احتلَّ شات جي بي تي مساحةً كبيرة في أذهان الناس أخيرًا، عبر عناوين الأخبار ومُحادثات العمل القصيرة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فلا يتصفَّح أحد فيسبوك أو إنستجرام اليوم دون أن يُفاجأ بمُنتج جديد، أو عمل إبداعي رائع من صُنع الذّكاء الاصطناعي، كإعداد برامج التداول، أو كتابة تقارير وأبحاث كاملة استنادًا إلى مصادر موثوقة، أو إعداد برامج تدريب رياضية، أو رسم لوحة تخيّلية لفنان من القرن الماضي وهو يحتسي القهوة في شوارع الرياض، أو أي شيء فعلًا لا مجازًا. 

لقد غيَّر شات جي بي تي كثيرًا من الأشكال الإبداعية النمطية المعروفة، وأتاح مساحات جديدة غير مُقيِّدة للخيال، لكنّ سؤالنا هنا: كيف أثّر ظهور شات جي بي تي وتَعمُّق صناعة الذكاء الاصطناعي في الشّركات خلال الفترة الأخيرة، وفي قسم الموارد البشرية تحديدًا؟

يتكهّن كثير من النقّاد والمحلّلين بالمناحي التطبيقية لشات جي بي تي -مُنذ ظهوره نوفمبر الماضي فقط- في حين بدأتْ الشّركات بالفعل الاعتماد على الذّكاء الاصطناعي منذ سنوات. 

ففي دراسة لـIBM  عام 2022: وُجِدَ أن 35% من الشّركات قد تبنّت بالفعل نموذج عمل يتضمّن الذكاء الاصطناعي لخدمة الشّركة، بينما 44% أخرى تخطط حاليًا لدمجه مع تقنيات التعلّم الآلي الجديدة في عمليّات الشركة عمومًا، والتي تشمل -بطبيعة الحال- عمليّات إدارة الموارد البشرية.

ماذا يعني تطوّر أدوات الذّكاء الاصطناعي لمسؤولي الموارد البشرية؟ هل هُناك خطر على وظائفهم؟

ماذا يعني تطوّر أدوات الذّكاء الاصطناعي لمسؤولي الموارد البشرية؟ هل ثمة خطر على وظائفهم؟

الإجابة القصيرة: لا!

لن يستبدل شات جي بي تي أو أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى أدوار مُختصّي الموارد البشرية، لكنه -على النقيض من ذلك- سوف يُحرِّرهم من العمل الروتيني، ويُمكِّنهم من التركيز على الأعمال الاستراتيجية التي تُضيف قيمة حقيقية للشركة: كتدريب الموظّفين وتحليل الأداء وتطوير ثقافة العمل، ما يعزّز من إنتاجية الموظفين وكفاءتهم في النهاية.

وفي ما يلي تطبيقات عملية ينبغي الإلمام بها عند محاولة استكشاف خيارات قسم الموارد البشرية لديك للاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي:

تسهيل وتسريع عملية التوظيف

يستطيع الذكاء الاصطناعي كتابة الوصف التعريفي للوظائف الشاغرة في شركتك قبل الإعلان عنها -وفقًا للمعايير التي تضعها- كمُتطلبات مهنية معيّنة أو شهادات خبرة أو مدى التوافق مع ثقافة عمل الشركة أو المعايير العامة للقبول بهذه الوظائف في سوق العمل 

بإمكان شات جي بي تي فرز المرشحين، وتلخيص خبراتهم، وجدولة مواعيد المقابلات، وربما أيضًا اقتراح أسئلة لطرحها على المرشح وفقًا لخبرته. كما يُجيب أسئلة الموظّفين الشائعة FAQs عن الشركة وعملية التوظيف، ويُرسل تقييمات للمرشّحين عن سيَرهم الذاتية، وأدائهم في مُقابلات العمل؛ ما يُحافظ على علاقة الشّركة بالمرشحين غير المؤهلين، ويُحسّن رؤيتهم للشركة.

تطوير أداء الموظفين

يعاني 58% من الشّركات إضاعةَ الوقت في إدارة أداء الأعمال بالطرق التقليدية، كالمُحادثات، أو توثيق السجلّات، أو كتابة المُراجعات والتقارير.

ورغم افتقاد أدوات الذكاء الاصطناعي قيمة التواصل الإنساني وأثره في توجيه الموظّفين، والتفاعل معهم، فإنها رغم ذلك تُحسّن من كفاءة إدارة الأداء بطُرق عديدة، أهمها:

❖ إمداد الموظّفين والمُديرين بملاحظات سريعة للتعرف على نقاط الضعف ومُعالجتها.

❖ تحديد مؤشّرات الأداء، وكتابة الأهداف المرجعية للموظّفين، مع مُراعاة اتّساقها مع أهداف الشركة، ومُتابعة تحقيقهم لها.

❖ اقتراح برامج تدريبية وفُرص تطوير مخصّصة لكل موظّف حسب أدائه وتطلّعاته المهنية.

❖ تقييم الموظّفين موضوعيًا، وتزويد المُديرين بتقارير مُفصّلة دقيقة تُساعد على اتُخاذ القرارات الصحيحة.

أدوات الذكاء الاصطناعي وتحسين مُشاركة الموظّف

 تعزيز مُشاركة الموظّف

مُشاركة الموظّف عامل حاسم في تحقيق الشركة أهدافها، ودائمًا ما يرتبط شعور الموظّفين بقيمة عمله بمردود مُذهل في طاقاته وإنتاجيته وجديته في أداء العمل المُوكَّل إليه، وكذا الاحتفاظ به لأطول فترة ممكنة، وتقليل معدّل بحثه عن أماكن أخرى، وتساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مسؤولي الموارد البشرية على تشجيع الموظّفين.


تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي تحليل بيانات متعدّدة، كآراء الموظّفين ومؤشرات أدائهم، وأي معلومات ذات صلة، للتنبّؤ بأحوالهم: أي منهم يُعاني العّزلة أو الاحتراق الوظيفي؟ أي منهم لا يشعر بالتقدير والتحفيز في بيئة العمل؟ أي منهم أكثر عُرضَة للاستقالة أو ترك العمل لأي سبب؟ كي تتخذ فِرق الموارد البشرية إجراءات وقائية لمشكلات الموظّفين قبل تفاقمها، وإضرارها بمصالح الشركة.وفي هذا السياق، تُقدم منصة بيزات لمستخدميها خاصية “استبيان الموظفين“، والتي تمكّن الشركات من إنشاء استبيانات متنوعة لفهم انطباعات الموظفين عن الشركة بشكل عام أو جوانب محددة؛ بالإضافة إلى إمكانية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لاقتراح أسئلة الاستبيان بما يتناسب مع الهدف منه.

اقرأ أيضًا: توقّعات إدارة الموارد البشرية بين الحاضر والمُستقبل

تقنية الخدمة الذاتية: مساعدون أذكياء ينجزون المهام الروتينية للموظفين

تمتلك الشّركات آلاف الوثائق التي تتضمّن عادةً معلومات تهم كل موظّف، مثل مبادئ العمل بالشّركة وقواعد السلامة والصحة المهنية، وخريطة العمليات، وبنك المُساعدة والأسئلة، وبيانات الموظّف نفسه، وجميع سياسات الشركة في شتّى المناحي -بدءًا من ثقافة العمل حتى القيام بأبسط الإجراءات- كتغيير كلمة سر الموظّف الشخصية مثلًا.

وعادة ما توثّق الشركات عملياتها وسياساتها لتُسهّل الوصول إلى البيانات عند الحاجة، ولتضمن سلاسة سير الأعمال، وامتثال الجميع لما هو مُتعارف عليه.

