارة فعَّالة، إذ إنها ليست مجرد صلاحية تقتصر على تفويض المهام ومراقبة الأداء، بل مهارة تساعد على تمكين المدير التنفيذي من استغلال الموارد بفاعلية وتقديم الدعم والتوجيه الضروريين لإدارة العمل واتّخاذ قرارات مستنيرة.

أهمية مهارات القيادة في إدارة الموارد البشرية بنجاح

المهارات القيادية إحدى أهم المهارات التي ينبغي لمديري الموارد البشرية العناية بها، فالقائد الناجح حلقة وصل أساسية بين القسم التنفيذي في المنشأة و القوى العاملة.

كما أن مهارات القيادة الناجحة تُسهم في تسيير المسؤوليات المنوطة بمسؤول الموارد البشرية وفق أفضل شكل ممكن، بدءًا من توظيف المرشّح المثالي عند إدارة عمليات التوظيف بكفاءة واكتشاف مهارات المرشّحين، مرورًا بإدارة علاقات الموظفين وتنمية إمكاناتهم، وصولًا إلى ترسيخ ثقافة المنشأة.

كيف تأثَّرت مهارات القيادة الناجحة في العمل عن بُعد؟

لا يمكن إنكار الاختلافات الجمَّة والتغييرات التي صحبِت ثقافة العمل عن بُعد. وقد طالت هذه التغييرات المهارات القيادية لتتأثر أكثر بطبيعة العمل وتكون متّسقة مع الفرق الموزعة، لكن كيف؟

في دراسة نُشرت عام 2020، ظهر أن المهارات القيادية المطلوب إبرازها في العمل عن بُعد تختلف -بشكل طفيف- عن المُتعارف عليها في بيئة العمل المكتبي. فالأشخاص في العمل المكتبي يلاحظون الشخصية القيادية في البداية من خلال مراقبة سماتها وأفعالها عن كثب، أما في العالم الافتراضي، فالموظفون يلاحظون القائد عبر إنجازاته، وطريقته في تنسيق العمل بين أفراد الفريق.

يرجع ذلك إلى أن بيئة العمل عن بُعد تتطلب  قدرًا عاليًا من المسؤولية في متابعة العمل، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من التواصل في البيئة الافتراضية، فيظهر القائد هنا عندما يتمكَّن من التغلّب على أي عوائق تقف أمام تحقيق سهولة التواصل والوصول إلى الإنتاجية المطلوبة.

ما مهارات القائد الناجح عن بُعد؟

بعد إدراك دور القائد الناجح في العمل عن بُعد، ننتقل إلى الشق العملي للتعرف إلى أبرز المهارات التي ستكسبك هذه السمة كمدير للموارد البشرية أو لأي قسم آخر، مع شرح أهم السلوكيات التي تُحقق كل مهارة.

  1. التواصل بوضوح

تلعب مهارة التواصل دورًا جوهريًا في القيادة الناجحة، فالفِرق القوية لا تنشأ من عدم، بل تتطلب تواصلًا واضحًا بين أعضاء الفريق وقادته، لتتحقق عملية إسناد المهام والملاحظات بسلاسة.

دورك كقائد هنا هو إنشاء مساحة آمنة للتواصل وتبادل الآراء، واختيار وسيلة التواصل المناسبة بحسب الحاجة، سواء الرسائل البريدية أو الدردشة أو مكالمات الصوت أو الفيديو. يمكنك تقييم الموقف أولًا ثم التساؤل: هل الأمر يحتاج إلى نقاش مطوَّل وتبادل وجهات النظر خلال مكالمة، أم يمكن إيضاح المطلوب خلال رسالة بريدية مفصَّلة؟

  1. الاستباقية والتفاعل الجيّد

الاستباقية تعني أن تكون قائدًا متفاعلًا مع فريق عملك، وتلاحظ التغييرات أو المشكلات بسرعة، ثم تأخذ خطوة نحو معالجتها بموضوعية. فمثلًا، يتطلب دورك كمدير للموارد البشرية عن بُعد مراقبة أداء الموظفين ومستوى الإنتاجية، ولتعزيز المهارات القيادية في هذا الجانب ينبغي أن تكون لمَّاحا في ملاحظة تدنّي مستوى إنتاجية الموظف، وتستفسر عن السبب أولًا، وتكون مستمعًا جيدًا، قبل أن تتفاعل مع الموظف وتطرح الحلول الممكنة لتدارك الموقف.