ويظهر دور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية في إدارة هذه المعلومات الضخمة والمعقدة، ودمجها مع نظام إدارة الموارد البشرية عن طريق تقنية الخدمة الذاتية للموظّفين. وهذا بالضبط ما نجحت منصة مايكروسوفت الجديدة (OpenAI Copilot) في تطبيقه، بتمكين الموظّفين من التواصل مع مُساعدين أذكياء عبر شات جي بي تي أو غيره، وإنجاز الأعمال الروتينية، كالتقدّم بطلبات الإجازة، أو الحصول على معلومات عن الرّواتب، أو غيرها من التفاعلات التي كان الموظّف يحتاج إلى التواصل مع مسؤول الموارد البشرية بشأنها شخصيًا، أو عبر البريد الإلكتروني.

وتزداد تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل مُتسارع اليوم في شتّى المجالات، فإذا كان اختصاص شركتك يقع ضمن مجالات عمل الموارد البشرية، أو خدمة العملاء، أو شركات الشحن وتوصيل الطلبات مثلًا، فمن المُحتمل أن ترى بالفعل زيادة استثمار شركتك في هذه التطبيقات والمُحاولات المكثّفة لدمج التكنولوجيا في جميع العمليات.

التحديات المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغات الكبيرة في الموارد البشرية

تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغات الكبيرة في الموارد البشرية

بينما يمنح الاعتمادُ على أدوات الذكاء الاصطناعي ميزات عظيمة لتطوير الأداء، ورفع كفاءة عمليات أي شركة، يوجد بعض التحدّيات والعيوب التي ينبغي وضعها في الاعتبار، كي لا يتحوّل استثمارك في الذكاء الاصطناعي لمُخاطرة وعبء على شركتك دون داعٍ. 

وأحب هنا أن أقتبس عبارة وورين بافيت، المُستثمر المعروف: “لا تُخاطر بما تملكه وتحتاج إليه من أجل شيء لا تمتلكه ولا تحتاج إليه!”.

وفي ما يلي بعض تحدّيات استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الشركات، لمُساعدتك على تخيّل صورة أكثر واقعية، وأخذ احتياطاتك تجاه أي عقبات مُحتملة:

  • الاعتبارات الأخلاقية والقانونية

تجمع أدوات الذكاء الاصطناعي وتُحلّل كميات ضخمة ومُتنوعة من البيانات الشخصية، ما يُثير بعض المخاوف والتساؤلات بخصوص انتهاك الخصوصية، واحتمالات إساءة الاستعمال، فضلًا عن إشكاليات التحيّز وعدم المُساواة ومُحاولة تصنيف الموظّفين بناءً على خلفيات دينية أو عرقية معيّنة. من السهل فرض قوانين تقضي بعدم التمييز أو التحيّز على الأفراد، ومُعاقبة من يُخالفها، لكن كيف يمكن فرض ذلك على الذكاء الاصطناعي؟

لمُواجهة تلك المخاوف، يتحتّم على مديري الموارد البشرية التأكّد من شفافية أدوات الذكاء الاصطناعي المُستخدمة في أقسامهم، وخلوّ خوارزمياتها من التحيّز، وامتثالها لقانون مُكافحة التميّز وقوانين العمل بالمملكة عامةً، من أجل نتائج عادلة للجميع.

  • مخاوف بشأن خصوصية البيانات

تتضمّن آلية عمل أدوات الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية تحليل كم كبير من بيانات الموظّفين الشخصية، ما يُعرّضها لمخاطر انعدام السريّة والانتهاكات -كما ذكرنا- ولمُعالجة ذلك ينبغي لأصحاب الأعمال ومسؤولي الموارد البشرية الالتزام بلوائح حماية البيانات التي وضعتها الهيئة السعودية للبيانات والذّكاء الاصطناعي SDAIA))، والتي تتطلّب حصول صاحب العمل على إذن الموظّفين قبل تجميع وتحليل بياناتهم، والتأكّد من توافق أدوات الذكاء الاصطناعي مع مواد نظام العمل.

  • الاعتماد المُفرط على الذكاء الاصطناعي

من أكبر مخاوف الاعتماد على أدوات الذّكاء الاصطناعي نقص التفاعُلات الإنسانية وشعور الموظّفين بالعُزلة وعدم التقدير في عملهم؛ ما يؤثّر في رضاهم الوظيفي ومعدّلات الإنتاج. 

ويؤدّي الاعتماد المُبالغ فيه على الذكاء الاصطناعي كذلك إلى افتقاد المهارات النقدية والتحليلية اللازمة لصُنع القرارات، لاعتماد الموظّفين على الحلول الذكية وحدها دون إعمال وجهات نظرهم وآرائهم التي من المُمكن أن ترى ما لا تراه الأدوات التقنية، فضلًا عن قصور أدوات الذكاء الاصطناعي نفسها عن العمل دون تغذيتها بالمُدخلات الصحيحة والمُناسبة من الموظّفين، وتحرّي الدقة في نتائجها، إذ يُحتمل وقوع كثير من الأخطاء.

لذلك فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وحده لا يكفي، وينبغي خلق نوع من الموازنة بين الحلول الذكية والبشريّة، لتحقيق أقصى استفادة من كليهما.

أمثلة للذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغة الكبيرة في الموارد البشرية

أمثلة للذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغة الكبيرة في الموارد البشرية

  مُساعد التأمين الصحّي الذّكي من بَيزات

تُعطي شركات التأمين عادةً عُملاءها دليلًا للمميزات التي سيحصلون عليها، والشركاء المتعاونين معهم. عادةً ما يكون هذا الدليل في صورة ملف PDF، أو Excel، ويتضمّن معلومات كثيرة مركّبة يصعُب الوصول إليها، كما يحتوي على مُصطلحات تأمينية لا يستطيع الموظّف العادي غير المتخصص فك شفرتها أو فهم المقصود منها بالتحديد. تًقدّم بَيزات مُساعد التأمين الصحّي مُتعدّد اللغات – المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي يستطيع الإجابة على أي سؤال يتعلّق بالمميزات التأمينية، والشركاء، والاستحقاقات، وأية عمليات تُعنى جهة التأمين بتنفيذها، وذلك بلغة سهلة وبسيطة، وبدقة شديدة في المعلومات، وسُريّة تامّة. وبذلك تُساعد بَيزات الشركات على تقديم مميزاتها التأمينية بصورة أفضل، كما تُساعد الموظّفين على فهم امتيازاتهم، والحصول عليها كاملةً.

  أداة مقابلة الفيديو HireVue المدعومة بالذكاء الاصطناعي

أداة تعتمد على التعلّم الآلي والذكاء الاصطناعي لفرز وتقييم المرشّحين للعمل خلال عملية التوظيف، فتسمح لمديري التوظيف بإنشاء نموذج لأسئلة المُقابلة الشخصية، ثم يُطلب من المرشّحين تسجيل ردودهم على هذه الأسئلة عبر تقنية الفيديو. تُحلّل أداة HireVue ردود المرشّحين المُسجّلة وأنماط حديثهم ونبرات أصواتهم ولغة الجسد، وتستنبط منها صفاتهم الشخصية وقُدراتهم ومدى ملاءمتها للوظائف المُتاحة، كما تتضمَّن ميزات أخرى كعَقد المُقابلات المباشرة وإرسال تحدّيات القدرات المُختلفة للمرشحين، ما يوفِّر كثيرًا من الوقت والموارد، بأتمتة جزء كبير من عملية فرز المرشحين المبدئية.

لكن لا تخلو هذه الأداة، شأنها شأن أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى، من احتماليات التحيّز وحدوث الأخطاء، لذا يُنصح باستخدامها مع طرق تقييم أخرى لضمان الشفافية والإنصاف.

  واتسون للتوظيف من شركة آي بي إم

تعتمد أداة واتسون على ما يُسمّى بمُعالجة اللغة الطبيعية (NLP)، وخوارزميات التعلّم الآلي لتسريع وتطوير عملية التوظيف. تحلّل واتسون السيَر الذاتية والأوصاف التعريفية للوظائف، وتربط وتوفق فيما بينها، كما تساعد على جدولة مُقابلات العمل، وتُرسل رسائل البريد الإلكتروني لمُتابعة المرشحين، وتحلّل في الوقت نفسه المرشّحين، وتستنبط مهاراتهم وقدراتهم الذاتية والمهنية، وتقدّمها لمُديري التوظيف، ما يساعد على رؤية المرشّحين بشكلٍ أفضل، وصنع علاقات طيّبة معهم.

المُميّز في أداة واتسون عن غيرها قدرتها على التعلّم والتكيّف وتفاديها المُغالطات المنطقية أو التحيّز لمجموعة ضد أخرى، وهي تفعل ذلك بتقييم المرشّحين موضوعيًا وفقًا لمؤهُلاتهم وخبراتهم المهنية.

ويرجع السبب في تفوّق واتسون إلى حجم البيانات العملاق الذي تستطيع مُعالجته، والذي يزيد من كفاءتها ودقّتها بمرور الوقت.

  أداة فحص المرشح Humantic

تُحلّل Humantic -بالمنوال نفسه- سلوكيات المُرشحين وأنماط حديثهم وتعبيرات الوجه والجَسَد خلال مُقابلات العمل، وتزوِّد مُديري التوظيف باستنتاجات مهمّة تساعدهم على تحديد قابلية المرشّحين للعمل بالوظائف، ومدى توافقهم مع بيئة وثقافة العمل بالشّركة.

تركّز Humantic بشكل كبير على الجانب الإنساني للمرشّحين، فتقيِّم مهارات التواصل والذّكاء العاطفي، وخلافه.

وتعتبر الأداة حسنة السّمعة في ما يتعلّق بالتحيّز والتمييز، بعكس أدوات أخرى، لكن ينبغي في كل الأحوال مُراعاة البيانات التي تُغذَّى بها، واستخدامها بحذر، وبتوازن مع طرق وأدوات التقييم الأخرى، والتأكّد دائمًا من عدم انتهاكها قوانين حماية الخصوصية، ومُحاربة التمييز.

  أداة تحليل الوصف الوظيفي لـ Textio

أداة ذكاء اصطناعي توليدية تُحلِّل النصوص المكتوبة، وتقدّم اقتراحات لتحسين اللغة المُستخدمة، وإزالة الصياغات التي قد تبدو إقصائية أو مُتحيّزة، وتستبدل بها صياغات تعبِّر عن الشُمولية والتنوّع والاختلاف.

تُستخدم Texito في تعديل نصوص إعلانات الوظائف، ورسائل البريد الإلكتروني، وتقارير العمل، وأي محتوى كتابي بالشركة، وتوفّر مُراجعات تزامنية –في أثناء الكتابة- بتظليل العبارات التي يُمكِن أن تكون مُربِكة، أو أقل وضوحًا أو فاعلية، وتقترح بدائل مُناسبة لها، كما تُساعد على تعديل المحتوى بما يتناسب مع طبيعة شريحة العملاء المعنية، أو وفقًا لصناعة معيّنة، ما يجعل المحتوى أكثر تخصصّية، وكفاءة.

خُلاصة

رغم كل المخاوف وعناوين الأخبار المقلقة التي تقرأها في الصُحف وعلى صفحات التواصل الاجتماعي بشأن الذكاء الاصطناعي، واحتمالية استبداله للموظفين في كل مكان بالعالم، دعني أطمئنك إلى أن هذه التقنيات -على العكس- خطوة عظيمة في عالم الأعمال، والدليل دراسة لطالبي دكتوراه بجامعة MIT، حلَّلا تطبيق شات جي بي تي واستخدامه عبر 400 مُتخصص في الأعمال، وحصلا على نتائج مُذهلة تتعلّق بالإنتاجية وتحسين الكفاءة.

لذا فإن علينا في النهاية تذكّر أن الذكاء الاصطناعي مجرّد أدوات، لا إنسانًا حيًا، ومن ثمَّ فليس من المنطقي الشعور بالتهديد منه بهذا القدر، فكما كان ظهور مايكروسوفت إكسيل في أوائل الثمانينيات شيئًا مُذهلًا، وشعر المُحاسبون بسببه بخطر فقدان وظائفهم، ثم اتضح أن ذلك لن يحدث، كذلك ستكون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية ضرورية في عالم الأعمال، وينبغي لكل الموظّفين تعلّم تطبيقاتها وأفضل الطرق لاستخدامها في شتى مناحي العمل.

منصة واحدة. إمكانات لا تعد.

تزودك منصة بيزات بمختلف الأدوات والحلول التقنية الحديثة لإنجاز مهامك بكفاءة وسهولة، وتقدّم لموظفيك ومسؤولي الموارد البشرية تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

اطلب عرضك التجريبي الآن

بيزات منصة متكاملة لإدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب في السعودية

تمكنك منصة بيزات من أتمتة إدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب، من الترحيب بالموظفين وحتى احتساب نهاية الخدمة؛ وتقدم لموظفيك تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

جدول المحتويات

تقدِّم منصة بيزات حلولًا فعالة وجاهزة لمديري الموارد البشرية

تمكنك منصة بيزات من أتمتة إدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب، من الترحيب بالموظفين وحتى احتساب نهاية الخدمة؛ وتقدم لموظفيك تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

احتلَّ شات جي بي تي مساحةً كبيرة في أذهان الناس أخيرًا، عبر عناوين الأخبار ومُحادثات العمل القصيرة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فلا يتصفَّح أحد فيسبوك أو إنستجرام اليوم دون أن يُفاجأ بمُنتج جديد، أو عمل إبداعي رائع من صُنع الذّكاء الاصطناعي، كإعداد برامج التداول، أو كتابة تقارير وأبحاث كاملة استنادًا إلى مصادر موثوقة، أو إعداد برامج تدريب رياضية، أو رسم لوحة تخيّلية لفنان من القرن الماضي وهو يحتسي القهوة في شوارع الرياض، أو أي شيء فعلًا لا مجازًا. 

لقد غيَّر شات جي بي تي كثيرًا من الأشكال الإبداعية النمطية المعروفة، وأتاح مساحات جديدة غير مُقيِّدة للخيال، لكنّ سؤالنا هنا: كيف أثّر ظهور شات جي بي تي وتَعمُّق صناعة الذكاء الاصطناعي في الشّركات خلال الفترة الأخيرة، وفي قسم الموارد البشرية تحديدًا؟

يتكهّن كثير من النقّاد والمحلّلين بالمناحي التطبيقية لشات جي بي تي -مُنذ ظهوره نوفمبر الماضي فقط- في حين بدأتْ الشّركات بالفعل الاعتماد على الذّكاء الاصطناعي منذ سنوات. 

ففي دراسة لـIBM  عام 2022: وُجِدَ أن 35% من الشّركات قد تبنّت بالفعل نموذج عمل يتضمّن الذكاء الاصطناعي لخدمة الشّركة، بينما 44% أخرى تخطط حاليًا لدمجه مع تقنيات التعلّم الآلي الجديدة في عمليّات الشركة عمومًا، والتي تشمل -بطبيعة الحال- عمليّات إدارة الموارد البشرية.

ماذا يعني تطوّر أدوات الذّكاء الاصطناعي لمسؤولي الموارد البشرية؟ هل هُناك خطر على وظائفهم؟

ماذا يعني تطوّر أدوات الذّكاء الاصطناعي لمسؤولي الموارد البشرية؟ هل ثمة خطر على وظائفهم؟

الإجابة القصيرة: لا!

لن يستبدل شات جي بي تي أو أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى أدوار مُختصّي الموارد البشرية، لكنه -على النقيض من ذلك- سوف يُحرِّرهم من العمل الروتيني، ويُمكِّنهم من التركيز على الأعمال الاستراتيجية التي تُضيف قيمة حقيقية للشركة: كتدريب الموظّفين وتحليل الأداء وتطوير ثقافة العمل، ما يعزّز من إنتاجية الموظفين وكفاءتهم في النهاية.