  1. القدرة على تعزيز روح التعاون

عادةً ما يشعر الموظف عن بُعد بالعزلة الاجتماعية، فبيئة العمل الافتراضية وفَقْد التواصل المباشر قد يمثّلان عائقًا، يؤثر بالتبعية في روح الفريق ويحدّ من التفاعل الجيد فيما بينهم. يبرز دور القائد هنا في تمكنّه من إقرار ثقافة قائمة على التحفيز وتشجيع التعاون وتبادل الملاحظات البنَّاءة، واستشعار قيم العمل التي تعزّز من روح الفريق، ما يدفع الجميع نحو العمل بحماس أكبر.

  1. التكيّف والمرونة

تنطوي بيئة العمل عن بُعد على تغييرات وتحدّيات فارقة بين الحين والآخر، والقائد الناجح مَن يتقن التكيّف بمرونة مع ذلك، دون إرباك فريق العمل أو إقحام حلول كثيرة ومعقدة. فاحرص دائمًا على متابعة التطورات التي تتأثر بها بيئة عملك لاتّخاذ الإجراء السليم في الوقت المناسب، وضَع خططًا احتياطية تساعدك على التصرف في مختلف المواقف، ولا تنس أن تكون مرنًا في إعطاء الملاحظات واستقبالها لتكون بيئة العمل تحفيزية ومُشجّعة على التطور.

  1. التعاطف

سِمة التعاطف إحدى أهم مهارات القيادة في بيئات العمل عمومًا، فمن خلالها تستطيع فهم وجهات النظر أكثر، ومن ثمَّ التصرف بحكمة. علاوةً على ذلك، يساعد إظهار التعاطف مع الموظف على إحداث تغييراتٍ إيجابية لديه، مما يسهم في تطوير نتائج العمل. تترسخ سمة التعاطف عندما تكون مستمعًا جيدًا، وناقدًا موضوعيًا للمواقف، مع مراعاة الظروف المحيطة ووضعها في الحسبان.

  1. التفكير الاستراتيجي

يساعد التفكير الاستراتيجي على اتخاذ قرارات مدروسة وفي صالح بيئة العمل، وهي مهارة يمكنك تنميتها من خلال التحليل الدقيق والنقدي، وتتحصل عليها عبر البحث الحثيث والأخذ بوجهات النظر، مع وضع أي مخاطر أو فُرص في الحسبان، لتنجح في قيادة المنشأة نحو أهدافها بفاعلية.

  1. إعطاء توجيهات واضحة

بالتأكيد يُهمك جدًا كمدير استلام العمل وفق توقّعاتك ومتطلبات المهمة، لكن ذلك يتطلب مهارة في التوجيه تساعد الموظف على وضع معايير واضحة للمطلوب، فالنتيجة الجيدة أو السيئة قد تكون نسبية أحيانًا، فاتبع نهجًا يساعدك على وضع مسار عمل معيّن لكل مهمة، وتأكَّد من فهم الموظف للجوانب المختلفة لكل مهمة، ولا تنس أن تكون منفتحًا لأي استفسارات أو حتى ملاحظات لاحقة تعطيها للموظف لنتيجة أفضل، سيمنحك ذلك سمة قيادية تعزّز مرونتك والثقة بك.

  1. حل النزاعات بفاعلية

كشأن أي بيئة عمل تضمّ فِرقًا تتواصل مع بعضها وتعمل معًا لإنجاز المهام، أحيانًا قد تطرأ بعض الاختلافات التي تؤدي في النهاية إلى نزاعات تستدعي تدخلًا إداريًا ليفضّ الأمر بسلام دون التأثير سلبًا في نتائج العمل المطلوبة أو الأفراد. في هذه الحالة تحتاج -كمدير ناجح- إلى مهارة حل النزاعات وليس تجنّبها، والتي من خلالها توظف استراتيجية تسمح بتقييم الموقف بموضوعية والاستماع إلى جميع الأطراف بهدوء، ثم اتخاذ القرار الأنسب بما يصبّ في مصلحة المنشأة، مع البقاء متزنًا طوال الوقت.

  1. الاستفادة من إمكانيات الموظفين بكفاءة

عندما تكون مديرًا للموارد البشرية، فبالتأكيد ستفيدك معرفة مكامن القوة والضعف الموجودة لدى كل موظف، يساعدك ذلك في التعرّف على المواهب والكفاءات الموجودة، لتتمكن من توظيفها بالشكل الأمثل للعمل، الأمر الذي يزيد أيضًا من ثقة الموظف بنفسه وينمي مهاراته وتطلعاته لتحقيق نتائج أفضل.