وفي ما يلي تطبيقات عملية ينبغي الإلمام بها عند محاولة استكشاف خيارات قسم الموارد البشرية لديك للاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي:

تسهيل وتسريع عملية التوظيف

يستطيع الذكاء الاصطناعي كتابة الوصف التعريفي للوظائف الشاغرة في شركتك قبل الإعلان عنها -وفقًا للمعايير التي تضعها- كمُتطلبات مهنية معيّنة أو شهادات خبرة أو مدى التوافق مع ثقافة عمل الشركة أو المعايير العامة للقبول بهذه الوظائف في سوق العمل 

بإمكان شات جي بي تي فرز المرشحين، وتلخيص خبراتهم، وجدولة مواعيد المقابلات، وربما أيضًا اقتراح أسئلة لطرحها على المرشح وفقًا لخبرته. كما يُجيب أسئلة الموظّفين الشائعة FAQs عن الشركة وعملية التوظيف، ويُرسل تقييمات للمرشّحين عن سيَرهم الذاتية، وأدائهم في مُقابلات العمل؛ ما يُحافظ على علاقة الشّركة بالمرشحين غير المؤهلين، ويُحسّن رؤيتهم للشركة.

تطوير أداء الموظفين

يعاني 58% من الشّركات إضاعةَ الوقت في إدارة أداء الأعمال بالطرق التقليدية، كالمُحادثات، أو توثيق السجلّات، أو كتابة المُراجعات والتقارير.

ورغم افتقاد أدوات الذكاء الاصطناعي قيمة التواصل الإنساني وأثره في توجيه الموظّفين، والتفاعل معهم، فإنها رغم ذلك تُحسّن من كفاءة إدارة الأداء بطُرق عديدة، أهمها:

❖ إمداد الموظّفين والمُديرين بملاحظات سريعة للتعرف على نقاط الضعف ومُعالجتها.

❖ تحديد مؤشّرات الأداء، وكتابة الأهداف المرجعية للموظّفين، مع مُراعاة اتّساقها مع أهداف الشركة، ومُتابعة تحقيقهم لها.

❖ اقتراح برامج تدريبية وفُرص تطوير مخصّصة لكل موظّف حسب أدائه وتطلّعاته المهنية.

❖ تقييم الموظّفين موضوعيًا، وتزويد المُديرين بتقارير مُفصّلة دقيقة تُساعد على اتُخاذ القرارات الصحيحة.

أدوات الذكاء الاصطناعي وتحسين مُشاركة الموظّف

 تعزيز مُشاركة الموظّف

مُشاركة الموظّف عامل حاسم في تحقيق الشركة أهدافها، ودائمًا ما يرتبط شعور الموظّفين بقيمة عمله بمردود مُذهل في طاقاته وإنتاجيته وجديته في أداء العمل المُوكَّل إليه، وكذا الاحتفاظ به لأطول فترة ممكنة، وتقليل معدّل بحثه عن أماكن أخرى، وتساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مسؤولي الموارد البشرية على تشجيع الموظّفين.


تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي تحليل بيانات متعدّدة، كآراء الموظّفين ومؤشرات أدائهم، وأي معلومات ذات صلة، للتنبّؤ بأحوالهم: أي منهم يُعاني العّزلة أو الاحتراق الوظيفي؟ أي منهم لا يشعر بالتقدير والتحفيز في بيئة العمل؟ أي منهم أكثر عُرضَة للاستقالة أو ترك العمل لأي سبب؟ كي تتخذ فِرق الموارد البشرية إجراءات وقائية لمشكلات الموظّفين قبل تفاقمها، وإضرارها بمصالح الشركة.وفي هذا السياق، تُقدم منصة بيزات لمستخدميها خاصية “استبيان الموظفين“، والتي تمكّن الشركات من إنشاء استبيانات متنوعة لفهم انطباعات الموظفين عن الشركة بشكل عام أو جوانب محددة؛ بالإضافة إلى إمكانية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لاقتراح أسئلة الاستبيان بما يتناسب مع الهدف منه.

اقرأ أيضًا: توقّعات إدارة الموارد البشرية بين الحاضر والمُستقبل

تقنية الخدمة الذاتية: مساعدون أذكياء ينجزون المهام الروتينية للموظفين

تمتلك الشّركات آلاف الوثائق التي تتضمّن عادةً معلومات تهم كل موظّف، مثل مبادئ العمل بالشّركة وقواعد السلامة والصحة المهنية، وخريطة العمليات، وبنك المُساعدة والأسئلة، وبيانات الموظّف نفسه، وجميع سياسات الشركة في شتّى المناحي -بدءًا من ثقافة العمل حتى القيام بأبسط الإجراءات- كتغيير كلمة سر الموظّف الشخصية مثلًا.

وعادة ما توثّق الشركات عملياتها وسياساتها لتُسهّل الوصول إلى البيانات عند الحاجة، ولتضمن سلاسة سير الأعمال، وامتثال الجميع لما هو مُتعارف عليه.

ويظهر دور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية في إدارة هذه المعلومات الضخمة والمعقدة، ودمجها مع نظام إدارة الموارد البشرية عن طريق تقنية الخدمة الذاتية للموظّفين. وهذا بالضبط ما نجحت منصة مايكروسوفت الجديدة (OpenAI Copilot) في تطبيقه، بتمكين الموظّفين من التواصل مع مُساعدين أذكياء عبر شات جي بي تي أو غيره، وإنجاز الأعمال الروتينية، كالتقدّم بطلبات الإجازة، أو الحصول على معلومات عن الرّواتب، أو غيرها من التفاعلات التي كان الموظّف يحتاج إلى التواصل مع مسؤول الموارد البشرية بشأنها شخصيًا، أو عبر البريد الإلكتروني.

وتزداد تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل مُتسارع اليوم في شتّى المجالات، فإذا كان اختصاص شركتك يقع ضمن مجالات عمل الموارد البشرية، أو خدمة العملاء، أو شركات الشحن وتوصيل الطلبات مثلًا، فمن المُحتمل أن ترى بالفعل زيادة استثمار شركتك في هذه التطبيقات والمُحاولات المكثّفة لدمج التكنولوجيا في جميع العمليات.

التحديات المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغات الكبيرة في الموارد البشرية

تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغات الكبيرة في الموارد البشرية

بينما يمنح الاعتمادُ على أدوات الذكاء الاصطناعي ميزات عظيمة لتطوير الأداء، ورفع كفاءة عمليات أي شركة، يوجد بعض التحدّيات والعيوب التي ينبغي وضعها في الاعتبار، كي لا يتحوّل استثمارك في الذكاء الاصطناعي لمُخاطرة وعبء على شركتك دون داعٍ. 

وأحب هنا أن أقتبس عبارة وورين بافيت، المُستثمر المعروف: “لا تُخاطر بما تملكه وتحتاج إليه من أجل شيء لا تمتلكه ولا تحتاج إليه!”.

وفي ما يلي بعض تحدّيات استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الشركات، لمُساعدتك على تخيّل صورة أكثر واقعية، وأخذ احتياطاتك تجاه أي عقبات مُحتملة:

  • الاعتبارات الأخلاقية والقانونية

تجمع أدوات الذكاء الاصطناعي وتُحلّل كميات ضخمة ومُتنوعة من البيانات الشخصية، ما يُثير بعض المخاوف والتساؤلات بخصوص انتهاك الخصوصية، واحتمالات إساءة الاستعمال، فضلًا عن إشكاليات التحيّز وعدم المُساواة ومُحاولة تصنيف الموظّفين بناءً على خلفيات دينية أو عرقية معيّنة. من السهل فرض قوانين تقضي بعدم التمييز أو التحيّز على الأفراد، ومُعاقبة من يُخالفها، لكن كيف يمكن فرض ذلك على الذكاء الاصطناعي؟

لمُواجهة تلك المخاوف، يتحتّم على مديري الموارد البشرية التأكّد من شفافية أدوات الذكاء الاصطناعي المُستخدمة في أقسامهم، وخلوّ خوارزمياتها من التحيّز، وامتثالها لقانون مُكافحة التميّز وقوانين العمل بالمملكة عامةً، من أجل نتائج عادلة للجميع.

  • مخاوف بشأن خصوصية البيانات

تتضمّن آلية عمل أدوات الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية تحليل كم كبير من بيانات الموظّفين الشخصية، ما يُعرّضها لمخاطر انعدام السريّة والانتهاكات -كما ذكرنا- ولمُعالجة ذلك ينبغي لأصحاب الأعمال ومسؤولي الموارد البشرية الالتزام بلوائح حماية البيانات التي وضعتها الهيئة السعودية للبيانات والذّكاء الاصطناعي SDAIA))، والتي تتطلّب حصول صاحب العمل على إذن الموظّفين قبل تجميع وتحليل بياناتهم، والتأكّد من توافق أدوات الذكاء الاصطناعي مع مواد نظام العمل.

  • الاعتماد المُفرط على الذكاء الاصطناعي

من أكبر مخاوف الاعتماد على أدوات الذّكاء الاصطناعي نقص التفاعُلات الإنسانية وشعور الموظّفين بالعُزلة وعدم التقدير في عملهم؛ ما يؤثّر في رضاهم الوظيفي ومعدّلات الإنتاج. 

ويؤدّي الاعتماد المُبالغ فيه على الذكاء الاصطناعي كذلك إلى افتقاد المهارات النقدية والتحليلية اللازمة لصُنع القرارات، لاعتماد الموظّفين على الحلول الذكية وحدها دون إعمال وجهات نظرهم وآرائهم التي من المُمكن أن ترى ما لا تراه الأدوات التقنية، فضلًا عن قصور أدوات الذكاء الاصطناعي نفسها عن العمل دون تغذيتها بالمُدخلات الصحيحة والمُناسبة من الموظّفين، وتحرّي الدقة في نتائجها، إذ يُحتمل وقوع كثير من الأخطاء.

لذلك فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وحده لا يكفي، وينبغي خلق نوع من الموازنة بين الحلول الذكية والبشريّة، لتحقيق أقصى استفادة من كليهما.

أمثلة للذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغة الكبيرة في الموارد البشرية

أمثلة للذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغة الكبيرة في الموارد البشرية

  مُساعد التأمين الصحّي الذّكي من بَيزات

تُعطي شركات التأمين عادةً عُملاءها دليلًا للمميزات التي سيحصلون عليها، والشركاء المتعاونين معهم. عادةً ما يكون هذا الدليل في صورة ملف PDF، أو Excel، ويتضمّن معلومات كثيرة مركّبة يصعُب الوصول إليها، كما يحتوي على مُصطلحات تأمينية لا يستطيع الموظّف العادي غير المتخصص فك شفرتها أو فهم المقصود منها بالتحديد. تًقدّم بَيزات مُساعد التأمين الصحّي مُتعدّد اللغات – المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي يستطيع الإجابة على أي سؤال يتعلّق بالمميزات التأمينية، والشركاء، والاستحقاقات، وأية عمليات تُعنى جهة التأمين بتنفيذها، وذلك بلغة سهلة وبسيطة، وبدقة شديدة في المعلومات، وسُريّة تامّة. وبذلك تُساعد بَيزات الشركات على تقديم مميزاتها التأمينية بصورة أفضل، كما تُساعد الموظّفين على فهم امتيازاتهم، والحصول عليها كاملةً.

  أداة مقابلة الفيديو HireVue المدعومة بالذكاء الاصطناعي

أداة تعتمد على التعلّم الآلي والذكاء الاصطناعي لفرز وتقييم المرشّحين للعمل خلال عملية التوظيف، فتسمح لمديري التوظيف بإنشاء نموذج لأسئلة المُقابلة الشخصية، ثم يُطلب من المرشّحين تسجيل ردودهم على هذه الأسئلة عبر تقنية الفيديو. تُحلّل أداة HireVue ردود المرشّحين المُسجّلة وأنماط حديثهم ونبرات أصواتهم ولغة الجسد، وتستنبط منها صفاتهم الشخصية وقُدراتهم ومدى ملاءمتها للوظائف المُتاحة، كما تتضمَّن ميزات أخرى كعَقد المُقابلات المباشرة وإرسال تحدّيات القدرات المُختلفة للمرشحين، ما يوفِّر كثيرًا من الوقت والموارد، بأتمتة جزء كبير من عملية فرز المرشحين المبدئية.

لكن لا تخلو هذه الأداة، شأنها شأن أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى، من احتماليات التحيّز وحدوث الأخطاء، لذا يُنصح باستخدامها مع طرق تقييم أخرى لضمان الشفافية والإنصاف.

  واتسون للتوظيف من شركة آي بي إم

تعتمد أداة واتسون على ما يُسمّى بمُعالجة اللغة الطبيعية (NLP)، وخوارزميات التعلّم الآلي لتسريع وتطوير عملية التوظيف. تحلّل واتسون السيَر الذاتية والأوصاف التعريفية للوظائف، وتربط وتوفق فيما بينها، كما تساعد على جدولة مُقابلات العمل، وتُرسل رسائل البريد الإلكتروني لمُتابعة المرشحين، وتحلّل في الوقت نفسه المرشّحين، وتستنبط مهاراتهم وقدراتهم الذاتية والمهنية، وتقدّمها لمُديري التوظيف، ما يساعد على رؤية المرشّحين بشكلٍ أفضل، وصنع علاقات طيّبة معهم.

المُميّز في أداة واتسون عن غيرها قدرتها على التعلّم والتكيّف وتفاديها المُغالطات المنطقية أو التحيّز لمجموعة ضد أخرى، وهي تفعل ذلك بتقييم المرشّحين موضوعيًا وفقًا لمؤهُلاتهم وخبراتهم المهنية.

ويرجع السبب في تفوّق واتسون إلى حجم البيانات العملاق الذي تستطيع مُعالجته، والذي يزيد من كفاءتها ودقّتها بمرور الوقت.

  أداة فحص المرشح Humantic

تُحلّل Humantic -بالمنوال نفسه- سلوكيات المُرشحين وأنماط حديثهم وتعبيرات الوجه والجَسَد خلال مُقابلات العمل، وتزوِّد مُديري التوظيف باستنتاجات مهمّة تساعدهم على تحديد قابلية المرشّحين للعمل بالوظائف، ومدى توافقهم مع بيئة وثقافة العمل بالشّركة.

تركّز Humantic بشكل كبير على الجانب الإنساني للمرشّحين، فتقيِّم مهارات التواصل والذّكاء العاطفي، وخلافه.

وتعتبر الأداة حسنة السّمعة في ما يتعلّق بالتحيّز والتمييز، بعكس أدوات أخرى، لكن ينبغي في كل الأحوال مُراعاة البيانات التي تُغذَّى بها، واستخدامها بحذر، وبتوازن مع طرق وأدوات التقييم الأخرى، والتأكّد دائمًا من عدم انتهاكها قوانين حماية الخصوصية، ومُحاربة التمييز.

  أداة تحليل الوصف الوظيفي لـ Textio

أداة ذكاء اصطناعي توليدية تُحلِّل النصوص المكتوبة، وتقدّم اقتراحات لتحسين اللغة المُستخدمة، وإزالة الصياغات التي قد تبدو إقصائية أو مُتحيّزة، وتستبدل بها صياغات تعبِّر عن الشُمولية والتنوّع والاختلاف.