  1. تحمُّل المسؤولية

القائد الناجح مَن يكون مسؤولًا عن القرارات التي تُعتَمد وعلى استعداد لتحمل نتائجها، ففي حال وقوع نتائج مؤسفة يُوصَى باتخاذ إجراء مباشر في وضع استراتيجيات مدروسة لمعالجة الأمر والتحسين، بدلًا من استغراق الوقت في إلقاء اللوم على أحد أفراد فريق العمل دون جدوى.

  1. مراقبة الأداء بفاعلية

عند العمل عن بُعد، يركز القائد الناجح على نتائج العمل أكثر من عدد الساعات المُنجَزة، فما يهم في النهاية إتمامُ العمل وفق المعايير والمدة المطلوبة. يمنحك ذلك فهمًا أكبر لطبيعة العمل عن بُعد ويعزّز من مرونة البيئة، التي يصعب خلالها متابعة ساعات العمل بدقة مثل بيئة العمل المكتبي.

  1. الحسم في القرارات

الحسم في القرارات ضروري عندما تكون مسؤولًا عن عمود من أعمدة المنشأة، فالتردد أو الصعوبة في اتخاذ القرار المناسب قد يُضعف ثقة الموظفين بك ويؤخِّر سير العمل. لكن ما يجب إدراكه أن الحسم في القرار لا يعني التصرف بتهوّر دون التفكير بحكمة، أو تجاهل آراء الآخرين التي قد تساعدك على استبصار القرار المناسب، لكنه يعني القدرة على اختيار الحل الملائم مهما كلَّف الأمر.

  1. تقدير الموظفين ومكافأتهم

يهتم الموظف الناجح بالحصول على التقدير من مديره عند تأدية العمل على أكمل وجه، فهو لا يعمل من أجل الراتب الشهري فقط، بل يحتاج أيضًا إلى الشعور بأن جهوده يمكن رؤيتها وقياس أثرها والإشادة بها. والقائد الناجح مَن يفهم هذا الاحتياج ويعي قيمة الموظف، فيقدِّم حوافز ومكافآت مختلفة تعزّز مواصلة العمل وفق الوتيرة المرجوة.

  1. المصداقية والرؤية

عندما تكون صادقًا مع الموظفين لديك، ستجعلهم يشعرون بأنهم شركاء حقيقيون في العمل، ومن ثمَّ يصبحون أكثر ارتباطًا وحرصًا على مصلحة المنشأة. تتحقق المصداقية في وضع أهداف واضحة وتوقعات سليمة للعمل، ومشاركة للرؤية الشاملة التي من خلالها يفهم الموظف رسالة كيان المنشأة وقِيمِها، فيوظف جهوده بما يتناسب معها.

  1. الاهتمام بتحسين مهارات الموظفين

أداء الموظفين ومستواهم ومهاراتهم يؤثر بشكل رئيسي في إنجاح المشاريع التي تعمل عليها المنشأة، لذا يُصبح الاهتمام بتطوير هذه المهارات أمرًا فارقًا وضروريًا، من ثمَّ ينبغي لك -كقائد حقيقي- توفير سُبل تطوير المهارات بما يشمل مصادر تعليمية وتقنيات تسهِّل سير العمل والتواصل إلى جانب التغذية الراجعة المستمرة لفريق العمل.

كيف تساعد منصة بيزات على تعزيز مهارات القيادة الناجحة لديك؟

تحتاج القيادة الناجحة في بيئة العمل عن بُعد إلى توافر التقنيات المناسبة لإتمام المهام بفاعلية وتعزيز الدور القيادي، فمن خلال أتمتة المهام تستطيع الاستفادة من خصائص مراقبة الأداء والمتابعة والتواصل.

تقدِّم منصة بيزات حلولًا فعالة وجاهزة لمديري الموارد البشرية

لتتمكن من الاعتماد على أدوات مؤتمتة لإدارة الموارد البشرية بشكل كامل في منشأتك، بما يشمل المزايا الوظيفية ومتابعة سجّل الموظف وتسيير الرواتب، فتحقق أقصى استفادة من مهاراتك القيادية.

تعرّف على بيزات

الخلاصة

ختامًا، مهارات القيادة الناجحة سِمات مكتسبة، يمكنك تنميتها مع الوقت وتوفير الموارد اللازمة لمساعدتك. تذكَّر أن القائد الناجح يطال بتأثيره الإيجابي كيان المنشأة كاملًا بشكل يغطِّي جودة مشاريع العمل الحالية ومهارات الموظفين والخطط المستقبلية للمنشأة.

تقدِّم منصة بيزات حلولًا فعالة وجاهزة لمديري الموارد البشرية

تمكنك منصة بيزات من أتمتة إدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب، من الترحيب بالموظفين وحتى احتساب نهاية الخدمة؛ وتقدم لموظفيك تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

فريق بيزات
فريق بيزات