تُستخدم Texito في تعديل نصوص إعلانات الوظائف، ورسائل البريد الإلكتروني، وتقارير العمل، وأي محتوى كتابي بالشركة، وتوفّر مُراجعات تزامنية –في أثناء الكتابة- بتظليل العبارات التي يُمكِن أن تكون مُربِكة، أو أقل وضوحًا أو فاعلية، وتقترح بدائل مُناسبة لها، كما تُساعد على تعديل المحتوى بما يتناسب مع طبيعة شريحة العملاء المعنية، أو وفقًا لصناعة معيّنة، ما يجعل المحتوى أكثر تخصصّية، وكفاءة.

خُلاصة

رغم كل المخاوف وعناوين الأخبار المقلقة التي تقرأها في الصُحف وعلى صفحات التواصل الاجتماعي بشأن الذكاء الاصطناعي، واحتمالية استبداله للموظفين في كل مكان بالعالم، دعني أطمئنك إلى أن هذه التقنيات -على العكس- خطوة عظيمة في عالم الأعمال، والدليل دراسة لطالبي دكتوراه بجامعة MIT، حلَّلا تطبيق شات جي بي تي واستخدامه عبر 400 مُتخصص في الأعمال، وحصلا على نتائج مُذهلة تتعلّق بالإنتاجية وتحسين الكفاءة.

لذا فإن علينا في النهاية تذكّر أن الذكاء الاصطناعي مجرّد أدوات، لا إنسانًا حيًا، ومن ثمَّ فليس من المنطقي الشعور بالتهديد منه بهذا القدر، فكما كان ظهور مايكروسوفت إكسيل في أوائل الثمانينيات شيئًا مُذهلًا، وشعر المُحاسبون بسببه بخطر فقدان وظائفهم، ثم اتضح أن ذلك لن يحدث، كذلك ستكون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية ضرورية في عالم الأعمال، وينبغي لكل الموظّفين تعلّم تطبيقاتها وأفضل الطرق لاستخدامها في شتى مناحي العمل.

منصة واحدة. إمكانات لا تعد.

تزودك منصة بيزات بمختلف الأدوات والحلول التقنية الحديثة لإنجاز مهامك بكفاءة وسهولة، وتقدّم لموظفيك ومسؤولي الموارد البشرية تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

اطلب عرضك التجريبي الآن

تقدِّم منصة بيزات حلولًا فعالة وجاهزة لمديري الموارد البشرية

تمكنك منصة بيزات من أتمتة إدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب، من الترحيب بالموظفين وحتى احتساب نهاية الخدمة؛ وتقدم لموظفيك تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

تقدِّم منصة بيزات حلولًا فعالة وجاهزة لمديري الموارد البشرية

تمكنك منصة بيزات من أتمتة إدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب، من الترحيب بالموظفين وحتى احتساب نهاية الخدمة؛ وتقدم لموظفيك تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

احتلَّ شات جي بي تي مساحةً كبيرة في أذهان الناس أخيرًا، عبر عناوين الأخبار ومُحادثات العمل القصيرة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، فلا يتصفَّح أحد فيسبوك أو إنستجرام اليوم دون أن يُفاجأ بمُنتج جديد، أو عمل إبداعي رائع من صُنع الذّكاء الاصطناعي، كإعداد برامج التداول، أو كتابة تقارير وأبحاث كاملة استنادًا إلى مصادر موثوقة، أو إعداد برامج تدريب رياضية، أو رسم لوحة تخيّلية لفنان من القرن الماضي وهو يحتسي القهوة في شوارع الرياض، أو أي شيء فعلًا لا مجازًا. 

لقد غيَّر شات جي بي تي كثيرًا من الأشكال الإبداعية النمطية المعروفة، وأتاح مساحات جديدة غير مُقيِّدة للخيال، لكنّ سؤالنا هنا: كيف أثّر ظهور شات جي بي تي وتَعمُّق صناعة الذكاء الاصطناعي في الشّركات خلال الفترة الأخيرة، وفي قسم الموارد البشرية تحديدًا؟

يتكهّن كثير من النقّاد والمحلّلين بالمناحي التطبيقية لشات جي بي تي -مُنذ ظهوره نوفمبر الماضي فقط- في حين بدأتْ الشّركات بالفعل الاعتماد على الذّكاء الاصطناعي منذ سنوات. 

ففي دراسة لـIBM  عام 2022: وُجِدَ أن 35% من الشّركات قد تبنّت بالفعل نموذج عمل يتضمّن الذكاء الاصطناعي لخدمة الشّركة، بينما 44% أخرى تخطط حاليًا لدمجه مع تقنيات التعلّم الآلي الجديدة في عمليّات الشركة عمومًا، والتي تشمل -بطبيعة الحال- عمليّات إدارة الموارد البشرية.

ماذا يعني تطوّر أدوات الذّكاء الاصطناعي لمسؤولي الموارد البشرية؟ هل هُناك خطر على وظائفهم؟

ماذا يعني تطوّر أدوات الذّكاء الاصطناعي لمسؤولي الموارد البشرية؟ هل ثمة خطر على وظائفهم؟

الإجابة القصيرة: لا!

لن يستبدل شات جي بي تي أو أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى أدوار مُختصّي الموارد البشرية، لكنه -على النقيض من ذلك- سوف يُحرِّرهم من العمل الروتيني، ويُمكِّنهم من التركيز على الأعمال الاستراتيجية التي تُضيف قيمة حقيقية للشركة: كتدريب الموظّفين وتحليل الأداء وتطوير ثقافة العمل، ما يعزّز من إنتاجية الموظفين وكفاءتهم في النهاية.

وفي ما يلي تطبيقات عملية ينبغي الإلمام بها عند محاولة استكشاف خيارات قسم الموارد البشرية لديك للاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي:

تسهيل وتسريع عملية التوظيف

يستطيع الذكاء الاصطناعي كتابة الوصف التعريفي للوظائف الشاغرة في شركتك قبل الإعلان عنها -وفقًا للمعايير التي تضعها- كمُتطلبات مهنية معيّنة أو شهادات خبرة أو مدى التوافق مع ثقافة عمل الشركة أو المعايير العامة للقبول بهذه الوظائف في سوق العمل 

بإمكان شات جي بي تي فرز المرشحين، وتلخيص خبراتهم، وجدولة مواعيد المقابلات، وربما أيضًا اقتراح أسئلة لطرحها على المرشح وفقًا لخبرته. كما يُجيب أسئلة الموظّفين الشائعة FAQs عن الشركة وعملية التوظيف، ويُرسل تقييمات للمرشّحين عن سيَرهم الذاتية، وأدائهم في مُقابلات العمل؛ ما يُحافظ على علاقة الشّركة بالمرشحين غير المؤهلين، ويُحسّن رؤيتهم للشركة.

تطوير أداء الموظفين

يعاني 58% من الشّركات إضاعةَ الوقت في إدارة أداء الأعمال بالطرق التقليدية، كالمُحادثات، أو توثيق السجلّات، أو كتابة المُراجعات والتقارير.

ورغم افتقاد أدوات الذكاء الاصطناعي قيمة التواصل الإنساني وأثره في توجيه الموظّفين، والتفاعل معهم، فإنها رغم ذلك تُحسّن من كفاءة إدارة الأداء بطُرق عديدة، أهمها:

❖ إمداد الموظّفين والمُديرين بملاحظات سريعة للتعرف على نقاط الضعف ومُعالجتها.

❖ تحديد مؤشّرات الأداء، وكتابة الأهداف المرجعية للموظّفين، مع مُراعاة اتّساقها مع أهداف الشركة، ومُتابعة تحقيقهم لها.

❖ اقتراح برامج تدريبية وفُرص تطوير مخصّصة لكل موظّف حسب أدائه وتطلّعاته المهنية.

❖ تقييم الموظّفين موضوعيًا، وتزويد المُديرين بتقارير مُفصّلة دقيقة تُساعد على اتُخاذ القرارات الصحيحة.

أدوات الذكاء الاصطناعي وتحسين مُشاركة الموظّف

 تعزيز مُشاركة الموظّف

مُشاركة الموظّف عامل حاسم في تحقيق الشركة أهدافها، ودائمًا ما يرتبط شعور الموظّفين بقيمة عمله بمردود مُذهل في طاقاته وإنتاجيته وجديته في أداء العمل المُوكَّل إليه، وكذا الاحتفاظ به لأطول فترة ممكنة، وتقليل معدّل بحثه عن أماكن أخرى، وتساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مسؤولي الموارد البشرية على تشجيع الموظّفين.


تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي تحليل بيانات متعدّدة، كآراء الموظّفين ومؤشرات أدائهم، وأي معلومات ذات صلة، للتنبّؤ بأحوالهم: أي منهم يُعاني العّزلة أو الاحتراق الوظيفي؟ أي منهم لا يشعر بالتقدير والتحفيز في بيئة العمل؟ أي منهم أكثر عُرضَة للاستقالة أو ترك العمل لأي سبب؟ كي تتخذ فِرق الموارد البشرية إجراءات وقائية لمشكلات الموظّفين قبل تفاقمها، وإضرارها بمصالح الشركة.وفي هذا السياق، تُقدم منصة بيزات لمستخدميها خاصية “استبيان الموظفين“، والتي تمكّن الشركات من إنشاء استبيانات متنوعة لفهم انطباعات الموظفين عن الشركة بشكل عام أو جوانب محددة؛ بالإضافة إلى إمكانية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لاقتراح أسئلة الاستبيان بما يتناسب مع الهدف منه.

اقرأ أيضًا: توقّعات إدارة الموارد البشرية بين الحاضر والمُستقبل

تقنية الخدمة الذاتية: مساعدون أذكياء ينجزون المهام الروتينية للموظفين

تمتلك الشّركات آلاف الوثائق التي تتضمّن عادةً معلومات تهم كل موظّف، مثل مبادئ العمل بالشّركة وقواعد السلامة والصحة المهنية، وخريطة العمليات، وبنك المُساعدة والأسئلة، وبيانات الموظّف نفسه، وجميع سياسات الشركة في شتّى المناحي -بدءًا من ثقافة العمل حتى القيام بأبسط الإجراءات- كتغيير كلمة سر الموظّف الشخصية مثلًا.

وعادة ما توثّق الشركات عملياتها وسياساتها لتُسهّل الوصول إلى البيانات عند الحاجة، ولتضمن سلاسة سير الأعمال، وامتثال الجميع لما هو مُتعارف عليه.

ويظهر دور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية في إدارة هذه المعلومات الضخمة والمعقدة، ودمجها مع نظام إدارة الموارد البشرية عن طريق تقنية الخدمة الذاتية للموظّفين. وهذا بالضبط ما نجحت منصة مايكروسوفت الجديدة (OpenAI Copilot) في تطبيقه، بتمكين الموظّفين من التواصل مع مُساعدين أذكياء عبر شات جي بي تي أو غيره، وإنجاز الأعمال الروتينية، كالتقدّم بطلبات الإجازة، أو الحصول على معلومات عن الرّواتب، أو غيرها من التفاعلات التي كان الموظّف يحتاج إلى التواصل مع مسؤول الموارد البشرية بشأنها شخصيًا، أو عبر البريد الإلكتروني.

وتزداد تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل مُتسارع اليوم في شتّى المجالات، فإذا كان اختصاص شركتك يقع ضمن مجالات عمل الموارد البشرية، أو خدمة العملاء، أو شركات الشحن وتوصيل الطلبات مثلًا، فمن المُحتمل أن ترى بالفعل زيادة استثمار شركتك في هذه التطبيقات والمُحاولات المكثّفة لدمج التكنولوجيا في جميع العمليات.

التحديات المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغات الكبيرة في الموارد البشرية

تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغات الكبيرة في الموارد البشرية

بينما يمنح الاعتمادُ على أدوات الذكاء الاصطناعي ميزات عظيمة لتطوير الأداء، ورفع كفاءة عمليات أي شركة، يوجد بعض التحدّيات والعيوب التي ينبغي وضعها في الاعتبار، كي لا يتحوّل استثمارك في الذكاء الاصطناعي لمُخاطرة وعبء على شركتك دون داعٍ. 

وأحب هنا أن أقتبس عبارة وورين بافيت، المُستثمر المعروف: “لا تُخاطر بما تملكه وتحتاج إليه من أجل شيء لا تمتلكه ولا تحتاج إليه!”.

وفي ما يلي بعض تحدّيات استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الشركات، لمُساعدتك على تخيّل صورة أكثر واقعية، وأخذ احتياطاتك تجاه أي عقبات مُحتملة:

  • الاعتبارات الأخلاقية والقانونية

تجمع أدوات الذكاء الاصطناعي وتُحلّل كميات ضخمة ومُتنوعة من البيانات الشخصية، ما يُثير بعض المخاوف والتساؤلات بخصوص انتهاك الخصوصية، واحتمالات إساءة الاستعمال، فضلًا عن إشكاليات التحيّز وعدم المُساواة ومُحاولة تصنيف الموظّفين بناءً على خلفيات دينية أو عرقية معيّنة. من السهل فرض قوانين تقضي بعدم التمييز أو التحيّز على الأفراد، ومُعاقبة من يُخالفها، لكن كيف يمكن فرض ذلك على الذكاء الاصطناعي؟

لمُواجهة تلك المخاوف، يتحتّم على مديري الموارد البشرية التأكّد من شفافية أدوات الذكاء الاصطناعي المُستخدمة في أقسامهم، وخلوّ خوارزمياتها من التحيّز، وامتثالها لقانون مُكافحة التميّز وقوانين العمل بالمملكة عامةً، من أجل نتائج عادلة للجميع.

  • مخاوف بشأن خصوصية البيانات

تتضمّن آلية عمل أدوات الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية تحليل كم كبير من بيانات الموظّفين الشخصية، ما يُعرّضها لمخاطر انعدام السريّة والانتهاكات -كما ذكرنا- ولمُعالجة ذلك ينبغي لأصحاب الأعمال ومسؤولي الموارد البشرية الالتزام بلوائح حماية البيانات التي وضعتها الهيئة السعودية للبيانات والذّكاء الاصطناعي SDAIA))، والتي تتطلّب حصول صاحب العمل على إذن الموظّفين قبل تجميع وتحليل بياناتهم، والتأكّد من توافق أدوات الذكاء الاصطناعي مع مواد نظام العمل.

  • الاعتماد المُفرط على الذكاء الاصطناعي

من أكبر مخاوف الاعتماد على أدوات الذّكاء الاصطناعي نقص التفاعُلات الإنسانية وشعور الموظّفين بالعُزلة وعدم التقدير في عملهم؛ ما يؤثّر في رضاهم الوظيفي ومعدّلات الإنتاج. 

ويؤدّي الاعتماد المُبالغ فيه على الذكاء الاصطناعي كذلك إلى افتقاد المهارات النقدية والتحليلية اللازمة لصُنع القرارات، لاعتماد الموظّفين على الحلول الذكية وحدها دون إعمال وجهات نظرهم وآرائهم التي من المُمكن أن ترى ما لا تراه الأدوات التقنية، فضلًا عن قصور أدوات الذكاء الاصطناعي نفسها عن العمل دون تغذيتها بالمُدخلات الصحيحة والمُناسبة من الموظّفين، وتحرّي الدقة في نتائجها، إذ يُحتمل وقوع كثير من الأخطاء.

لذلك فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وحده لا يكفي، وينبغي خلق نوع من الموازنة بين الحلول الذكية والبشريّة، لتحقيق أقصى استفادة من كليهما.

أمثلة للذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغة الكبيرة في الموارد البشرية

أمثلة للذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغة الكبيرة في الموارد البشرية

  مُساعد التأمين الصحّي الذّكي من بَيزات

تُعطي شركات التأمين عادةً عُملاءها دليلًا للمميزات التي سيحصلون عليها، والشركاء المتعاونين معهم. عادةً ما يكون هذا الدليل في صورة ملف PDF، أو Excel، ويتضمّن معلومات كثيرة مركّبة يصعُب الوصول إليها، كما يحتوي على مُصطلحات تأمينية لا يستطيع الموظّف العادي غير المتخصص فك شفرتها أو فهم المقصود منها بالتحديد. تًقدّم بَيزات مُساعد التأمين الصحّي مُتعدّد اللغات – المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي يستطيع الإجابة على أي سؤال يتعلّق بالمميزات التأمينية، والشركاء، والاستحقاقات، وأية عمليات تُعنى جهة التأمين بتنفيذها، وذلك بلغة سهلة وبسيطة، وبدقة شديدة في المعلومات، وسُريّة تامّة. وبذلك تُساعد بَيزات الشركات على تقديم مميزاتها التأمينية بصورة أفضل، كما تُساعد الموظّفين على فهم امتيازاتهم، والحصول عليها كاملةً.

  أداة مقابلة الفيديو HireVue المدعومة بالذكاء الاصطناعي

أداة تعتمد على التعلّم الآلي والذكاء الاصطناعي لفرز وتقييم المرشّحين للعمل خلال عملية التوظيف، فتسمح لمديري التوظيف بإنشاء نموذج لأسئلة المُقابلة الشخصية، ثم يُطلب من المرشّحين تسجيل ردودهم على هذه الأسئلة عبر تقنية الفيديو. تُحلّل أداة HireVue ردود المرشّحين المُسجّلة وأنماط حديثهم ونبرات أصواتهم ولغة الجسد، وتستنبط منها صفاتهم الشخصية وقُدراتهم ومدى ملاءمتها للوظائف المُتاحة، كما تتضمَّن ميزات أخرى كعَقد المُقابلات المباشرة وإرسال تحدّيات القدرات المُختلفة للمرشحين، ما يوفِّر كثيرًا من الوقت والموارد، بأتمتة جزء كبير من عملية فرز المرشحين المبدئية.

لكن لا تخلو هذه الأداة، شأنها شأن أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى، من احتماليات التحيّز وحدوث الأخطاء، لذا يُنصح باستخدامها مع طرق تقييم أخرى لضمان الشفافية والإنصاف.

  واتسون للتوظيف من شركة آي بي إم

تعتمد أداة واتسون على ما يُسمّى بمُعالجة اللغة الطبيعية (NLP)، وخوارزميات التعلّم الآلي لتسريع وتطوير عملية التوظيف. تحلّل واتسون السيَر الذاتية والأوصاف التعريفية للوظائف، وتربط وتوفق فيما بينها، كما تساعد على جدولة مُقابلات العمل، وتُرسل رسائل البريد الإلكتروني لمُتابعة المرشحين، وتحلّل في الوقت نفسه المرشّحين، وتستنبط مهاراتهم وقدراتهم الذاتية والمهنية، وتقدّمها لمُديري التوظيف، ما يساعد على رؤية المرشّحين بشكلٍ أفضل، وصنع علاقات طيّبة معهم.

المُميّز في أداة واتسون عن غيرها قدرتها على التعلّم والتكيّف وتفاديها المُغالطات المنطقية أو التحيّز لمجموعة ضد أخرى، وهي تفعل ذلك بتقييم المرشّحين موضوعيًا وفقًا لمؤهُلاتهم وخبراتهم المهنية.

ويرجع السبب في تفوّق واتسون إلى حجم البيانات العملاق الذي تستطيع مُعالجته، والذي يزيد من كفاءتها ودقّتها بمرور الوقت.

  أداة فحص المرشح Humantic

تُحلّل Humantic -بالمنوال نفسه- سلوكيات المُرشحين وأنماط حديثهم وتعبيرات الوجه والجَسَد خلال مُقابلات العمل، وتزوِّد مُديري التوظيف باستنتاجات مهمّة تساعدهم على تحديد قابلية المرشّحين للعمل بالوظائف، ومدى توافقهم مع بيئة وثقافة العمل بالشّركة.

تركّز Humantic بشكل كبير على الجانب الإنساني للمرشّحين، فتقيِّم مهارات التواصل والذّكاء العاطفي، وخلافه.

وتعتبر الأداة حسنة السّمعة في ما يتعلّق بالتحيّز والتمييز، بعكس أدوات أخرى، لكن ينبغي في كل الأحوال مُراعاة البيانات التي تُغذَّى بها، واستخدامها بحذر، وبتوازن مع طرق وأدوات التقييم الأخرى، والتأكّد دائمًا من عدم انتهاكها قوانين حماية الخصوصية، ومُحاربة التمييز.

  أداة تحليل الوصف الوظيفي لـ Textio

أداة ذكاء اصطناعي توليدية تُحلِّل النصوص المكتوبة، وتقدّم اقتراحات لتحسين اللغة المُستخدمة، وإزالة الصياغات التي قد تبدو إقصائية أو مُتحيّزة، وتستبدل بها صياغات تعبِّر عن الشُمولية والتنوّع والاختلاف.

تُستخدم Texito في تعديل نصوص إعلانات الوظائف، ورسائل البريد الإلكتروني، وتقارير العمل، وأي محتوى كتابي بالشركة، وتوفّر مُراجعات تزامنية –في أثناء الكتابة- بتظليل العبارات التي يُمكِن أن تكون مُربِكة، أو أقل وضوحًا أو فاعلية، وتقترح بدائل مُناسبة لها، كما تُساعد على تعديل المحتوى بما يتناسب مع طبيعة شريحة العملاء المعنية، أو وفقًا لصناعة معيّنة، ما يجعل المحتوى أكثر تخصصّية، وكفاءة.

خُلاصة

رغم كل المخاوف وعناوين الأخبار المقلقة التي تقرأها في الصُحف وعلى صفحات التواصل الاجتماعي بشأن الذكاء الاصطناعي، واحتمالية استبداله للموظفين في كل مكان بالعالم، دعني أطمئنك إلى أن هذه التقنيات -على العكس- خطوة عظيمة في عالم الأعمال، والدليل دراسة لطالبي دكتوراه بجامعة MIT، حلَّلا تطبيق شات جي بي تي واستخدامه عبر 400 مُتخصص في الأعمال، وحصلا على نتائج مُذهلة تتعلّق بالإنتاجية وتحسين الكفاءة.

لذا فإن علينا في النهاية تذكّر أن الذكاء الاصطناعي مجرّد أدوات، لا إنسانًا حيًا، ومن ثمَّ فليس من المنطقي الشعور بالتهديد منه بهذا القدر، فكما كان ظهور مايكروسوفت إكسيل في أوائل الثمانينيات شيئًا مُذهلًا، وشعر المُحاسبون بسببه بخطر فقدان وظائفهم، ثم اتضح أن ذلك لن يحدث، كذلك ستكون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية ضرورية في عالم الأعمال، وينبغي لكل الموظّفين تعلّم تطبيقاتها وأفضل الطرق لاستخدامها في شتى مناحي العمل.

منصة واحدة. إمكانات لا تعد.

تزودك منصة بيزات بمختلف الأدوات والحلول التقنية الحديثة لإنجاز مهامك بكفاءة وسهولة، وتقدّم لموظفيك ومسؤولي الموارد البشرية تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

اطلب عرضك التجريبي الآن

بيزات منصة متكاملة لإدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب في السعودية

تمكنك منصة بيزات من أتمتة إدارة الموارد البشرية ومسير الرواتب، من الترحيب بالموظفين وحتى احتساب نهاية الخدمة؛ وتقدم لموظفيك تجربة استثنائية بمعايير عالمية.

فريق بيزات
فريق بيزات

مقالات ذات صلة